أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رزاق عبود - اعداء العراق يقتلون اصل العراق














المزيد.....

اعداء العراق يقتلون اصل العراق


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 09:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بصراحة ابن عبود
عرف مسيحيي العراق بوطنيتهم الصادقة، والتصاقهم بالوطن الام، وتمسكهم بهويتهم العراقية. فتجمعاتهم في الخارج في دول اللجوء التي شردوا اليها تحكي قصة تعاطفهم مع العراق وشعبه. كانوا اول الصحفيين، والمناضلين، والشهداء. قادة، وزعماء، وعسكريين شرفاء. علماء، واساتذة جامعة، ووزراء. في العشرينات من القرن الماضي رفضوا كغيرهم من شرفاء الوطن الاستعمار البريطاني، ورفضوا التحول الى طابور خامس، او حصان طروادة فاذاقهم الانكليز انواع العذاب. ومعروفة قصة رفضهم توقيع معاهدة الاذلال البريطانية. تجاوبا مع تحريم الاشتراك في انتخابات المجلس التاسيسي الذي كان يراد له الموافقة على ابرام معاهدة 1922 مع بريطانيا. (...ان مطارنة النصارى دعوا المسيحيين الى مقاطعة الانتخابات "تمسكا بالجامعة الوطنية، وحفظا للمصالح المشتركة، وتأييدا للحقيقة الواضحة، واستبقاء للتآلف القديم والتوادد المستقيم" على حد ما جاء في بيان التحريم الذي الصق على ابواب الاديرة كما الصقت فتاوي علماء المسلمين على ابواب المساجد والمراقد المقدسة) الحسني ـ تاريخ الوزارات ط 1 ص 142. عن حسن العلوي. الشيعة والدولة القومية في العراق ص 340 .

بعد ثورة14 تموز المجيدة، اندفعوا بحماس لتاييدها، وساهموا بحمايتها، والدفاع عنها، وكانت المؤامرات ضد ثورة تموز تستهدفهم دائما. كما حصل في احداث كركوك، والموصل. وجرت محاولات تشجيع هجرتهم الى خارج الوطن (بالضبط كما يجري الان، على ايدي اعداء العراق من كل صنف). بعد انقلاب 8 شباط 1963الدموي، نالهم ما نال غيرهم، من ابناء الشعب العراقي من مطاردة، وقمع، واعتقال، وتعذيب، وتشريد، ونهب ممتلكات، والاستيلاء على بيوتهم، واعدامات بالجملة. واستمرذلك الاضطهاد المتعدد الاشكال في زمن الاخوين عارف، ثم نظام صدام حسين الفاشي، الذي شهد هجرة جماعية للمسيحيين لاسباب سياسية، ونتيجة الحروب العبثية للديكتاتور المقبور. بعد سقوط صدام حسين، والاحتلال الامريكي للعراق تعرضوا مثل غيرهم للارهاب، والتشريد، والتكريد، والتمييز، والتهميش. هوجمت، وهدمت، وحرقت، وقصفت معابدهم، وكنائسهم، وبيوتهم، ومناطق سكناهم، وتشرد الاف المسيحين في دول الجوار، واوربا حفاظا على حياتهم، واعراضهم.

استخدمت القوى الدينية، والقومية المتطرفة مختلف الوسائل، والطرق، والاساليب القذرة، لارهاب المسيحيين، ومصادرة ارادتهم. فتعرضوا في مدن البصرة(لاول مرة في تاريخ المدينة)، وبغداد، والموصل، وحتى في قراهم التاريخية في سهل نينوى الى مذابح، واعمال ارهابية فظيعة، والهدف واحد، وضعهم امام خيارين احلاهما مر. اما الخضوع لوصاية القيادات القومية الكردية، وتسليم امرهم لها، او الهجرة خارج العراق. والنتيجة واحدة، تصفية واخلاء العراق من سكانه الاصليين، واحفاد بناة حضارته العتيدة. كما جرت محاولات اجرامية لتزوير نتائج تصويتهم في الانتخابات، اوعدم ايصال صناديق الاقتراع لقراهم. او بكل بساطة فقدان صناديق الاقتراع بكاملها بقدرة قادر على ايدي المليشيات القومية الكردية. واشرنا في في مقالنا السابق(غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين) الى ان النية كانت مبيتة للهجمة على المسيحيين. وان ماسمي بالتصويت السري هو لعبة "تقية" اجادها قادة الشيعة، والقادة الاكراد. ولم يعترض لا الرئيس الكردي، ولا نائبيه الشيعي، او السني الاسلاميان على الغاء المادة الخمسين من قانون انتخابات مجالس المحافظات. لان هذا كان من ضمن الاتفاقيات السرية بين ماسمي باللقاء الرباعي "عصابة الاربعة" وكذلك الاتفاق السري بينهم لتمرير تاجيل الانتخابات في مدن الشمال وكركوك. لان العصابات القومية الكردية تعرف لمن سيصوت المسيحيين. ولان الاسلاميين لا يريدون ان يروا صابئي "نجس"! او مسيحي "كافر"! الى جانبهم في مجالس المحافظات، حتى، لو ان، اصواتهم قد لا تؤخر او تقدم في شئ. لكنها سياسة الاقصاء، والتهميش، والابعاد التي اتفق عليها من قبل اقطاب المحاصصة الطائفية والقومية. ولان المسيحيين لم يوافقوا على اقصائهم، وطالبوا بحقهم الطبيعي، وهم يرفضون بشكل عام توقيع معاهدة استرقاقية مع المحتلين الامريكان فعوقبوا، ويعاقبون، على وطنيتهم الصادقة وعراقيتم الاصيلة. بالضبط كما عاقبتهم بريطانيا على وطنيتهم لرفضهم معاهدات الوصاية على بلاد الرافيدن فسلطوا عليهم بكر صدقي، وعصاباته، واليوم يقوم ابناء واحفاد بكر صدقي بنفس الجريمة بحق اهل بلاد الرافدين، ولنفس الاسباب. لكن المسيحيين العراقيين من كلدان، واثور، وسريان، وارمن، وغيرهم سيصمدون باصراهم، ودعم الشرفاء في العراق والعالم، كما صمدوا بوجه غزوات الفرس، والاغريق، والمغول، والعثمانين، والانكليز، والامريكان، وقمع الحكومات الرجعية لهم. والتاريخ يعلمنا دوما، وان بدراما سوداء ان هؤلاء الابطال سيحافظون على وجودهم، وبقائهم، وموصلهم كما حافظوا على العراق بثقافتهم وقلوبهم.

" في اواسط القرن الثاني عشرالقى السلطان صلاح الدين الايوبي حصاره الاول على المدينة وكعادة مقاتلي ذلك الزمان خرج احد فرسانه من المعسكر ممتطيا جواده وتقدم من سور المدينة يدعو احد فرسانها للنزال. فسال احد حراس السور رفيقه :"بم يرطن هذا وماذا يريد"؟ ثم خلع حذائه الثقيل وقذف الفارس به فاسقطه عن ظهر حصانه وقد اصابه بجرح بليغ في راسه. حمل على اثرها الى صلاح الدين وتقول الرواية: ما ان علم السلطان بان فارسه جرح ب "جزمة" حتى انتابه غضب مشوب بقرف عظيم وامر في الحال برفع الحصار عن المدينة..." (العراق في عهد قاسم. جرجيس فتح الله المحامي. ص 801 ). وستشق "جزمات" المسيحيين العراقيين رؤوس كل الارهابيين والمرتزقة الذين يحاولون انتزاعهم من ارض ابائهم واجدادهم، وفرض الوصايا عليهم. ومثلما انسحب الجحش الاقدم صلاح الدين سينسحب احفاده. كما يتنصلون اليوم من مسؤوليتهم فيما يجري. لكنهم لا يفعلون شيئا لحمايه"الكردستانيين المسيحيين"! فمدينة الموصل تحت سطوة المليشيات الكردية، وليس القاعدة، او غيرهم من الارهابيين، وان كانوا سواء في عدائهم للعراق، واهله الاصليين.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مسابقة علم ونشيد ولدينا اجمل علم واحلى نشيد يا مفيد؟!
- الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!
- غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين
- يانبي العصر كارل ماركس انهض فقد صدقت جل نبوئاتك
- ليس ضروريا ان نستبدل ايران باسرائيل ايها الصديق طارق حربي
- شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج
- الفلاح خروتشوف كان سينجح افضل من البيروقراطي غورباتشوف
- ارهاصات الغربة
- يتظاهرون ضد صور محمد ويغتصبون بنات محمد
- ابتعد العرب ام ابعدوا عن العراق؟!
- واطفات شمعة اخرى في ظلام العراق الدامس
- الطاقة النووية ليست في كل الاحوال سلمية
- حول محنة المهجرين والمهاجرين العراقيين تشريد العراقيين وسيلة ...
- سؤال للدكتور كاظم حبيب: هل صحيح ان في كل عراقي يسكن صدام حسي ...
- ما المقصود بكركوك محافظة كردستانية؟؟؟!!!
- البصرة يوم الاثنين 14 تموز 1958
- الاكراد الفيلية قلب العراق النازف
- ثورة 14 تموز المجيدة. استذكار موجز
- خمسة اعوام من الاحتلال والارهاب والفساد والطائفية والانقسام
- لماذا تتهجم منال هادي باسم الشيوعيين والرابطيات ونادي 14 تمو ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رزاق عبود - اعداء العراق يقتلون اصل العراق