أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خالد عيسى طه - أرى حزناً في عيون أطفالنا














المزيد.....

أرى حزناً في عيون أطفالنا


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 03:07
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


دردشة على فنجان قهوة

من هم هؤلاء .. هم زينة الحياة الدنيا .. ومن هم زينة الحياة الدنيا غير الأطفال ، ومن هم الأكباد التي تسير على الأرض غيرهم ، اكباداً حية أولاداً وأحفاداً ، الأم تحمله وهناً على وهن وفصاله في عامين ، والأب لا ينام شبعان أو مرتاحاً قبل أن يكون أكباده كذلك أوقع أنا .
قد ينسى شعباً قسوة عمل اذا احتوت قسوته مجموعة فيها تلون فئوي أو جنسي ولكن لا يمكن أن يقبل إن ركزت هذه القسوة ضد أطفالنا خاصة إذا كانوا هدفاً للارهابيين وللجيش المحتل على حد سواء ، تأكلهم القنابل المفخخة وهم سائرون الى مدارسهم وبعضهم متمسك بذيل فستان أمه أو جالساً على مقاعد الدراسة ...! بل إن بعضهم يموت في حضن الأم أو في فراشه أو حسب طريقة الارهابيين أو الاحتلال في تعامله مع شعب يريد ترويضه ليوافق على بقاء جيشه، بل وينوخ لسطوته مرددًا الشعارات الزائفة المستوردة الديمقراطية والحرية والمساواة .
أنا أسأل وليتني أحصل على جواب الطفل العراقي مذعور! يرتجف كالعصفور واقفاً تحت السماء وأتت عليه زخات مطر بالكاد يمشي ، يتعلق بفستان أمه وهو مذعور ، يحسّ أن الموت يرفرف حوله ، وهو الملاك لا ذنب له ، وليس هو من المقاومين ، ولا هو معترض على الاحتلال ، ولا رأي له في ارهاب الارهابيين ، في حين الطفل البريطاني يخرج كل يوم صباحاً الى المدرسة، إما مصحوب بأمه أو جالس في سيارة لكل واحد أو اثنين مربية ، خاصة هؤلاء لا شغل لهم الا ادخال السرور ومداراة هذه الاطفال ومعظم المربيات هم من الدول الشرقية ، يأتون بعقود لخدمة العائلة ، والاهتمام بالأطفال، والملاحظ أيضاً أن معظم المربيات هن من التركيات ، ولهن سوق رائج لأنهن يتعاملن مع الطفل بشكل يمنع عنه العناد والضياع ، هؤلاء الأطفال في لندن يسيرون في الشوارع وهم في أتم الصحة وأنظف لباس ، يستقبلون نهار يومهم باطمئنان، فلا جند من الاحتلال ولا قنابل مفخخة ، وهم زهور في ربيع دائم وهم شموس مشرقة رغم المطر والضباب ، وهذا بالضبط عكس أطفالنا في العراق ، أطفالنا هم البؤساء ، أطفالنا مات منهم المليون في الحصار ومن بقى معوق ومشوه ، وبقية البقية يعيشون في ذعر ، هم بؤساء في الأكل ، هم بؤساء في الملبسس ، وهم دون الحد الأدنى من الحياة الاعتيادية الأساسية ، قلة مياه ، أكل بالبطاقة ، كهرباء متقطع ، لا أمان حتى في سرائرهم الصغيرة ، يقفزون الى أحضان الام ، يلتصقون بها طلباً للامان وابعاداً للخوف والذعر ، رغم ان الأم هي الأخرى مظلومة مذعورة غير مطمئنة مثلهم وقد تكون أكثر ، هذه حياة أناسنا في العراق وهي حياة عوائلنا.
جو بلدنا دافيء صحو على طول ، ولكن غيوم البؤس ورعد البطش ، وأسباب الخوف والذعر مستمرة على أطفالنا ، الى متى ستدوم هذه الحالة ، وإلى متى يدوم ظلم أطفالنا ، ورعبهم وعيشتهم المذعورة ، وإلى أي حد يعجز الاحتلال والحكومة المصنعة عن توفير الأمن والسعادة لهم ، إلى أن يسير هذا النبع الحياتي الطري ، وهم الأطفال ، وكم يستطيع أن يقاوم في هذه الصحراء المجدبة القاسية ، أم ان الله كتب على أطفالنا هذه الحالة وعلى عيوننا أن تستمر بذرف الدمع بعد أن انتزعت منا ابتسامة الرضا والفرح ، ومن أطفالنا حتى أصبح وجه طفلنا مثل وجه أرنب مذعور اتجاه وحش يداهمه .
لا ننكر أن منظمات انسانية متعددة دولية تحاول أن ترعى أطفالنا ، ولكن الظروف وعدم الاستقرار لا يمكنها من الاستمرار في ذلك ، الكثير من الشعوب وخاصة الشعب الأمريكي والانجليزي يتألمون في قرارة أنفسهم على الوضع المزري الذي يمر به أطفالنا ، ولكن للأسف إن أنظمتهم تكذب عليهم وعلينا وعلى أطفالنا ، إنهم حماة للطفولة البريئة ، وهم محققي أماني الشعوب ، موزعين الثروة والخير على من يحتاج ، وليكن النفط مصدر رخاء في الدول التي يتواجد فيها ، وبعد كل هذا ، وإذا استمر جيل أطفالنا على حالته ، واذا استمر الاحتلال على ترديد أن العراقيين لا ينضبطون وأنهم دمويين لا يصطفون في نظام ، في هذه الحالة لا مناص من تطبيق مفاهيمنا السياسية ، ولا نبدأ باعمار العراق ، ولا بناء البنية التحتية ، الا بعد خضوع الشعوب ، لمبادئنا وللاحتلال ، وأن يترك الفساد والرسوة ، وفعلاً بدأ الوزير رامسفيلد بترديد هذا الشعار ، أخيراً إذا كانت يد الم مدرسة فهذه اليد قد شلت بعد الاحتلال وأصبح أطفالنا ضحايا هذا الارهاب والاحتلال ، ولم يبقى لا في البيت .. ولا في المخدع .. ولا في الفراش .. ولا في الشارع .. ولا في المدرسة أمان لهذا الطف البريء فبالتأكيد أن لا نرى غير الحزن والفزع في عيون أطفال العراق .



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس واوية
- نحن ندعو لتفعيل الحوار مع الاحتلال!! ومع ضير ذلك على على مسي ...
- دردشات باختصار شديد..
- الشعوب تتبلور قادتها والقادة يقودون الشعوب الى حالة ثورية تص ...
- تحليل استراتيجي للوضع السياسي العراقي منذ السقوط ولحد ألان
- دردشة هذا الصباح
- دردشة على سفرة الى اسرائيل!!!
- ايحتاج العراق لفترة اخرى ليستعيد وجوده .....كما استطاعت روسي ...
- كارهي الشعب طغاته............ تالي وياكم .....والنتيجة معكم؟ ...
- دردشات مختلفة
- قدرة يهود العراق على العطاء والوفاء للوطن الاول (العراق)
- المحامون ...قدوة في العدالة ..ومقاومة الاحتلال امن المحامون ...
- المالكي ودوره السياسي عجينة واحدة.... لخبز واحد
- حان اوان تبديل دمى السياسة
- هل يصادق البرلمان العراقي على قانون النفط والغاز
- التعامل مع الجارة ايران وكيف يجب ان يكون
- ماذا يتوقع شعب العراق .... العظيم
- الى متى ستستمر الصراعات الطائفية !!! وهل هناك بديل علماني في ...
- صراع البعث مع احزاب اليسار الديمقراطي صراع على الوجود البترو ...
- ايها الاميركان المحتلين اخرجو من بلادى بالتفاهم والصداقة وعو ...


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خالد عيسى طه - أرى حزناً في عيون أطفالنا