أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - طالع اسرائيل السياسي في ظل انتخابات كاديما















المزيد.....

طالع اسرائيل السياسي في ظل انتخابات كاديما


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت مشاكل حزب كاديما الحاكم في اسرائيل بالتوازي مع حدوث تغيرات مميزة في حالة الصراع العالمية , حيث اختلفت بين مراكز القوة العالمية نسبيا موازين القوة , فاصبح وزن وحجم الموقف الروسي الراهن اكثر وضوحا وتاثيرا عما كان عليه من قبل , وكذلك الامر بالنسبة لوزن وحجم المركز الاوروبي , اما علاقة هذا المتغير بالنسبة للشرق الاوسط والصراعات المتعددة فيه , فمن الواضح ان هناك حتى اللحظة ما يمكن الاشارة له بانه من مستويات التوازنبين نفوذ وتاثير المركز الاوروبي عبر سوريا ونفوذ وتاثير المركز الروسي عبر ايران, لكن الامر الذي نتوجه لمحاولة فهمه في هذه الكتابة هو حول كيفية استجابة الادارة السياسية في اسرائيل لهذه المتغيرات وكيف سيؤثر ذلك على تعاملها مع الصراع والعملية السياسية في المنطقة في ظل استمرار اشراف حزب كاديما على الادارة السياسية فيها
تخاطب تسيبي ليفني جمهورحزب كاديما الناخب فتقول (تغيير بلادكم , وتحديد شخصية كاديما) وهو ما يمكن اعتباره الجوهر السياسي النظري لبرنامجها الانتخابي المباشروالمنهجي كادارة , في حين ان موفاز يرى ان(اسرائيل تواجه تحديات كبيرة في السنوات المقبلة وتحتاج الىقائدا قويا لديه الشجاعة والقدة على اتخاذ القرار والتصرف) وهو ايضا ما يلخص رؤية شاؤول موفاز لكيفية الاستجابة الاسرائيلية لمهمات اسرائيل المقبلة
انهما اتجاهان على تباين في التوجه , داخلي وتمثله ليفني وعالمي ويمثله موفاز, فما هي مدلولات هذين الاتجاهين ؟
من الواضح ان الاتجاه الذي تمثله ليفني هو ما يمكن مجازا ان نطلق عليه تعبير الاتجاه الوطني , الاتجاه الاستقلالي الذي يسعي الى تعزيز و رفع مستوى الاستقلالية الاسرائيلية عن التبعية والخضوع للتاثير الخارجي , وهذا هو معنى تعبير تغيير بلادكم الذي استخدمته ليفني في مخاطبة ناخب كاديما , فاسرائيل حتى اللحظة لم تكن سوى دولة معينة بصورة وظيفية محددة لها من قبل خالقيها والاستعمار العالمي وكانت الحروب التي خاضتها والنتائج التي تحملتها في سببها الاساسي حروبا لصالح حركة ومصالح المراكز الاستعمارية العالمية في الصراع العالمي , وان تناغمت وانسجمت بصورة عالية مع طموحها البرنامجي التوسعي الخاص , لكنها في النهاية دولة غير مستقلة سمح لها ان تتضخم عبر غض نظر العين الاستعمارية عنها , التي ما ان استعادت انفاسها حتى عادت وطالبت اسرائيل ان تتخلى عن المكتسبات التي جنتها سابقا ومارست على اسرائيل الضغوطات اللازمة لتحقيق حجم كبير من هذا الامر , واستغلت في ذلك التضخم المستعار للعضلات الاسرائيلية من المساعدات الاستعمارية المتنوعة مهددة انها في حال عدم الاستجابة الاسرائيلية ستمنع عنها المساعدات وتعطل تنفيذ اسرائيل لبرنامجها القومي الخاص بل وتجعلها في مواجهة مع الحجم غير الطبيعي الذي نفذته من برنامجها والمشاكل التي سيلقيها ذلك على قدرة الدولة الاسرائيلية التي هي في حقيقة حجمها المستقل غير قادرة على مواجهة هذه المشكلة
ان ليفني اذن تطلع الى تامين مستقبل اسرائيل الاستراتيجي عبر مقولة العمل على الاعتماد على الذات وبالقدرات الحقيقة لاسرائيل في وضع الاستقلال , ومن الواضح ان ليفني تضع في حسابات اتخاذ هذا الموقف وسلوك هذا النهج , مسالة استثمار الانجازات الاسرائيلية في النطاق العالمي , واهمية الصفة اللوجستية لموقع اسرائيل من وفي صراع المصالح عالميا , لكن مع محاولة انتشال اسرائيل من الصيغة الوظيفية التي فرضت عليها حتى اللحظة
ان وجهة نظر ليفني لا تقف عند هذا الحد كما يبدو بل انها في سياق تاسيس هذا النهج الاستقلالي تحرص على شد انتباه المواطن الاسرائيلي بصورة عامة وناخب حزب كاديما بصورة خاصة الى اهمية العامل الداخلي في تحقيق هذه الاستراتيجية , وهي على وجه الخصوص تنتقد الانتهازية السياسية التي واكبت مسار اسرائيل منذ انشائها فتقول (اذا مللتم الطريقة البالية لممارسة السياسة ) اما تمركز ذلك فهو في دعوتها الى تحديد شخصية كاديما .
فمن المعروف ان الصيغة الخطية لحزب كاديما هي صيغة وسطية براغماتية غير محددة الثوابت , الامر الذي يصبح معه حزب كاديما المنطقة الخاصة بالخارجين عن القانون من اي حزب في اسرائيل , ويجعل منه في نفس الوقت , احتياط عضوية لهذه الاحزاب ايضا , ومن الواضح ان ليفني تدعو عضوية الحزب لضرورة التخلص من هذه الصفة في حزبهم وهو الامر الذي يتقاطع كما هو واضح مع دعوتها لتغيير ( بلادكم) , ولا نظن انه يصب بعيدا عن هذا تصريحات اولمرت الاخيرة حول خطا اسرائيل التاريخي في التعامل مع الفلسطينيين فهي تصب في النهاية في محاولة تخليص اسرائيل من اهم معيقات تقدمها واهم اسباب اخضاعها الى التاثير الاجنبي
ان ليفني اذن ليست بالغبية كما وصفتها بعض التوصيفات الاعلامية , بل على العكس فهي ذات نظرة استراتيجية بعيدة المدى تكاد تصل قيمها حد تاسيس مدرسة نظرية سياسية استقلالية بصورة متميزة عن تاريخ النهج والمحاولة الاستقلالية في التاريخ الفكري لدولة اسرائيل , لذلك نرى في ملامح النهج السياسي لليفني حيال مسالة تسوية الصراعات محاولة اغراقها في الزمن للحفاظ على ما يمكن لها ان تحافظ عليه من مكتسبات وفي نفس الوقت الهروب من الضغوط الدولية وعدم نعريض اسرائيل لردات فعل عالمية حيالها
اما موفاز فمن الواضح انه على العكس من ليفني فهو لا يملك مستجد في رؤياه النظرية السياسية عما هو سائد تاريخيا في اسرائيل حيث يتحدث عن ان اسرائيل تواجه تحديات كبيرة في السنوات المقبلة , والسؤال هو متى لم تكن اسرائيل تواجه تحديات كبيرة ؟ لكن موفاز لا يدعو في وجه هذه التحديات الى تحديد خصوصية في المواجهة كما تفعل ليفني , بل هو كما يبدو لا يزال يعتمد عوامل القوة الاسرائيلية التاريخية والتي هي في الواقع ليست سوى الدعم الاستعماري العالمي لها في مقابل الاداء الوظيفي الاسرائيلي لذلك نراه تتحكم في معتقداته القيادية خصوصية سمات وكاريزما القيادة مثل كل عسكري تقريبا فهو يحدد الصفات الشخصية لرجل القيادة , الامر الذي يدلل على تاصل مفهوم الشخصية الشرقية الروحانية فيه لذلك فمن المتوقع في حال فوز موفاز الكاديمي العضوية والليكودي الجوهر ان لا ياتي على تغيير يذكر له تاريخيا بصدد مصير اسرائيل
ان الملح الاجابة عليه هنا من قبل القيادة الفلسطينية هو في كيفية التعامل مع الفائز في انتخابات حزب كاديما الاسرائيلي من المرشحين ,مرشح الاستقلالية الاسرائيلية والاغراق الزمني بالمفاوضات او مرشح العنف والاغراق في التبعية العالمية علما ان كلاهما يواجه نفس متغيرات الصراع العالمي



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دياليكتيكيات في الحوار الفلسطيني
- الموقف من اوسلو....ليس بيضا فاسدا.. لكن كيف ؟
- العرض المشوه لاتفاقيات اوسلو ...لماذا؟
- قاسم ...يستشرف جهنم في سياق نقد عريقات
- حرب جورجيا تعيد تعميد موسكوعالميا....لكن ماذا يعني لنا ذلك؟
- قدرة حركة فتح على الاستجابة لمتغيرات الوضع الفلسطيني بعد عام ...
- تلومينني ..وانا...صنيعتك ؟؟
- المسالة القومية هل هي مسالة تطور تاريخي ام نوايا وارادات ؟
- واقع يكذب التصريح والاعلام الرسمي العربي والفلسطيني
- اهمية الحجم القومي الجيوسياسي في الواقع السياسي العالمي
- جوهر الاختلاف الفلسطيني
- سوريا..هل تكون بوابة عودة النفوذ الروسي الى المنطقة ؟
- الحرب في جورجيا ,,,افتتاح اوليمباد صراع الاقطاب
- الهلامية في تقسيم العمل والادواروالمهمات الفلسطينية , كيف نت ...
- ميكافيلي مرشد حركة الاخوان المسلمين وحركة حماس
- في غزة تجمع ديني يساري انتهازي قذر
- زيادة التوتر في القوقاز ...زيادة التعنت الاسرائيلي في المنطق ...
- بين جورجيا والمنطقة ....علاقة
- ماذا يعني تصريح اولمرت حول اللاجئين؟
- عبرة من جنازة درويش.....اطمئوا سننتصر


المزيد.....




- أكثر من 700 حريق غابات تستعر في كندا بينها 200 خارج السيطرة ...
- يواجهون البحيرة ويصرخون.. -نادي الصراخ- في شيكاغو يشهد إقبال ...
- -وكمان مصاريف على الفاضي-.. نجيب ساويرس يعلق على منشور بشأن ...
- وسط أزمة الجوع.. حالة يأس تنتاب الفلسطينيين مع إنزال مساعدات ...
- مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي ...
- ما تأثير اعتراف ماكرون المزمع بدولة فلسطينية في الداخل الفرن ...
- إيطاليا: القضاء يُخلي مسؤولية ميلوني في قضية ترحيل مسؤول ليب ...
- مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 22 ...
- ماذا يعني إيقاف آخر البرامج السياسية بتونس؟
- من أنقاض زلزال.. بحرينية تستكشف سحر -الغابة الغارقة- في كازا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - طالع اسرائيل السياسي في ظل انتخابات كاديما