أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(2)















المزيد.....

الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(2)


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جماعة المسلمين(التكفير والهجرة)"1977"
في فجر يوم الأحد الثالث من يوليو لعام 1977, اقتربت سيارتان من باب فيلا قديمة من طابقين, تحيط بها حديقة صغيرة, وسياج حديدي مدبب,في منطقة هادئة ومعزولة بشارع السايس بحدائق حلوان, وتوقفت السيارة الأولى أمام باب الفيلا مباشرة, والأخرى على بعد عدة أمتار وأطفأت أنوارها, وقفز من السيارة الأولى خمسة أفراد بملابس الشرطة وملابس مدنية, أحدهم ضابط برتبة رائد, فى يد أحدهم مدفع رشاش, وتقدموا نحو الفيلا وطرقوا الباب بعنف.
إستيقظ جميع من بالفيلا, وأضيئ الطابق الأرضي حيث ينام الجميع, ومع توالى الطرق, فتح الباب الابن الأكبر الدكتور حسين النائب المقيم بالقصر العيني, دفعوه بشدة وانطلقوا مسرعين إلى الداخل, وردد قائد المجموعة"احمد طارق عبد العليم" (رائد شرطة سابق):
- وسّع إحنا مباحث أمن دولة, فين الشيخ الدهبى.
قبل أن يجيب فتح باب غرفة داخلية وخرج الشيخ بملابس النوم مذعورا ليرى أمامه الخمسة وقد شهروا أسلحتهم, سأل ما الخبر فجاءه الرد بخشونة أنه مطلوب للتحقيق,عندما سأل عن السبب, طلبوا منه أن يلبس ملابسه بسرعة, وهناك سيعرف كل شيء, وقبل أن يخرج معهم حاول الشيخ أن يهدئ من روع أبنائه وأمهم, أخبرهم أن ثمة خطأ في الأمر وأنه سيعود سريعا .
تحركت السيارة الأولى بسرعة, حاملين معهم الشيخ في الكرسي الخلفي, بينما حدث عطل مفاجئ في السيارة الثانية ولم يتمكن سائقها من تشغيلها, وعندما خرج الابن الأكبر مسرعا وراءهم استعان ببعض المصلين من المسجد القريب للفيلا, بالإمساك بقائد السيارة, والاتصال بالشرطة(تبين فيما بعد أن السيارة المتعطلة رقمها 28793 ملاكي القاهرة, وأن سائقها هو "إبراهيم محمد حجازي" أحد أفراد العملية,ووجد بداخلها مدفع رشاش وطبنجتين).
في الطريق سأل الشيخ مرّة ثانية عن سبب القبض عليه, أجابه أحدهم بتهكم : لكونك على علاقة بجماعة التكفير والهجرة, فأخذ الشيخ يردد كيف تقولون ذلك؟ أنني ضد أفكارهم على طول الخط, وقد ألفت كتابا في الرد عليهم وإبطال حججهم, وأنني متبرئ منهم إلى يوم القيامة.

البداية
في الستينيات في السجن الحربي, والسياط تلهب الظهور, والمساجين يتساقطون جوعا وألما وقهرا, أغلبهم بدون تهمة, إلا أنه قريب لعضو بجماعة الإخوان المسلمين, أو أنه دفع ذات مرّة تبرعا, أو وزّع منشورا, أو أنه أشترك لفترة في الجماعة.
في تلك الأوضاع الصعبة, وآلة التعذيب لا تتوقف, تساءل البعض منهم, هل من يقومون بتعذيبنا مسلمون؟ وإذا لم يكونوا كذلك, فهل من يؤمرهم بالتعذيب يعد من زمرة المسلمين؟ وهكذا نشأت فكرة التكفير في سجون عبد الناصر.
بعد إعدام سيد قطب والزج بآلاف الأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين بالسجون, بدأت تنتشر بسرعة كتابات سيد قطب, خاصة كتابيه"معالم في الطريق" و"في ظلال القرآن", وكتابات أبو الأعلى المودودى عن الإلوهية والحاكمية, وبدأت مجموعة منهم في السجون تتبنى هذه الأفكار.
في السجن الحربي تشكلت في البداية من مجموعة صغيرة على رأسها الشيخ الأزهري "على عبده إسماعيل" الأخ الشقيق لعبد الفتاح إسماعيل( الذي أعدم مع سيد قطب في نفس القضية), والذي أفتى بكفر مرتكب الكبيرة, ولكن سرعان ما رجع عن أفكاره ليتولى "شكري مصطفى" الذي كنى ب"أبو سعد" قيادة المجموعة وتطوير أفكارا لشيخ على إسماعيل, وتجذ يرها, وبلورتها في الشكل الذي انتشرت به من الدعوة إلى الله وإقامة الدولة الإسلامية عن طريق الاعتزال والهجرة ثم استخدام العنف, كما تبنى مقولات جاهلية المجتمعات القائمة وطالب بتغيرها وأيضاً تمايز بقوله إن من لا يدخل جماعة المسلمين فهو كافر. .

شكري مصطفى
هو شكري أحمد مصطفى عبد العال من مواليد قرية (الخرص ) مركز ابوتيج محافظة أسيوط 1942م، أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا صيف عام 1963م حتى صيف 1971 , وكان لا يزال طالب بكلية الزارعة بجامعة أسيوط وتم اعتقاله مع مجموعة من الشباب بتهمة توزيع منشورات لجماعة الأخوان المسلمين وكان عمره وقتئذ واحد وعشرين عاماً, وفى هذه الفترة تعرف على كتابات سيد قطب وأبو الأعلى المودودى, واتى انتشرت سريعا بعد إعدام سيد قطب.
ـ في عام 1971م أفرج عنه بعد أن حصل على بكالوريوس الزراعة ومن ثم بدأ التحرك في مجال تكوين الهيكل التنظيمي لجماعته. ولذلك تمت مبايعته أميراً للمؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين, فعين أمراء للمحافظات والمناطق واستأجر العديد من الشقق كمقار سرية للجماعة بالقاهرة والإسكندرية والجيزة, وبعض محافظات الوجه القبلي.
ـ في سبتمبر 1973م أمر بخروج أعضاء الجماعة إلى المناطق الجبلية واللجوء إلى المغارات الواقعة بدائرة( أبي قرقاص) بمحافظة المنيا بعد أن تصرفوا بالبيع في ممتلكاتهم وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة والسلاح الأبيض، تطبيقاً لمفاهيمه الفكرية حول الهجرة.
ـ في 26 أكتوبر 1973م اشتبه في أمرهم رجال الأمن المصري فتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة في قضية رقم 618 لسنة 73 أمن دولة عليا.
ـ في 21 ابريل 1974م عقب حرب أكتوبر 1973م صدر قرار جمهوري بالعفو عن مصطفى شكري وجماعته، إلا أنه عاود ممارسة نشاطه مرة أخرى ولكن هذه المرة بصورة مكثفة أكثر من ذي قبل، حيث عمل على توسيع قاعدة الجماعة، وإعادة تنظيم صفوفها، وقد تمكن من ضم أعضاء جدد للجماعة من شتى محافظات مصر، وشراء أراض زراعية وبناء مجتمع لهم في مديرية التحرير, كما قام بتسفير مجموعات أخرى إلى خارج البلاد بغرض التمويل، مما مكن لانتشار أفكارهم في أكثر من دولة.
ـ هيأ شكري مصطفى لأتباعه بيئة متكاملة من النشاط وشغلهم بالدعوة والعمل و الصلوات والدراسة ، وإذا ترك العضو الجماعة اُعتُبِرَ كافراً، حيث اعتبر المجتمع خارج الجماعة كله كافرً ومن ثم يتم تعقبه وتصفيته جسدياً.

أفكاره
ومن أبرز ما اتسمت به "جماعة المسلمين" كما أطلق عليها شكري مصطفى من واقع أقواله أمام هيئة محكمة أمن الدولة العسكرية العليا (القضية رقم 6 لسنة 1977) والتي نشرت في الصحف يوم 21/10/1979
- إن كل المجتمعات القائمة مجتمعات جاهلية وكافرة قطعا.
- إننا نرفض ما يأخذون من أقوال الأئمة والإجماع وسائر المسميات الأخرى كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة.
- إن الالتزام بجماعة المسلمين ركن أساس كي يكون المسلم مسلما، ونرفض ما ابتدعه فقهاء السلاطين من تقاليد، وما رخصوا لأنفسهم فيه، وقد أسلموا أمرهم إلى الطاغوت وهو: الحكم بغير ما أنزل الله، واعتبروا كل من ينطق بالشهادتين مسلما.
- إن الإسلام ليس بالتلفظ بالشهادتين، ولكنه إقرار وعمل، ومن هنا كان المسلم الذي يفارق جماعة المسلمين كافراً.
- الإسلام الحق هو الذي تتبناه "جماعة المسلمين" وهو ما كان عليه الرسول وصحابته وعهد الخلافة الراشدة فقط – وبعد هذا لم يكن ثمة إسلام صحيح على وجه الأرض حتى الآن .
وقد أوضح شكري أفكاره في مجموعة من النصوص أوردها في مجموعة من الكراسات, نسخت بخط اليد, باعتبار أن المطبعة عتاد كفر, وتم تداولها سرا أهمها:
- رسالة الحجيات.
- رسالة التوسمات.
- الخلافة
على كل حال تمايزت أفكار الجماعة بالمسالمة في أول الأمر, وتقوم فلسفتها على عدم الاصطدام بالسلطة, ولكن بعد وصم المجتمع بالكفر والعودة إلى الجاهلية, اعتبر أن جماعته هي الفرقة الوحيدة المسلمة في هذا الكون,ودعا شكري إلى الانعزال عن هذا المجتمع, والهجرة بعيدا عن الكفار(التجرثم والقفز خارج التيار), وذلك للإخلاء بين الله وبين الكافرين, لينقض عليهم ويبيدهم بإحدى سننه(بحرب كونية مثلا), وفى هذه الحالة تخرج جماعة المسلمين لتقاتل من تبقى من الكفار, وهم اليهود الذين سيأتون من ناحية إيران(كما أخرج شكري فى بعض الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله والمسماة" أحاديث آخر الزمان").

إذن ما الذي حدث وأدى إلى استخدام العنف؟
أعتقد أن القضية ثارت بعد أن بدأت الجماعة تواجه بعض المشاكل الداخلية نظرا لاتساعها وتوزعها في الداخل والخارج, خاصة أن شكري لم يكن يتحمل الخروج عنه, ويعتبر كل خارج من جماعته مرتد عن الإسلام يجب قتله, ولحدوث بعض أحداث العنف فيما بينهم, بدأت هذه الحوادث تلفت نظر جهات الأمن, ليكتشفوا أن وراء هذه الحالات من الاعتداء تنظيما دينيا حديديا كبيرا, يمكن في أي لحظة أن يتحول بالعنف تجاه النظام, عندها ومع تكشف بعض أسرار التنظيم من المعتدى عليهم من المنشقين, بدأت حملة اعتقالات لأفراد الجماعة.
ولم يجد شكري مصطفى بدا أمام هذه الضربات البوليسية إلا الرد متمثلا في عملية اختطاف يساوم بها مع النظام على الإفراج عن المعتقلين.

كيف تم تحديد الهدف؟
1- الشيخ الذهبي عالما كبيرا ووزير سابق له وزنه في المجتمع ولدى الحكومة.
2- هذا الرجل بلّغ بالدعوة وعلمها جيدا, بدليل كتابه الذي يرد على أفكارها فكرة فكرة*.
3- لم يكتفي الشيخ برفض أفكار الجماعة بل أعلن موقفا مناهضا لها.
4- الشيخ صيدا سهلا, ولا توجد عليه حراسة.
5- هناك مكاسب أخرى يمكن جنيها, كالإعلان عن الجماعة, والمطالبة بفدية مالية...الخ.

المواجهة:
منذ اللحظة الأولى كان موقف الحكومة ممثلة في رئيس وزرائها وزير الداخلية السابق"ممدوح سالم", هو عدم التنازل والمواجهة, لكنها أوهمت الجماعة بالرغبة في المفاوضات بغية كسب الوقت وتأخير قتل الرهينة حتى تستطيع تحديد المكان وإعداد خطة لتخليص الشيخ, وبينما كانت تجرى مع الجماعة مفاوضات صورية, كان عملائها يمسحون القاهرة طولا وعرضا بحثا عن الضحية وتركز بحثهم على الشقق المفروشة. وبالصدفة اشتبهوا في إحدى الشقق,كان اثنان من ضباط الشرطة يسألان عمن يقيم بالشقة المفروشة رقم واحد شارع محمد حسين بشارع الهرم , فرفض مستأجروها الإدلاء بأية بيانات مما أثار الشكوك و بمهاجمة الشقة عثر بداخلها على شخصين من الجماعة هما ( احمد نصر الله حجاج – وصبري محمد القط ) وعثر على مدفع رشاش وألف طلقة ذخيرة , ورسم كروكي لبيت الشيخ الذهبي , وخطابات متبادلة بين أعضاء التنظيم , وأوراق أخرى كان من بينها عقد إيجار فيلا مفروشة في شارع فاطمة رشدي في الهرم, وأثناء التفتيش حضر شخص ثالث , ما أن شاهد رجال الأمن حتى حاول ابتلاع ورقة كان يحملها , فمنعوه , وأخرجوها من فمه , وتبين أنها رسالة بنقل جثمان الدكتور الذهبي من الفيلا المفروشة على عربة كارو– بعد أجراء عمليات التمويه – لتلقى – مع النشادر – في مصرف قريب, فتم مهاجمة الفيلا المفروشة وعثر على جثة الشيخ الذهبي.
المطاردة
بدأت عملية مطاردات واسعة أدت إلى سقوط معظم أفراد الجماعة, بينما كان شكري يقيم في إحدى الشقق المفروشة بمنطقة"حدائق القبة"مع زوجته(شقيقة محمد النجار مسئول التنظيم), وبالرغم من أنه لم يكن أحد من الجماعة يعلم مكان إقامته, إلا أنه أحس أن الخناق قد اقترب منه, فبدأ في البحث عن مكان أكثر أمانا, وحين عودته لم يجد القميص الأسود منشورا في البلكونة, فعرف أن الشرطة قد هاجمت المكان, فعاد يسير في الشوارع على غير هدى, وبعد أن تعب من السير, هداه تفكيره أن يركب القطار إلى بنها, حيث توجد خلية مؤّمنة يستطيع اللجوء إليهم لإخفائه, ومن التعب والإرهاق وعدم التركيز, ركب قطار المرج بالخطأ, وعندما اكتشف ذلك قرر النزول في محطة عزبة النخل, لوجود بعض أتباعه بها, وسار يجر قدميه في شوارع القرية, غير قادر على الاهتداء على البيت الذي يسكنون فيه, والنسوة أمام البيوت يتطلعن مرتابات إلى هذا الغريب ذو اللحية الطويلة والملابس القصيرة والغريب النظرات, وبالصدفة أيضا يلتقي به مخبر كان يعمل في السجن الحربي ويعرفه جيدا, فيمد المخبر يده بالمصافحة, ويمسك بيد شكري بشده ويسأله عن اسمه, وعندما يرد عليه باسم آخر يقول له بل أنت "شكري مصطفى", ويقتاده إلى نقطة الشرطة, فيسير معه بهدوء وبلا مقاومة, كمن أراد أن ينهى هذه المأساة, وفى نقطة الشرطة, يتصل قائدها الملازم بالمديرية مباشرة, ليحضر على الفور وزير الداخلية, ويعلن للصحافة نجاح الخطة المحكمة التي أعدها للقبض على الجاني**.
خاتمة
في صبيحة يوم 30 مارس عام 1978 وفى سجن الاستئناف بالقاهرة تم تنفيذ حكم الإعدام في كل من:
- شكري أحمد مصطفى
- أحمد طارق عبد العليم
- أنور مأمون صقر
- ماهر عبد العزيز بكرى
- مصطفى عبد المقصود غازي
وتستمر بعض المطاردات لبقية أفراد الجماعة, الذين يستخدمون الفخاخ والشقق الملغمة في إيقاع الخسائر برجال الشرطة, والقيام ببعض التفجيرات اليائسة في سينما سفنكس, وميدان العتبة, ومعهد الموسيقى العربية, ولكن الضربة كانت شديدة, بعدها يحاولون إعادة توازنهم, ولكن معظمهم يلتحقون بتنظيمات جديدة تنتهج العنف, ويبقى لهم تواجد في بعض الدول العربية والإسلامية كالمغرب والسودان, وتظل أفكار "شكري مصطفى" ملهمة لأغلب قادة التطرف في العالم, حتى ولم لم يعترفوا بذلك.

* الشيخ محمد حسين الذهبي من مواليد 1914 ولد في قرية مطوبس التابعة لكفر الشيخ حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث سنة 1944 وعين مدرسا مساعدا بكلية الشريعة ثم أستاذ لها, أعير في سنة 1968لجامعة الكويت , وفى سنة 1971 عين أستاذا لها , أعير في سنة 1968 لجامعة الكويت , وفى سنة 1971 عين أستاذا بكلية أصول الدين , وقبل اقل من سنة أصبح أمينا عاما مساعدا لمجمع البحوث الإسلامية , وفى العام التالي عميدا لكلية أصول الدين , ثم أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية , وفى 15 ابريل 1975 أصبح وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر حتى نوفمبر 1976 له سبعة أبناء والعديد من المؤلفات الدينية في الأحوال الشخصية عند المذاهب الإسلامية المختلفة وتفسير سور ( الأحزاب والنور والطلاق والنساء )أصدر وقت أن كان وزيرا للأوقاف كتيبا صغيرا في عام 1975 ناقش فيه فكر جماعة المسلمين , التي عرفت وقتها في الصحف المصرية باسم أهل الكهف أو جماعة التكفير والهجرة اثبت فيه بالاستناد إلى القرآن والسنة – فساد الزعم الذي أطلقوه بأنهم وحدهم المسلمون وان المجتمع حولهم يعد مجتمعا كافرا , فقد قال في هذا الكتاب إن حكم الناطق بشهادتي إن لا اله إلا الله وان محمدا رسول نعتبره مسلما تجرى عليه أحكام الإسلام , وليس لنا أن نبحث في مدى صدق شهادته , وإنما نكل سريرته إلى الله عالم السرائر , ثم ناقش فكرة اشتراطهم العمل بمفهوم الشهادتين حتى يصبح المرء مسلما فأكد انه لم يرد شرع يفيد هذا الربط وان من يشترط هذا الربط يكون قد أتى بشرط زائد وخالف هدى النبي واستحدث في الدين مالم يرد به نص من كتاب الله أو سنة رسوله "
وتناول الشيخ الذهبي اشتراط جماعة المسلمين أن تكون أعمال الشخص مصدقة لشهادته حتى يحكم بإسلامه فأثبت فساد هذا الشرط , وقال أن رسول الله عرف الإيمان بالله وحده بأنه شهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله , واعتبر النطق بالشهادتين عملا .
ثم تناول الذهبي قضية اعتبار الجماعة مرتكب الكبيرة كافرا , فأورد عن عمر أن الكبائر هي :قتل النفس , واكل الربا , واكل مال اليتيم , ورمى المحصنة ,وشهادة الزور ,وعقوق الوالدين , والفرار من الزحف (القتال ) والسحر , والإلحاد في البيت الحرام .
وقال انه من الثابت أن الرسول قد أتى له الزاني و الزانية والسارق وشارب الخمر, فلم يعتبرهم كفارا, ولم يقم عليهم حد الردة ( القتل ) وانه لا خلاف في أن التوبة تسقط الذنوب.
واعتبر الشيخ الذهبي تكفير الجماعة للمسلم بأنه ( فسوق ) – اى خروج عن الدين – واستدل بحديث للرسول يقول : " لا يرمى رجل رجلا بالفسق أو يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك "
وقال انه يجب التفرقة في العقائد بين الأصول والفروع. وأصول الأيمان هي : الأيمان بالله والأيمان بالرسول والإيمان باليوم الأخر .
وما عدا ذلك فروع لا تكفير فيها إلا في حالة إنكار حكم ثبت عن النبي , مثل إنكار وجوب الصلوات الخمس .
ثم نبه الدكتور الذهبي في نهاية كتابه إلى مدى خطورة تعرض الشباب بدون علم لتفسير القرآن واستخراج الأحكام منه من غير تأهيل لذلك, ثم طلب من أئمة المساجد ووعاظ الأزهر تصحيح عقيدة الشباب الدينية وفقا للكتاب والسنة
**هذه الرواية سمعتها مباشرة من الرجل الثاني في التنظيم بعد إعدام شكري مصطفى وهو"صفوت الزينى"



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات السلفية الجهادية..وفقه التكفير(1)
- المتعة.....بين الفقه والسياسة
- الآيات الشيطانية..وقصة الغرانيق
- الملك فاروق....والدراما التاريخية
- الهبات العمالية الأخيرة........إلى أين؟؟
- إلتباس
- الماشية فى طريق الآلأم...إلى المناضلة شاهندة مقلد
- مفاتحة
- مواوييل من الريف المصرى
- وظائف ليلية
- إليها..فى زمان القهر
- لآخر
- الرجل الذي نسى اسمه
- الرجل ذو الأنف الكبير
- من الأدب الفرعونى
- مناجاة
- شخصيات من السجن
- من العالم الآخر
- يوسف واخوته
- معرفة قطار - قصة قصيرة


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - الجماعات السلفية الجهادية ...وفقه التكفير(2)