أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد عيسى طه - في القانون الانكليزي السكوت سياج لا يمكن اختراقه!!














المزيد.....

في القانون الانكليزي السكوت سياج لا يمكن اختراقه!!


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 03:03
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


السكوت في معرض الحاجة بيان ، هي القاعدة الفقهيه المرتكزة على الفقه الاسلامي. بمعنى ان المُشّرع يعتبر عدم الاجابة على سؤال تتوجب الاجابة عليه ، اقرار بما يؤول اليه ذلك السؤال.
ومن منظور عام، نلاحظ تحول التعذيب الى حجر الزاوية في التحقيق بل انه قاعدته واحد اركانه، وبالاخص في غالبية الانظمة العربية وفيما يتعلق بالتهم السياسية ، بالغاً قمته في العراق.
وهكذا فان انتزاع الاعترافات بالضرب بالعصي والتفنن في وسائل التعذيب يشكل الاطار الواقعي المعمول به. ومنذ العهد الملكي فان عاثر الحظ الذي يقع تحت رحمة رجال التحقيق، وهم اشخاص معروفون بالاسم وبالسمعة المتميزة ، ان جاز التعبير في نجاح التحقيق الذي يتولونه مع متهمين عُزّل يتناوبون على ضربهم ضرباً مُبرحاً مكررين على مسمعهم نفس السؤال:
هل انت شيوعي او بعثي يساري او قومي عربي اشتراكي يؤمن بالاشتراكية!! لكنها ليست اشتراكية عفلق!!
ان من القى به حظه العاثر في القاعات المظلمة تحت الارض، في تلك المباني الرهيبة الموزعة بين الرصافة قرب المحاكم العدلية وبين سراديب قصر النهاية او في الرضوانية وغيرها من مواقع منشآت التحقيق الموزعة جغرافياً وفق ماترتأيه قيادات قوى الامن ورجاله، وكما حدث لي يوماً، يرتعب لمجرد استذكار هَول ماراى!
وهي ذكريات يصعب نسيانها فهي تظل محفورة في الذاكرة على مدى الحياة.
ولعل هذا احد اهداف السلطة من اعتماد التعذيب وسيلةً ونهجاً في التحقيق فهو بالتالي سيحقق مبتغاهم في ارهاب الناس واثارة الذعر والفزع، وبالتالي استلابهم روحياً وجعلهم رهينة ذكريات تحقيق بربري لن تفيه حقه من الوصف كلمات او مقالات بل مجلدات ومجلدات .
افراد طاقم التعذيب هؤلاء تراهم دؤوبين على تنفيذ كل مايؤدونه بهدوء وارتياح وكانهم في نزهة على شاطئ النهر. فلا صراخ الضحية يحرك فيهم ساكناً ولا توسله يخفف من قسوتهم بل يزيدهم بطشاً وإيلاماً ، فهم يمارسون نشاطهم التعذيبي بيسر ويتبادلون في الوقت ذاته النكات البذيئة.انهم طراز خاص من البشر معجونين من عجينة خاصة فريدة.
ولعل هذا مايثير الاستغراب حقاً، لا سيما وان القانون العراقي يعتبر السكوت اعترافاً يبني عليه واقعه قانونية تؤدي الى العقوبة حتى وان كان اعترافاً صورياً. والقرار المتخذ في هذا الشان لا يُعّد خاطئاً، وعلى محكمة التميز وهي اعلى سلطة قضائية المصادقة عليه.
مقابل ذلك نلاحظ ان القانون الانكليزي ينطوي في مبادئه على امتلاك المتهم الحق بعدم الاجابة على الاسئلة التي يوجهها المحقق اليه. ولهذا المنهج مبرراته واولها مقدار التطور التقني بمختلف وسائله وادواته بوما يتيح للمحقق جمع الادلة المادية المطلوبة لاحالة المتهم الى القضاء. فهو بالتالي لا يحتاج الى اعتراف وهذا معاكس تماماً لما يدور في اروقة ودهاليز التحقيق عندنا.
اما ثاني تلك المبررات فهو مايعكسه من ضمان لحرية المتهم من قبل جهاز التحقيق وعدم خرق الاخير لحقوق الانسان.
على ان ذلك كله لا يعفي جهاز التحقيق الانكليزي من انتهاجه نهجاً يتصف بالعنف والقسوة في بعض القضايا والتهم ذات الطبيعة المهمة. ويحضرني في هذا الجانب ماقراته عن اصرار احد المتهمين على ملازمة الصمت في نفس الوقت التي اخفق فيه جهاز التحقيق الابتدائي في جمع الادلة اللازمة للادانه، الامر الذي ادى الى اصدار المحكمة قرارها بالافارج عن المتهم، كما ان المحكمة العليا ومقرها مجلس العموم البريطاني تؤيد هذه القرارات.
هذا التوجه القضائي ماهو الا مؤشر على حرص المجتمع البريطاني على تحقيق العدالة بين افراده لئلا يطالهم الغبن الى الحد الذي يُخضّع التحقيق بعد استحصال موافقة السلطات القضائية لاتمام ذلك واعادة محاكمة المتهم ان استجدت ادلة لتبرئته. وكل ذلك يستهدف اعطاء كل ذي حق حقه وعدم غط حقوق الفرد ضماناً لعدالة المجتمع ككل واستمرار سيادة القانون تحت شعار ..
العدل اساس الملك.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشات قصيرة ولكنها عميقة
- في رحاب العدالة والقانون هل تستطيع المحاكم حماية الديمقراطية ...
- الارضية الديمقراطية تمنع عنا التعصب الطائفي او القومي
- الفرق بين مقاومة الاحتلال.. ومقاومة صراع المصالح...!
- تمخض الجبل فولد فأراً...!!!!
- لنكن واقعيين في السياسة
- نعم للعراق الفيدرالي ولكن لماذا؟؟؟
- بعض الناس خلطوا الأوراق .... لحد أن ضاعت الحقيقة وغشا بصر ال ...
- توظيف الطائفية السياسية هو هدف لتقسيم العراق
- الأمريكان يتخبطون بغبائهم ..!
- أرى حزناً في عيون أطفالنا
- عرس واوية
- نحن ندعو لتفعيل الحوار مع الاحتلال!! ومع ضير ذلك على على مسي ...
- دردشات باختصار شديد..
- الشعوب تتبلور قادتها والقادة يقودون الشعوب الى حالة ثورية تص ...
- تحليل استراتيجي للوضع السياسي العراقي منذ السقوط ولحد ألان
- دردشة هذا الصباح
- دردشة على سفرة الى اسرائيل!!!
- ايحتاج العراق لفترة اخرى ليستعيد وجوده .....كما استطاعت روسي ...
- كارهي الشعب طغاته............ تالي وياكم .....والنتيجة معكم؟ ...


المزيد.....




- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد عيسى طه - في القانون الانكليزي السكوت سياج لا يمكن اختراقه!!