أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - الاتفاقية العراقية الامريكية : آن الاوان للمالكي أن يغادر حزب الدعوة















المزيد.....

الاتفاقية العراقية الامريكية : آن الاوان للمالكي أن يغادر حزب الدعوة


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 04:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس غريبا ان يؤطر الحزب – اي حزب – اعضاءه ويبرمج اداءهم بما ينسجم وايديولوجيته، اي منظومة افكاره وعقائده، ولذلك يضطر بعض المنتمين للاحزاب ترك احزابهم حين يحدث اي تناقض بين ما يؤمنون به وما تريده احزابهم منهم .
و نعرف ان السيد نوري المالكي كان مرشح حزب الدعوة لمنصب رئيس الوزراء فتقلد المنصب اثر خروج السيد ابراهيم الاشيقر / الجعفري من منصبه بقوة التصويت والانتخاب، وهذه هي الديمقراطية التي يجهلها السيدان الجعفري المالكي ولا يعرفها كذلك اي مسؤول حزبي في بلادنا ، لانهم لم يمارسوها ولم يؤمنوا بها لا داخل حزب الدعوة ، ولا في اي حزب عراقي اخر ، وهي الديمقراطية التي فرضها الامريكان بقوة عسسكرهم علينا نحن العراقيين رغم ايماننا بالدكتاتورية والبابوية والثيوقراطية والاستبداد والابوة لاي حاكم يتقلد صولجان السلطة ويلوح بالسيف فوق رؤوسنا.
لقد استمر خضوع العراق للعثمانيين ثلثمائة عام بفرمان كان يصدر من الاستانة وهي على بعد مئات الكيلومترات، وما كان تمرد العشائر العراقية على الوالي العثماني مدحت باشا او قزلرقط باشا بسبب السيادة او الوطنية وانما كان بسبب الضرائب الباهظة التي كان يفرضها عليهم .
وخضع العراقيون للمستعمر البريطاني دون قيد او شرط ، اما ما حدث من تمرد في الوسط والجنوب ، فيما كان يسمى بثورة العشرين – والتي نتغنى بها دون معرفة حقيقة اسبابها واهدافها- فلم يكن هدفه الاستقلال او السيادة كما يفسر اليوم ، وانما كان بسبب وهم رجال الدين واعتقادهم ان الانجليز كفار يجب محاربتهم وان العثمانيين مسلمون يجب مناصرتهم في معركتهم الغبية مع بريطانيا العظمى رغم ان العثمانيين كانوا يحتقرون رجال الدين الشيعة اي احتقار ويعدونهم من القوم المارقين و كانت معركة العثمانيين ورجال الدين الشيعة العراقيين خاسرة لامحالة ، كما هي الحرب المعلنة بين ملالي ايران بقيادة العبقري احمدي نجاد وامريكا خاسرة مهما طال الزمن ، لان قادة المعركة النجادية في ايران يمثلون رمز التخلف والخرافة والجهل ، ولا يمكن للجهل ان ينتصر على العلم والمعرفة ، ولا لاي شيخ قابع في كهوف تورا بورا ان ينتصر على رائد فضاء يحلق في السماء .
ولكي لانضيع اصل الموضوع ونسرح في مذاهب شتى يفرضهاالواقع الاليم في ما آل اليه عراقنا و ما نعالجه من امر مصيري لشعبنا، نعود للسيد المالكي وصعوبة موقفه من الاتفاقية الامريكية العراقية بصفته عضوا في حزب الدعوة ، وبصفته رئيسا للوزراء ،فان منصبه كرئيس للوزراء يفرض عليه التعامل مع القضايا الدولية التي توجب توقيع الاتفاقيات مع العراق كمواطن عراقي يراعي اولا واخرا بلده وشعبه دون النظر الى مصلحة حزبه ، وهنا تكمن المفارقة التي وضعت السيد نوري المالكي في موضع حرج للغاية ، ففي الوقت الذي يعلم فيه ان الاتفاقية الامريكية العراقية هي في صالح العراق، يرى حزبه غير ذلك، بسبب ايدولوجيته ومعتقداته التي تربطه بايران وولاية الفقيه والمذهب والتاريخ والجغرافيا التي فرضت تعاونه مع ايران ابان الاضطهاد الصدامي ووقوفه الى جانب ايران في الحرب العراقية الايرانية الظالمة التي عاني منها الشعب الايراني مثلما عانى الشعب العراقي .
فلا يستطيع حزب الدعوة اتخاذ اي قرار مخالف للارادة الثيوقراطية الدينية التي يلتزم بها كمنهج وعقيدة – ايديولوجيا- مثلما لايستطيع اي رجل دين مسيحي في الكنيسة البطريركية ان يخالف السلطة البابوية في الفاتيكان.
كما لايستطيع اي رجل دين شيعي الخروج عن مذهبه في التقليد ويتخلى عن اتباع راي سيده الذي يقلده ، خاصة في امر يخص الامة ، والتي يتحمل مسؤولية البت في قراراتها اعلى سلطة فقهية - ثيوقراطية - وهي في حالة حزب الدعوة المرجعية الدينية ، سواء أكانت الحوزة في النجف ام الحوزة في قم ام المرجعية في طهران ام المرجعية في النجف ، وجميع هذه المرجعيات، سواء العراقية ام الايرانية يحكمها منهج واحد هو العقيدة الدينية الاسلامية الشيعية التي تفرض الالتزام برأي المرجع الاعلى في هذه الحالة ، ولما تنحى المرجع الاعلى العراقي عن اتخاذ القرار – وهو السيد السيستاني – يكون الامر قد رفع الى مرجع اعلى اخر ، اعلى من السيستاني ، وهو في هذه الحالة الخامنئي وليس غيره باعتباره ولي الفقيه ، لان اي مرجع اخر لايستطيع ان ياتي فوق السيستاني غير الخامنئي ، وما الصدر والنجفي والحائري والشيرازي وغيرهم سوى تلاميذ في حضرة المرجع الاعلى الخامنئ ، ولذلك يعد تخلص السيد السيستاني برفع شان توقيع الاتفاقية الى مجلس النواب العراقي بمثابة (حسن التخلص) فالحقيقة انه رماها في سلة الخامنئي ، وترك الابصار شاخصة الى مرجعية اعلى منه لكي لا يخضع للحساب في حالة عدم التوقيع عليها ، بينما كان المفروض فيه ، كونه المرجع الاعلى في العراق ان يصرح على لسان احد معتمديه ويطلب من السياسيين الاسراع بتوقيع الاتفاقية اولا ومعالجة ما فيها من نواقص فيما بعد ، لكي ينجز الامر الاهم الذي يخدم العراقيين ويحقن دماءهم التي ستتبدد على مذبح الحرب الاهلية فيما لو تركت قوات التحالف البلاد ، ولكنه مع الاسف فضل ان يحيل الامر الى من هو اعلى منه، اعني السيد الخامنئي، فان فضل السيد الخامنئي مصلحة ايران على مصلحة الشعب العراقي وامر بعدم توقيع الاتفاقية مع امريكا رغم ما فيها من خير للعراقيين وحقن لدمائهم ، فان الامر سيكون جريمة بحق الوطن و المواطن العراقي، يتحمل تبعاتها كل من شارك فيها ، ونتيجتها ستقع اولا على رأس المالكي لانه الحاكم السياسي الذي سينطق بالقرار السياسي الذي ينتظره الامريكان ، اما من افتى فهو يتحمل الحكم الفقهي وليس الحكم السياسي ، لان الحكم السياسي دنيوي والمرجعية معنية بالامورالدينية اولا ، فالقضايا الدنيوية يتحملها الساسة ، ولذلك جاء في الحديث انكم أعلم بامور دنياكم .
وان حدث وان غربت الشمس على شعب العراق بعد هذه الفتاوي والقرارات في رفض الاتفاقية مع امريكا فان ذلك سيفقد المرجعية مصداقيتها ولن يكون لرأيها في المستقبل اثره في الجمهور، اما السياسي الذي رضخ لقرار الرفض وفضل العمل ضد مصلحة وطنه فسوف يذهب الى مزبلة التاريخ ولن يكون ذكره اكثر من سبة اينما يرد ، ولهذا نربأ بان يكون السيد نوري المالكي الذي نكن له كل الاحترام لمواقفه المشرفة وقراراته الشجاعة ، ان يختار عدم التوقيع على الاتفاقية العراقية الامريكية التي تحفظ لشعبنا حقوقه وتحقن دماءه ، ونتمنى عليه ان يبقى عند حسن ظن العراقيين ، وان يغادر قطار حزبه الذي سيخسر ثقة العراقيين لامحالة ان هو فضل اختيار السباحة ضد مصلحة الوطن والشعب .







#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاقية العراقية الامريكية و شر القتال
- تفجيرات بغداد وكركوك محاولة بائسة لاثارة الفتنة
- فتنة مجلس النواب : نحو علاقات بناءة بين القوى السياسية الوطن ...
- مشروع استثمار الكفاءات الاكاديمية العراقية
- الاتفاقية الامريكية العراقية العادلة
- الكورد الفيليون ابناء الرافدين هل تتبرع بهم الحكومة الى ايرا ...
- الحميراء في رضاع الكبير: صراع النساء مع سلطة الفقهاء
- كلارا بروني زوجة ساركوزي الفاتنة
- قناة الجزيرة في الاتجاه المعاكس..... خيانة مبادئ المهنة
- الهجوم التركي على كردستان لن يحل مشكلة الجيش التركي
- نجاد في تصريحاته النووية : زندة بلا .... مردة بلا
- بي نظير بوتو زهرة الوداع : مسافر هي رهي اكثر وطن هي
- تركيا لن تدخل اوربا من بوابة كردستان
- الجنرال و الحسناء : مشرقي تو سه ر دوشمن كو كُجل ديتي هي
- الجيش التركي يخشى مصيره
- الشباب السعودي في المزاد العلني
- المالكي رجل دولة بحاجة الى مساندة الجميع
- الايزديون في الاعالي
- السعودية في عيون خليل زاد
- العراق في مهب الريح


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مؤيد عبد الستار - الاتفاقية العراقية الامريكية : آن الاوان للمالكي أن يغادر حزب الدعوة