أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يحيى السماوي - دبلوماسيو العراق بين الأمس واليوم














المزيد.....

دبلوماسيو العراق بين الأمس واليوم


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 03:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على طول امتداد سنوات اغترابي ، لم يسبق لي أنْ مررتُ من أمام سفارة عراقية ، ليقيني أنَّ من بين مهام سفارات نظام الطاغية المقبور مطاردة معارضي النظام ... فالسفارات العراقية كانت أوكارا ً لقتـَلـَة ٍ بهويّات دبلوماسية ، ومحطـّات إقامة ٍ لِفـرَق ِالإغتيالات من حََمَـلـَة ِ المسدسات كاتمة الصوت وخناجر الطعن وسكاكين الذبح العقائدي ..فلا غروَ لو تجنـَّب العراقي الهارب من بطش النظام المرورَ أمامها وليس الوقوف على عتباتها ـ وبخاصة بعد افتضاح جرائم دبلوماسيي النظام واعترافاتهم إثر إلقاء القبض عليهم متلبسين بالجريمة ، كاعترافهم عبر شاشات التلفزة بقتل المناضل الشيوعي الدكتور توفيق رشدي في اليمن الجنوبية " سابقا " ، واختطاف وقتل الطالبين الشيوعيين " نعمة مهدي عيد وسامي محمد مهدي " ليُعثـَر عليهما بعد أيام في ضواحي مدينة " كراتشي " الباكستانية حيث كانا يدرسان ، مذبوحين وقد فـُصِل رأساهما عن جسديهما .. أما تقرير شرطة " دبي "المرقم 24/1/1276 والمؤرخ في 22/5/1981 فقد أثبت أن المواطن العراقي " سهل محمد سلمان " قد اغتيل من قبل الدبلوماسي الصدامي " عبد الحسين حميد عطية " والذي اعترف بجريمته بعد إلقاء القبض عليه ... ولعل جريمة السكرتير الأول في سفارة النظام في باريس " إبراهيم الصكب " والملحق السياسي " ناطق عبد الحميد " بقتلهما رجل الشرطة الفرنسي " كابيلا " تقدم الدليل على حقيقة أن سفارات النظام المقبور كانت محطات إرهابية .. حيث نشرت الصحف الفرنسية ومنها صحيفة " فرانس سوار " بتاريخ 4/8/1978 صورهما وقد تدلت من رقابهما بيانات القضاء الفرنسي ...

***
قبل عامين ، حدث أن شاهدت مصادفة العلم العراقي يتصدّر بناية في شارع من شوارع " كانبيرا " ... وبدلا من أن أهرب نحو شارع آخر ، وجدتني وأطفالي ، أدخل آمنا ً مطمئنا ً ، حتى إذا مرّت دقيقة أو اثنتان ، أطلّ علينا رجلٌ ينضح بشاشة ً ، حَفِـيّـا ً مُـرحِّـبا ً دون أن يسأل مَنْ أكون ليتضح لي أنه السفير ... فوجدتني أسأل عن إمكانية حصولي على جواز عراقي كي أضع حدّا لجوازي العراقي المزوّر ...
لم يتحدّث عن القائد الضرورة والحزب القائد أو القادسية وأم المعارك .. فقد كان حديثه عن الجواهري والسياب ومصطفى جمال الدين ونخيل البصرة وجبل " بيره مكرون " ... عن عبد الكريم قاسم والجادرجي ومحمد باقر الصدر وسلام عادل وعن جدارية فائق حسن ونصب جواد سليم وناظم الغزالي وفؤاد سالم وفرقة المسرح الحديث ...

الأسبوع الماضي ، حضرت في " أديلايد " أول دعوة إفطار عامة دُعيَ إليها أبناء الجالية العراقية بمعزل ٍ عن انتماءاتهم الحزبية والمذهبية والقومية .. فكان الشيعي والسني ، الكردي والعربي ، الآشوري والتركماني : يتحلقون حول مائدة واحدة ـ وكان ذلك الرجل الذي رأيته في كامبيرا ، يُضاحك هذا ، ويسأل ذاك ... سائلا الجميع عن حاجتهم بدءا ً من جوازات السفر ، وانتهاءً بأمور دراستهم ـ وما إلى ذلك من معاملات ...

وقبل ثلاثة أيام ، حيث أقام الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني والنادي الثقافي الآشوري وبقية الأحزاب العراقية ومجلة العراقي حفلهم التأبيني في مدينة سيدني لفقيد الثقافة الوطنية والإنسانية الشهيد كامل شياع ، كان هذا الرجل الذي يفيض بشاشة من بين مَنْ انزلقت من عينيه دموع الحزن وهو يواسي نخيل الفرات وطين دجلة بفاجعة اغتيال الشهيد المفكر كامل شياع ... حتى إذا انتهى حفل التأبين ، دعا الجميع إلى مائدته ، ومن ثم ليركب سيارته نحو مدينة استرالية أخرى ليلتقي بقية أبناء الجالية العراقية ...

رجل المحبة العراقية هذا ، إسمه غانم الشبلي ... سفير دجلة والفرات في استراليا ، والناطق الوطني باسم عراقنا الممتد من غصون أجفانه حتى جذور قلبه ..
لم يحمل حقيبة دبلوماسية محشوة بقوائم الاغتيالات ومسحوق الثاليوم أو أوكسيد الفضة ، ولا المسدس كاتم الصوت وبقية أدوات " العمل البدبلوماسي "التي كانت تزدحم بها حقائب سفراء نظام جمهورية الأمن والمخابرات الصدامية ... حقيبته كانت تحمل ورود دجلة وعشب الفرات ..
لم يتحدث عن قائد ضرورة أو حزب قائد ... حديثه كان عن خيمة باتساع الأفق إسمها العراق ... ولم يطلب من أحد ٍ تقديم طلب انتساب لهذا الحزب أو ذاك التكتل ... لكنه طلب من الجميع أن يطلبوا منه ما الذي يستطيع عمله من أجلهم ...
بمثل غانم الشبلي يُعاد للعمل الدبلوماسي الإعتبار ، بعد أن كانت سفارات النظام المنبوذ محطات إرهابية بواجهات دبلوماسية ..

***



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل ...( إلى روح الشهيد كامل شياع )
- صوتك ِ مزماري
- أصحيح أن العراق في حالة حرب مع إسرائيل ؟
- الإعلاميون يطالبون الحكومة بحمايتهم ... عجيب !!!
- أعضاء برلمانيون ؟ أم ملاكمون وبلطجية ؟
- المصطلحات الفضفاضة في الإتفاقية الأمنية
- عن محاولة اغتيال الشاعر جواد الحطاب
- بعض ملامح الشاعر
- متى يشبع لصوص عراقنا الجديد ؟
- تناقض التصريحات حول وجود قوات الإحتلال في العراق
- رثاء متأخر ... ( إلى روح الصديق الصديق الفنان الأديب د . ناج ...
- همستان في ليل ٍ موحش ..
- باقة من نبض القلب على ضريح الشهيد كامل شياع
- وصية محمود درويش للرئيس الفلسطيني محمود عباس ..
- رحيل محمود درويش نكبة للإبداع الإنساني
- مقتدى الصدر ليس عميلا لأمريكا .. لكنه يخدمها دون وعي !!
- الجواهري نهر العراق الثالث
- المحتل الأمريكي وأسلوب الإذلال مع سبق الإصرار
- لمناسبة اليوبيل الفضي لإستشهاد البطل -ابو ظفر -
- لمناسبة اليوبيل الفضي لاستشهاد البطل - أبو ظفر -


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يحيى السماوي - دبلوماسيو العراق بين الأمس واليوم