أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق قديس - فتح الإسلام .. من نهر البارد إلى العبدة














المزيد.....

فتح الإسلام .. من نهر البارد إلى العبدة


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 10:20
المحور: المجتمع المدني
    


وصل الرئيس اللبناني إلى بعبدا، ورحل الفراغ، واحتفل اللبنانيون كلٌّ على طريقته الخاصة بهذه المناسبة السعيدة، فمنهم من ألقى الخطابات العصماء من فوق المنابر، ومنهم من رقص في الشارع، ومنهم من أطلق العيارات النارية في الهواء، ومنهم من اكتفى بالتصفيق فيما هو يشاهد وقائع تنصيب الرئيس في بث حي ومباشر على القنوات الفضائية المختلفة.

وبعد أن قلب اللبنانيون هذه الصفحة، وقد شمَّروا الأذرع تأهباً لقلب صفحات جديدة، وقع انفجار في ثكنة عسكرية للجيش اللبناني في منطقة العبدة الشمالية نتج عن زرع عبوة ناسفة وتفجيرها عن بعد - وذلك بحسب ما أكدته الأدلة الجنائية ، وأقوال الجهات الأمنية - وقد تسبب الحادث بمقتل أحد الجنود ووقوع عدد من الجرحى بعد مضي قرابة الأسبوع على انتخاب العماد ميشيل سليمان رئيساً للبنان في حفل مهيب.

وفي خضم الحدث تخبط المحللون والناس إلى حين في دوافع الانفجارعلى حد سواء، فمنهم من أشار بأصابع الاتهام إلى الخارج، ومنهم من أشار إلى الداخل، ومنهم من أشار إلى الإثنين معاً، ومنهم من ضرب كفاً بكف دون أن يعرف حقيقة الحادث، ووقائع الجريمة.

ظل الناس في حيرة حتى تكشفت الحقيقة لهم حينما أعلنت جماعة (فتح الإسلام) مسؤوليتها عن الانفجار، وذلك انتقاماً لمسلحيها الذين قضوا في معركة مخيم نهر البارد أمام الجيش اللبناني، حيث قدرت وسائل الإعلام حينها عدد قتلى الجماعة بأربعمائة قتيل على الأقل، فانجلت الصورة بذلك الإعلان السافر، وأدرك اللبنانيون أن خطر مقاتلي الجماعة لا يزال قائماً، فهم لا يزالون على الأرض وبين الناس، ومعركة نهر البارد بالنسبة لهم كانت جولة قد خسروها، وقد عقدوا العزم على أن لا يخسروا الجولات التي تليها ، وأن يردوا للجيش اللبناني على ما فعله الصاع صاعين.

الحادث أتى مأساوياً على مسمع ومرأى المواطنين في بيروت ولبنان كله، لأنهم ظنوا أن حكاية (فتح الإسلام) قد انتهت من تاريخ البلاد، وقد آن الأوان لشهريار بأن يستمع لحكاية جديدة من حكايا شهرزاد، فحكايا الموالاة والمعارضة لا تنتهي، ووصلات الردح والشتائم بينهما لا تنقطع، فهي ملح الحياة اللبنانية، وزاد القنوات الإخبارية .. فمن له بعد أن قرأ حكاية الرئيس الجديد أن يعود إلى الوراء كي يقرأ حكاية النهر البارد!

إن عجلة الأحداث تتسارع، وزاد من تسارعها اتفاق الدوحة .. وقد أنهى مرحلة من زعامة الفراغ السياسي في سدة الحكم، فتمخض عن الاتفاق تنصيب الرئيس الجديد للبلاد، فدعا ذلك كل أبناء الوطن كي يلتفوا حول الرئيس الجديد، ويعبر كل على طريقته - كما نوهنا في البداية - عن فرحته بالوافد الجديد.

ولعل التفسير الأمثل لوقوع الانفجار في هذا الوقت تحديداً هو أنه بعد مضي فترة وجيزة من تنصيب الرئيس تذكرت جماعة (فتح الإسلام) أنها لم تعبر عن فرحتها بوصول قائد الجيش الذي حاربها وهزمها في نهر البارد إلى أعلى منصب في الدولة، فارتأت أن تعبر بذلك على طريقتها ، ولم ترَ أفضل مما فعلته طريقة لتحية العماد سليمان، فقامت بزرع تلك العبوة وتفجيرها ضاربة ثلاثة عصافير بحجر واحد، الأول هو إرسال تحية للرئيس في وقت مبكر كما قلت في السابق، وقبل أن يفتر الحدث، والثاني ضرب الجيش اللبناني في مكان لا يتوقعه ضربة مباغتة، والثالث إعلام الجميع بأن جماعة (فتح الإسلام) لا تزال على الأرض حية ترزق.

وعليه فإن ما يبدو بوضوح من تبعات ذلك الحادث هو أن الأيام المقبلة ستحمل معها أوقات صعبة سيضيف اللبنانيون فيها اسم (فتح الإسلام) على لائحة المشاكل التي يسعى الفرقاء السياسيون إلى حلها، وهم لا يزالون حتى الآن لا يعرفون كيف ستنتهي مشكلة تأليف حكومة الوحدة الوطنية بعد أن أعيد دفع الرئيس السنيورة إلى منصب رئيس الوزراء مرة أخرى!



#طارق_قديس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الحارة
- رصاصة في الفم
- الجريمة والعتاب
- بيروت خيمتنا الأخيرة
- الحب في الوقت الضائع
- لمن تُخبئينَ هذا الجسد؟
- قطعة السُكَّرْ
- عالم بلا نساء
- سارقة الأضواء
- في بيتنا إرهابي!
- وخير جليسٍ في الزمان .. !
- البحث عن بطل
- لبنان والديمقراطية المغدورة
- رحيل في المستحيل
- دعوة إلى حفل تنكري
- أنا وأنتِ وثالثنا (قرداحي)!
- موعد مع عزرائيل
- هل الديمقراطيون والجمهوريون وجهان لعملة واحدة؟
- الأستاذ والطبشورة
- الشعب من الزهرة .. والحكومة من المريخ !


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق قديس - فتح الإسلام .. من نهر البارد إلى العبدة