أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق قديس - أسمهان في رمضان














المزيد.....

أسمهان في رمضان


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


من بين عشرات المسلسلات الرمضانية في هذا العام استطاع مسلسل (أسمهان) ذو الإنتاج السوري أن يشق قناته بين كافة المسلسلات العربية نحو المرتبة الأولى على مستوى عدد القنوات التي تقوم بعرضه، وعلى مستوى القاعدة الجماهيرية من مشاهدي الشاشة الصغيرة، فالمسلسل يعرض على أكثر من ستة قنوات فضائية بشكل متتابع، حتى أنني ذات مرة قد قمت بمتابعة ذات الحلقة 3 مرات متتالية بين الساعة الخامسة مساءً والتاسعة، فكان الريموت كونترول ينتقل من قناة دريم تو إلى روتانا خليجية - ولست أدري لماذا يعرض مثل مسلسل على هذه القناة وليس على روتانا زمان! – ومن ثم إلى الفضائية الأردنية بشكل ماراثوني، وليس السبب في ذلك أنني من المغرمين بالمسلسل مع أني من عشاق صوت أسمهان، وإنما السبب وراء ذلك يكمن في أفراد العائلة حيث أنه من لم يستطع منهم أن يتابع العرض الأول من المسلسل كان يقوم بشكل تلقائي بمتابعة العرض الثاني، ومن لم يستطع فعليه بالثالث.

الغريب أن المسلسل تفوقَّ من حيث عدد المشاهدين حتى على (باب الحارة) في نسخته الثالثة، ولعل سبب هذا التفوق لا يعود إلى تدني المستوى الفني، وغياب الحبكات الدرامية عن سيناريو (باب الحارة) فقط، وإنما يعود ذلك أيضاً إلى الغموض الذي لطالما لفَّ حياة المطربة أسمهان بالكامل منذ ولادتها وحتى وفاتها في أربعينيات القرن الماضي، وهي تمثل المشاهد الأخيرة من فيلمها الشهير (غرام وانتقام).

ولعل اللغط الذي رافق المسلسل منذ خروجه إلى النور كان السبب وراء امتناع التلفزيون السوري من عرضه على شاشته، تلبية لطلبٍ من ورثة المرحوم فؤاد الأطرش – الأخ الأكبر لأسمهان أو آمال الأطرش – حيث دافع الأقربون بالباع والذراع عن سمعة عائلتهم الفنية بحجة أن المسلسل الذي قام على عاتق الفنان السوري فراس إبراهيم، واستقى جلَّ معلوماته من كتاب (أسمهان لعبة الحب والمخابرات) لسعيد أبو العينين، يعمد إلى تشويه صورة عائلة الأطرش ذات الأصول الدرزية العريقة، وهو يظهر البطلة بدور فتاة لعوب، لا تأبه بعمل أي شيء مادام مَرَدُّ ذلك الوصول إلى غايتها، فيما يظهر المطرب فريد الأطرش بمظهر أخ ٍعديم الشخصية، بالإضافة إلى فؤاد الأطرش الذي يراه المشاهد بوضوح انتهازياً لا هم له سوى أن يعيش على أكتاف الآخرين.

ومع كل ما رافق العمل من نجاح على المستوى الجماهيري، بقيت نقاط الضعف فيه طاغية للعيان، فقد بدا اصطفاء سلاف فواخرجي تحديداً اصطفاءً مبنياً على الجمال الخارجي لها، وعلى صيتها الفني الضارب، والتقاطع البسيط بينها وبين أسمهان في لون البشرة لا غير، حيث أنه، بعيداً عن كل ما سبق، ثبت بالدليل القاطع أن أداء الممثلة كان دون المستوى وغير مقنع، خاصة في المقاطع التي كانت تحاول فيها أن توهم المشاهد أنها تغني أسمهان. هذا كله عدا عن الفجوات العديدة الحاصلة في السيناريو والحوار، وانفعالات الشخصيات غير المبررة وغير المنطقية في كثير من المشاهد، كقبول أسمهان بالزواج من الأمير حسن فور طلبه يدها، علماً بأنها لم تره من قبل، وكان ذلك عند لقائهما الأول، ومفاجئة المشاهدين دوماً بغناء أسمهان دون الإشارة إلى كًتَّاب الكلمات والملحنين. هذا فضلاً عن أن المشاهد في كثير من المرَّات كانت تضفي على غموض حياة الفنانة الشابة غموضاً آخر بدلاً من فك فك الغموض الأول، وللمشاهد أن يحكم بنفسه في ذلك.

العمل كما أراه، وهنا قد يتفق معي الناس فيه أو يختلفون، هو ليس أكثر من عمل تلفزيوني مبالغ فيه لشخصية تركت العالم في ريعان الشباب، فهو ليس تأريخاً لحياة فنانة طاولت بصوتها السحاب الأبيض، إلى الحد الذي جعل الأخطل الصغير بشارة الخوري ينسج واحدة من قصائده الجميلة باسمها، وهو ليس محاكاة لما حدث بالفعل في حياة الأميرة الدرزية، وإنما هو عمل قام على بعض الحقائق، فيما تم إضافة البهار إلى التفاصيل الأخرى التي لم تكن أصلاً في يوميات أسمهان، لتخرج إلينا قصة مشوهة عن فنانة كبيرة قد عبثت بخيوط حياتها القصيرة يد كاتب طائش في مجال الفن والدراما السورية.



#طارق_قديس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الإخوة الأعداء
- تكريم شاعر مرهف
- دفاعاً عن حسن ومرقص
- نهاية الجنرال في باكستان
- درويش .. لماذا تركت الحصان وحيداً؟
- هل تذكرون ناجي العلي ؟
- ليلة سقوط رادوفان كرازيتش
- الرَيِّس عمر حرب
- سؤال يبحث عن إجابة
- البلاطة السوداء
- امرأة برائحةِ التُفَّاح
- امرأة عابرة فوق سريرعابر
- زوج غير مرغوب فيه
- حيثيات الاستقالة
- وداعاً يا حقيبة السامسونايت !
- أوباما- ماكين - إسرائيل
- فتح الإسلام .. من نهر البارد إلى العبدة
- باب الحارة
- رصاصة في الفم
- الجريمة والعتاب


المزيد.....




- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق قديس - أسمهان في رمضان