يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:48
المحور:
الادب والفن
ما مات َ" كاملُ "
" كاملُ " انـْـتـَدَبَـتـْهُ دجلة ُ لـلخلـود ِ
مُمَـثـلا ً نخـلَ العـراق ِ
وناطـِقـا ً باسـم االطفـولـة ِ
باسـم حٌـلـم ِ الكادحـيـنْ
والـناهـضين إلى الـصباح ِ
وناسِـجي ثـوبِ المحـبـة ِ
من حـريـر ِ الـياسـمـيـنْ
في مهـرجان ِ الأمْـر ِ بالأنوار ِ
في جَـنات ربِّ العالـمـيـن ْ
ما مات " كاملُ "
" كامل ُ " اختصر الطريقَ
إلى السماءْ
من رأسـهِ الضوئيِّ
والجـسَــدِ المُـخـَضـَّب ِبالدماءْ
مامات " كامل " ...
إن " كامل " لا يَـمـوتْ
مـا دارَ دولابٌ ..
وزغـردَ مِـنجَـلٌ ..
وتـوضـّـأتْ بالـشـمـس أبـوابُ الـبـيـوت ْ
قد كان يدري أنّ " أبرهة َ الجديدَ "
أتى ليهـدمَ عـُشَّ أفراخ ِ الحَـمـام ِ
وأنْ يدُك َّ الكوخَ في
وطن ِ الثكالى والأراملْ
لكنّ " كاملَ " كان كاملْ
فأبى الوقوفَ على رصيف ِالإنتظار ِ
أبى التخاذلْ
فاختار " كاملُ "
أنْ يـقـاتـلْ
بالضوء لا بالسيف ِ..
بالمنديل ِ والريحان ِ ..
بالحرف ِ المناضلْ
ذودا ً عن العـشـب المُخَـضَّـب بالدماء ِ
وعن أراجيح الطفولة ِ..
والحدائق ..
والسَـنابـلْ
ولأن " كاملَ " كان كاملْ
فـَزعَـتْ سَـرايـا " الناقصين َ"
وأسْــرجَـتْ خـيـلَ الضَغـينـة ِ
عـُصْـبـَة ُ الليل المخاتـل ْ..
لكنَّ " كاملَ "
سوف يطلعُ من ضلوع الأرض زيتونا ً..
ونورا ً من شـبابـيـك ِ المعـامـلْ
ومن المحابـِر ِ ..
والدفاتر ..ِ
والحدائق ِ ..
والجداول ْ :
شـجَـرا ً جديدا ً
تسْـتـَظِـلُ به ِ الطـفـولة ُ
والـبـلابـلْ !!
**
20/9/2008
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟