أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - بريان دي بالما : أنا صانع أفلام سياسية وإعلامنا تمت عسكرته














المزيد.....

بريان دي بالما : أنا صانع أفلام سياسية وإعلامنا تمت عسكرته


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 05:55
المحور: الادب والفن
    



في فلمه ( ريداكتد) يتناول بريان دي بالما حرب احتلال العراق وكيف انها استطاعت ان تفرخ قتلة محترفين من شباب عاديين وما زالت تعمل على تفريغهم من اية قيم انسانية يدافع المرء عنها
لكن هل يستطيع شريط سينمائي ما التاثير في مسار التاريخ او تغيير مجرى الاحداث ؟ ينظر المخرج دي بالما بشكوك كبيرة الى هذه الحقيقة وتاتي اجابته مشوبة بخيبة امل كبيرة تنعكس على عينيه الذكيتين وذقنه البيضاء وتغضنات اعوامه التي على ابواب السبعين
فخلال سنوات عمله الطويلة بالسينما ، جعل دي بالما نفسه معروفا من خلال حشد كبير من افلام الاثارة (ثريلرز) التي اجتذبته في بداية مشواره السينمائي ، تلك الافلام المصنوعة بعناية فائقة وكان من اهمها ، غير قابل للرشوة ، يجب اسكات الشاهد ، وطريق كارليتو ، على سبيل المثال لا الحصر
لكنه اشتهر أيضا بانه كان من افضل من تولوا صناعة افلام تناولت الحرب الفيتنامية وبشاعاتها ، والتي كان من اهمها فلم ( النزاع ) الذي تدور احداثه حول مجموعة من الجنود الشباب ، يقومون باختطاف فتاة فيتنامية واغتصابها ومن ثم قتلها بدم بارد ، وهذا النوع من الافلام يطلق عليه دي بالما السينما السياسية ويفضل ان ينعت نفسه بصانع افلام سياسية بدلا من صانع افلام الاثارة كما عرف عنه سابقا
ان فلم ( ريداكتد ) الذي فازبجائزة الاسد الفضي في مهرجان البندقية في دورته الاخيرة ، والذي هو بحق نسخة محدثة من فلمه السابق (النزاع) ، لكنها نسخة واقعية جدا هذه المرة ، حيث قام جنود المارينز باغتصاب شابة عراقية بريئة ومن ثم قاموا بقتلها وجميع افراد عائلتها لازالة آثار الجريمة واخفاء الادلة وعلى العكس من افلامه السابقة فان جميع الممثلين في هذا الفلم من الهواة ، ولم يكونوا ممثلين معروفين او محترفين ورغم هذا فقد نال اداءهم الرائع استحسان اللجنة التحكيمية لمهرجان البندقية
ان فلمه هذا يوجه انتقادات لاذعة وعنيفة للحرب الامريكية على العراق وانتقادات اخرى عنيفة للاعلام الامريكي المنحاز والمقرفص في احضان العسكر
ففي لقاء صحفي مع المخرج دي بالما شن هجوما لاذعا على الاعلام حيث قال بانه من المخجل حقا بان الاعلام الامريكي لم يتعلم شيئا منذ حرب فيتنام ، ويضيف بان هذا الاعلام الآن اكثر ارتشاء وانحيازا اعمى وابتعادا عن المهنية مما كان عليه في ذلك الوقت
فخلال الحرب الفيتنامية كان للفوتوغراف وللتقرير الحربي من ساحات القتال، وللصورة المتحركة التي عرضت فضاعة هذه الحرب ودمويتها ولا انسانيتها ، الاثر البليغ في تحريك الراي العام الامريكي والعالمي ضد هذه الحرب والمطالبة بايقافها ، لكن مايحدث الان في الحرب على العراق هو العكس تماما فالاعلام موجه بكامله ومدفوع الثمن مسبقا ، والامبراطوريات الاعلامية الكبرى مرتشية وتبحث عن الربح فقط ، ولا علاقة لها بالمعايير والقيم الانسانية او معايير المهنية والالتزام بالمسؤولية الصحفية
يعتقد دي بالما بان الصحفيين والاعلاميين الان يتصرفون ك ( خدم ) للعسكر وكممهدي سبيل امام العسكريتارية لتحقيق مآربها من خلال اغماض العين وتجاهل الفضائح التي يتم ارتكابها يوميا ، خاصة تلك التي يكون ضحاياها من المدنيين العزل ، ويضيف بان الطواقم الصحفية في اغلب الحالات تكون ( تابع) للعسكر ومنفذ لاوامره وليس لها الحق في الكتابة او التصوير دون اخذ الاذن من القيادة العسكرية التي يعملون بمعيتها
ويضيف فلو ناخذ مثلا قناة مغرقة في الرجعية والانحياز واللاموضوعية كقناة ( فوكس ) والتي اصبحت واسعة الانتشار ومعروفة بفضل الحرب على العراق وعلى مدى اعوام هذه الحرب ، فانها حصدت هذه الشهرة لانها تهتم بعرض ما يرغب الانسان الامريكي بمشاهدته ليطمئن قلبه ولئلا يدخله الفزع ، ولكي لايشغل نفسه بالاهتمام فيما يدور في العراق البعيد من حروب تورط فيها بلده ، ويتم ذلك بالاستغناء المتعمد عن عرض صور القتلى وجثث الاطفال الممزقة وركام الدمار الهائل ، لان هكذا صور بشعة سوف تعمل على تحريض الراي العام الامريكي وتدفعه لمساءلة من يتسبب في هذه المآسي والوقوف بوجهه ودعوته لايقاف هذه الجرائم وربما المطالبة بمحاسبته كما حصل في الحرب الفيتنامية
الذي يحدق مليا في ملامح دي بالما لايخطيء الغضب الظاهر على محياه حين يتناول بالحديث جوقة الصحفيين الذين يطبلون للعسكر وانتصاراته الوهمية ويقول با ن هؤلاء يجب ان يشعروا بالذنب وبالاثم الذي يقترفونه كل يوم
فليس هنالك من معنى في ان تكون الاخبار والتقارير الاخبارية والاعلامية عموما مسخرة لكي يجنوا من ورائها اقصى ربح ممكن ، الصحفيون والاعلاميون الذين يمارسون هذا الدور انما هم فقدوا ضمائرهم وافئدتهم ، يقول دي بالما بعصبية شفيفة

سلام صادق



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالدمعِ صعوداً حتى نضوب السحاب
- ويحدثونكَ عن السيادةِ والتوافق وأشياءَ أُخر !
- دروس وعِبر نصف القرن : خُذ الحكمةَ من أفواه المجانين
- هواءٌ ليس لطمأنينةِ الأجنحة
- تاريخٌ من المفارقاتِ والاوهام
- معلقة 1 : دمنا على أستار الجنون
- تشذيب المكائد للخروج من شرانق الغواية
- سركون
- وردة دمٍ لوحش المدينة
- رحيل آخر الكبار
- الحرية صغيرة لاتفهم ما اقول
- دوماً على الحافّة القاطعة للطريق ، الحافّة القاطعة للسان ، ا ...
- بهم الينا بتناسخهم المفضي للاندثار
- قصيدةٌ واحدةٌ لصديقينِ اثنين شاعرٍ وناقد ، لكلٍ منهما نصفها ...
- وهكذا تجري الأمور
- لا أحدَ يجيء بزنبقهِ بغدا ...
- هشاشة الدهشة /4 ... عراقيامة ديموزي
- إنحناءةٌ للصعودِ الخَطِرِ
- ما فتأ الكبار يرحلون بصمت
- الازدواجية الاخلاقية وحقوق الانسان


المزيد.....




- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ
- ثبتها الآن.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على نايل سات واستمت ...
- عروض لأفلام سوفيتية وروسية في بوينس آيرس


المزيد.....

- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - بريان دي بالما : أنا صانع أفلام سياسية وإعلامنا تمت عسكرته