أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى السماوي - متى يشبع لصوص عراقنا الجديد ؟














المزيد.....

متى يشبع لصوص عراقنا الجديد ؟


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:51
المحور: كتابات ساخرة
    


تقول النكتة إن مسؤولا من مسؤولي إحدى الدول المانحة ، نشر إعلانا ً عن مناقصة ٍ عالمية لإنشاء سياج ٍ كونكريتي يحيط بمقرّ إقامة المندوب السامي الأمريكي في المنطقة الخضراء .. فتقدم بالعروض ممثلو ثلاث شركات مقاولات من بلدان مختلفة : موريتانية وصومالية وموزمبيقية ..

طلب ممثل الشركة الموريتانية مبلغ مئة وخمسين ألف دولار لإنجاز الجدار الكونكريتي ، مبيّنا التفاصيل الآتية : خمسون ألف دولار قيمة المواد الإنشائية من حديد وحصى وسمنت ... وخمسون ألف دولار قيمة أجور العمال والمهندسين ... وأمّا العشرة آلاف دولار فهي ربح الشركة ..

ممثل الشركة الصومالية طلب مبلغ ربع مليون دولار لإنجاز الجدار ، موضحا ً أن المبلغ هو : مئة ألف دولار قيمة المواد الإنشائية ، ومئة ألف دولار قيمة أجور العمال والمهندسين ... وما تبقى هو ربح الشركة ...

ممثل الشركة الموزمبيقية طلب مبلغ ثلاثة أرباع المليون ، مبينا ً في عرضه أن المبلغ هو : ربع مليون دولار قيمة المواد الإنشائية .. وربع مليون قيمة أجور العمل ـ والربع الثالث هو ربح الشركة .

لكنّ أحد كبار موظفي حكومة عراقنا الجديد ، تقدّم للمسؤول الدولي بعرض ٍ أكثر إغراءً ... فقد طلب مبلغ مئتـَيْ مليون ومئة وخمسين ألف دولار .... وحين استغرب المسؤول الدولي من حجم المبلغ طالبا ً منه المزيد من التفاصيل ، قال له الموظف الحكومي الكبير : مئة مليون دولار لك ... ومئة مليون دولار لي ... وأما المئة والخمسون ألف دولار المتبقية فهي للشركة الموريتانية التي سنكلفها بتشييد الجدار .

**

تذكرت هذه النكتة وأنا أقرأ ما أدلى به رئيس هيئة النزاهة العامة القاضي رحيم العكيلي لوكالة الصحافة المستقلة " إيبا " على هامش مؤتمر ( الفساد بين الشريعة والقانون ) االذي اختتم أعماله يوم السبت الماضي .. فقد كشف السيد رئيس هيئة النزاهة عـن " أنّ الكثير من المسؤولين العراقيين امتنعوا من تقديم كشوفات المصالح المالية الموجودة بذمتهم ولازلنا نحاول إقناعهم بضرورة تطبيق هذا القانون وتقديم الكشوفات المالية " .. مضيفا أن الهيئة " لا تستطيع ملاحقة أو اعتقال المسؤولين خاصة ممن شـُـمِلوا بقانون العفو العام الصادر مطلع العام الحالي والذين توجد في ذمتهم اموال حكومية كبيرة " ... أما سبب عدم استطاعة الهيئة محاسبة هؤلاء اللصوص فهو : " إنّ قانون العفو العام المرقم ( 17 ) و الذي صدر في ضوء المصالحة الوطنية التي اطلقـتها الحكومة العراقية قد شمل معظم قضايا الفساد المالي والاداري وخصوصاً فيما يتعلق بالوزراء " مشيرا ً إلى أنّ : " عدد القضايا التي شملت بقانون العفو العام والتي تتعلق بهيئة النزاهة قد بلغت اكثر من( 700 ) قضية في محافظة بغداد لوحدها " ..
وبمعنى ً آخر ، فإن " نواطير العراق " و " حرّاسه " الحاليين هم اللصوص ـ لكنهم لصوص محميّون بـ " قانون العفو العام " وقـلعة " المصالحة الوطنية " ...
وإذا كان عدد القضايا اللصوصية " المسكوت عنها " في بغداد وحدها بلغ أكثر من سبعمئة قضية ، فكم عددها في العراق كله ؟

لقد بذلت حكومة المالكي جهدا طيبا ً في التصدي للجريمة المسلحة وبعض مظاهر العنت الطائفي ، كان من نتائجه تحسُّـن الوضع الأمني ... لكنّ جرائم الفساد المالي ليسـت أقلّ خطرا ً على المواطنين من جرائم السطو المسلح والعنت الطائفي .. فهل سنشاهد هؤلاء اللصوص داخل أقفاص المحاكم لحملهم على إعادة أموال الشعب ، ومن ثم إيقاع العقاب اللائق بلصوصيتهم ؟

صحيح أنّ حاشية وأفراد أسرة وعشيرة الديكتاتور المقبور قد سرقوا وأهدروا الكثير من أموال الشعب العراقي ـ لكنّ الصحيح أيضا ، أنّ الحاشية الجديدة و" نواطير " عراقنا الجديد ، قد سرقوا وأهدروا في خمس سنوات ، أضعاف ما سرقه رموز النظام المقبور على مدى أكثر من ثلاثين عاما ...

لقد شبع الشعب قهرا ورعبا وجوعا .. فمتى يشبع لصوص عراقنا الجديد ؟



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض التصريحات حول وجود قوات الإحتلال في العراق
- رثاء متأخر ... ( إلى روح الصديق الصديق الفنان الأديب د . ناج ...
- همستان في ليل ٍ موحش ..
- باقة من نبض القلب على ضريح الشهيد كامل شياع
- وصية محمود درويش للرئيس الفلسطيني محمود عباس ..
- رحيل محمود درويش نكبة للإبداع الإنساني
- مقتدى الصدر ليس عميلا لأمريكا .. لكنه يخدمها دون وعي !!
- الجواهري نهر العراق الثالث
- المحتل الأمريكي وأسلوب الإذلال مع سبق الإصرار
- لمناسبة اليوبيل الفضي لإستشهاد البطل -ابو ظفر -
- لمناسبة اليوبيل الفضي لاستشهاد البطل - أبو ظفر -
- شكرا ً لأنكِ حاربتِني وانتصرت ِ عليّا
- إيهود باراك بمثابة ملاك رحمة قياسا ً بجورج بوش
- إصرخ بوجه الخوف : ذا قدري
- إفتراق
- نبوءات ..
- مَلَكتِني جميعا ..
- عن معاهدة - موافقة العراق على استعماره - من قبل أمريكا
- تضامنا ً مع مقترح د . عبد الحسين شعبان
- لماذا لا تُعاد تجربة إفشال معاهدة بورتسموث ؟


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى السماوي - متى يشبع لصوص عراقنا الجديد ؟