أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - هل يحلم فلسطينى أن يصبح رئيسا لدولة إسرائيل؟














المزيد.....

هل يحلم فلسطينى أن يصبح رئيسا لدولة إسرائيل؟


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 08:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى ظل موجة التفاؤل التى عمت العالم بإنتخاب باراك أوباما لرئاسة أكبر وأقوى دول العالم, بعد ثلاثة قرون من إبقاء الزنوج فى الولايات المتحدة فى الوضع الأدنى, مما حدا بى أن أحلم أيضا فى إمكانية اليوم الذى يحكم فيه إسرائيل رجل فلسطينى حالم أيضا, فما كان بالأمس حلما أصبح اليوم واقعا.
لقد تحرر الزنوج فى أمريكا عبر سلسلة طويلة من الحروب والمآسى الفظيعة من واقع مؤلم كأقنان فى الأرض فى الجنوب وعمال بائسين فى مصانع الصلب فى الشمال, بعد أن جلبوا من أوطانهم الأصلية مقيدين بالسلاسل والأغلال, ليعيشون على فتات سادتهم البيض فى جيتوهات مغلقة, وأوضاع مزرية, حيث لم يكن مسموحا لهم حتى عقود قريبة أن يختلطوا بالبيض فى المدارس والمطاعم ووسائل المواصلات, وحتى كانت لهم مشارب للماء منفصلة.
إن كلمات نيكسون أن" السود سبب كل المشاكل فى أمريكا", وإعلان ريجان بصراحة وقوفه فى مواجهة السود, وحتى قول كلينتون أن على السود أن يتحملوا وحدهم نتيجة أخطائهم, ليس بعيدا, ليأتى وبعد أقل من ثمانى سنوات من حكم كلينتون شاب أسودذى أصول إسلامية, ليقرر أن يحطم هذا التابو ويعلن ترشيح نفسه للرئاسة, قافزا فوق كل القيود, متخطيا كل الأسوار, ليتابع على الملأ رحلة شاقة لإنتزاع ترشيح الحزب الديموقراطى, ومن بعدها الوصول الى البيت الأبيض.
لقد حاولت السيدة كلينتون ومن بعدها الجمهورى مكين تحريك مشاعر العنصرية (Racism) فى مواجهة الصعود السريع لأوباما, ولكن جاءت تلك الحملة بنتائج عكسية لأن الأغلبية كانت قد حسمت أمرها, ولم يكن الأمريكان تواقون للعودة لهذا الماضى البغيض.
لقد إستطاع شاب من أصول أمريكية مثقف, ومتخرج من أعلى الجامعات الأمريكية, ويملك شخصية كاريزمية طاغية, ويملك رؤيا واضحة ولسان طلق, أن يقلب الطاولة, ويغيرالموازين الداخلية, ويجمع حوله الشباب والنساء والمهمشين والمثقفين والنخبة وقطاعات عريضة أخرى, فى إستكمال لمسيرة الأب الروحى لذلك الطريق, مارتن لوثر كنج , ولتضحيات ستوكلى كارمايكل والكس محمد وآخرين, أقول إستطاع أن يفعلها ويغير وجه أمريكا والعالم.
كما لا يجب أن ننسى الإنقلاب العظيم الذى حدث فى "جنوب إفريقيا" حيث انتقلت السلطة من سيطرة الأقلية البيضاء الى الأغلبية السوداء, وفيما يشبه الحلم يخرج "نيلسون مانديلا" من معتقل قضى فيه أكثر من ست وعشرين عاما, ليصعد خلال شهور الى قمة السلطة, فى مشهد درامى حبس فيه العالم أنفاسه.
منذ إستوطن البيض المنطقة الجنوبية من القارة الأفريقية بعد إكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح, وهم يستخدمون السود خدما وعبيدا لهم, فى أسوأ نظام للفصل العنصرى( (Apartheidفى سياسة عزل للسود فى بانتوستانات منفصلة, فى مناطق تتسم بالجدب والعزل, فى أكواخ من الصفيح, ولا يتمتعون بأدنى الحقوق السياسية والإجتماعية.
لقد إستطاع "نيلسون مانديلا" من خلال قيادته لحزب المؤتمر الوطنى الإفريقى أن يوحد السود من خلال برنامج للكفاح السياسى والعسكرى للتحرر الوطنى, وإستطاع رغم سنوات السجن الطويلة أن يلهم الجماهير ويقود نضالها التحررى ليستطيع فى النهاية من تحقيق النصر المؤزر, لترفعه الجماهير فى النهاية الى سدة الحكم.
ورغم إختلاف الهجمة الإستيطانية الشرسة فى فلسطين, ونجاح النظام العنصرى الصهيونى فى فرض وجوده على الأرض الفلسطينية, فإن هناك تشابها لا يخفى بين هذه الأنظمة الثلاث رغم التباين بينها, فنظام عنصرى بالولايات المتحدة إستمر لثلاثة قرون , ليسفر فى النهاية أن ينتصر شاب من الأقلية السوداء( 13%) بالرئاسة, ونظام فى الجنوب الإفريقى تتحكم فيه أقلية من البيض (4%) فى شعب من السود والملونين, إلى نظام إستطاعت فيه أقلية يهوديه بمساعدة الإمبريالية العالمية الإستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية, وتفاوض الفلسطينيين على أقل من (22%) من الأرض, ولكن يتواجد داخل الخط الأخضر أقلية فلسطينية تشكل أكثر من (20%) من السكان.
وبالرغم من الصور المتعددة للعنصرية الصهيونية بالداخل الفلسطينى, وإعتبار العرب مواطنين من الدرجة الثالثة بعد اليهود الشرقيين, الا أن العرب يتمتعون ببعض الحقوق التى إنتزعوها خلال مسيرة طويلة من النضال, مثل حرية تكوين الأحزاب, وحق الإقتراع والترشيح, ولهم بالفعل عدد من الأعضاء فى البرلمان الإسرائيلى" الكنيست".
فهل يأتى ذلك اليوم الذى يستطيع فيه شاب فلسطينى يملك الحلم والإرادة والرؤية الثاقبة أن يجسد الحلم ليدفع الأغلبية الإسرائيلية للتخلى عن عنصريتها والإندماج فى إطار وطنى ينتصر للعدل والمساواة والعيش المشترك.
هل يمكن أن يحدث ذلك؟
ربما فالإنجازات الكبيرة تبدأ دائما بأحلام كبيرة!!!
وليس ما حدث فى أمريكا ببعيد



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الحجاب ... من منظور سياسى
- حسن ومرقص...وقبول الآخر
- الموتى يعلمون الأحياء
- فى الذكرى الثانية لرحيل نبيل الهلالى
- سلطة بلدى....والمعادلة الصعبة
- حين ميسرة...........والأحلام المجهضة.
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(5)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(4)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(3)
- الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(2)
- الجماعات السلفية الجهادية..وفقه التكفير(1)
- المتعة.....بين الفقه والسياسة
- الآيات الشيطانية..وقصة الغرانيق
- الملك فاروق....والدراما التاريخية
- الهبات العمالية الأخيرة........إلى أين؟؟
- إلتباس
- الماشية فى طريق الآلأم...إلى المناضلة شاهندة مقلد
- مفاتحة
- مواوييل من الريف المصرى
- وظائف ليلية


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - هل يحلم فلسطينى أن يصبح رئيسا لدولة إسرائيل؟