أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي حسين الخزاعي - الانتخابات الديمقراطية حلم مؤجل















المزيد.....

الانتخابات الديمقراطية حلم مؤجل


علي حسين الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:09
المحور: المجتمع المدني
    


إعتادت الحكومات العربية ذات الانظمة الشمولية أن تبتكر صناعة الانتخابات لـذر الرماد في عيون الجماهير الشعبية , وكانت تجري وفقا لمقاسات الاحزاب الحاكمة وقادتها الملهمين , وبما يتناسب مع طموحاتهم في البقاء على كرسي الحكم لأطول فترة ممكنة دون منازع .
أن ظهور أي منافس أنتخابي لأنتزاع الكرسي منه يؤدي الى أبادته عن بكرة أبيه لأنه يعتبر ذلك تحدي لشخصه كونه هو الافهم والاذكى والاعرف عن أمور الحياة المختلفة من صناعة المكناسة الى ركوب الخيل بأتجاه القمر ( أليس هؤلاء هم فرسان العرب ) .
لنأخذ الانتخابات في العالم العربي وخاصة الشمولية منها ( ماكو مو شمولي ) ولنعمق النظر الى مناهجهم وبرامجهم الانتخابية والقوائم المشاركة ( اذا جان أكو قوائم منافسة , فهي مساندة للقائد نفسه وبترتيب منه ) نرى في النهاية فوز القائد الملهم بنسبة 9 . 99 % .
في العراق ومنذ العهد الملكي كانت الانتخابات صورية ولمرة واحدة فازت القوى الديمقراطية بعدد من المقاعد , لم يمضي عليها ساعات ليقرر السيد نوري السعيد ألغاء المجلس النيابي والى يومنا في التاسع من نيسان / 2003 , وكل العمليات الانتخابية التي جرت في ظل حكم البعث كانت مسرحية ذر الرماد في عيون الجماهير الشعبية .
في مصر الشقيقة وللمرة الاخيرة ظهر منافس قوي وخطر على كرسي المبارك حسني ولم تمضي فترة طويلة بعد الانتخابات وبشكل مدروس تم زجه في سجون القاهرة العظيمة لتقهر الرجل وتتعامل معه بشكل وحشي من دون رادع لهم على افتراءاتهم الوحشية من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان .
جرت الانتخابات في العراق وفقا على مخططات مدروسة ومحسوب لها كل الاحتمالات ووصل الامر الى فوز القائد المهندس بنسبة 100 % وهي نسبة لا ولم تلد في عمر البشرية مطلقا . ترى من كان يتجرء لمنافسة القائد الذي علم العراقيين كيف ينظفون اسنانهم وعلمهم الغسيل بعد النهوض من النوم ( هكذا كان يدعي ابن البوال على عقبيه ) .
لقد كان الحلم راسخ في عقول العراقيين , حلم اجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة مع احترام حرية التصويت وابداء الرأي الصريح دون لبـس او خوف او ضغوطات , هذا الحلم الذي كاد ان يصبح حقيقة بعد سقوط الطاغية ونظامه المكروه لولا بعض المنغصات التي ابتكرتها بعض القوى السياسية في العراق .
هذا الحلم المقدس دنـس تحت أقدام مؤسسي وقادة الميليشيات المنفلتة والهويات المفتعلة من قومية ضيقة وطائفية مقيتة وعشائرية معقدة عن طريق المشاركة في الانتخابات من دون واحدة من اهم الاسس العلمية في المشاركة وهي طرح برامج سياسية تعبر عن ما يحمله كل حزب او كتلة سياسية عن مصالح الناس , الى جانب البرنامج الاقتصادي الذي لابد ان يحمل في طياته اسس وآليات المعالجة لأنقاذ الشعب من أفرازات النظام السابق ومشاكل الحروب والحصار الاقتصادي , كذلك الاسس التي تعتمد لتطوير الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لبناء مجتمع تتكفل فيه حقوق الانسان وتعاد له كرامته .
لقد خرجت الجماهير العراقية في ظل ظروف معقدة رغبة منها في تحقيق ذلك الحلم المقدس , خرجت متوجهة الى صناديق الاقتراع متحدية تهديدات الارهابيين والارهاب بعينه دون خوف , خرجوا مصطحبين أطفالهم معهم مشاركينهم الفرحة العظمى التي ولدت مع نهاية كرسي الظلم المقيت الفاشي الذي حرق الاخضر بسعر اليابس , خرجوا للتصويت بنعم للتغيير وكلا للدكتاتورية المقيتة واضعين دمائهم على اكف الايادي ليصبغوا اصابعهم بلون زكي يعلنون فيه عن انتمائهم الوطني للعراق لكن المؤســـــــــــــف .
استغلت القوى السياسية ما اصاب ابناء شعبنا بسبب سياسـة النظام البعثي الحقير من جهل وتخلف تحت سياسة الفكر الواحد والشمولي , القائد الواحد المقتدر , الحزب الواحد الامي الذي تقولب الى حزب العائلة والفرد , تحت سياسة الحصار الاقتصادي والثقافي والفكري الذي فرض على شعبنا بالاتفاق مع الامريكان ليصبح الشعب بين فكي النمر الامريكي والنظام المباد , وعزل الشعب عن العالم , سياسة الحروب التوسعية التي افقدت العوائل لمعيليها وفلذات الاكباد من العاملين في سوق النضال اليومي للحصول على لقمة العيش فتحول الابناء مكرهين تحت ظاهرة العوز الى عمال وتركوا مدارسهم لتعم ظاهرة الامية العراق بنسبة زادت على الـــ ( 65 % ) .
تلك الامراض المتفشية بين الجماهير استغلتها القوى الطائفية فأصرت على الانتخابات بعد سقوط النظام المباد واعلنت المرجعية على ضرورة اجراء الانتخابات بدلا من الانتباه الى اهمية رفع الوعي الانتخابي واعادة تثقيف الجماهير والانتظار لحين اعادت الحياة للشارع العراقي من خلال معالجة الاوضاع الاقتصادية والامنية والمعيشية .
كانت مخاوف القوى الطائفية تكمن في عدم حصولها على الاكثرية في حالة تشكيل حكومة وطنية انتقالية وتوفير مستلزمات الحياة المعيشية للجماهير واعلان الانتخابات بعد ســنتين , لذلك قررت المرجعية التي تتحمل مسؤولية ما آلت اليه الحياة اليوم , وبعد ان نجحت القوى القومية والطائفي في الفوز في الانتخابات عبر الضغوطات والتهديدات وحرق بعض المقرات وقتل اعضاء الاحزاب المشاركة في العملية الانتخابية والتي ناضلت لعقود ضد الحكومات الدكتاتورية ورفعت السلاح في كوردستان ضد فاشية حزب البعث وسياساته الحربية ضد شعبنا وشعوب المنطقة .
اذن فازت تلك القوائم ولكن ماذا قدم الفائزون بعد مرور ما يناهز الثلاث سنوات بعد الانتخابات الاخيرة في 31/ 12 / 2005 وانتخاب مجلس نيابي ورئيس للجمهورية للمرة الاولى وكذلك تكليف رئيس للوزراء وتشكيل حكومة قوائم اطلق عليه اسم حكومة الوحدة الوطنية .... ماذا تحقق في البرلمان الذي يقوده رجل طبيب ولكنه جاهل في السياسية وطائفي الى درجة كسر العظم وهو يريد ضرب الديمقراطية بـــــ ( ......... ) .
امتعضت الجماهير واخذت لاتخاف من قذف الشتائم والألفاض البذيئة ضد المسؤولين بسبب زيادة الفقر والجهل والتخلف الثقافي والصحي وأنعدام ابسط وسائل العيش , حيث ظهور مرض الكوليرا في العراق بعد ان تم القضاء عليه في اوائل الستينات من القرن الماضي , عادت الكوليرا ومعها الموت الذي لم يكتفي بحصد الارواح زمن الطاغية لينتشر في ظل الحكومات المتعاقبة بسبب الارهاب والقتل على الهويه الطائفية والاسم الذي لم يبتكر الا للتميز بين هذا او ذاك من البشر وكي لايخلط الحابل بالنابل وليعرف كل اخيه .
لقد افلست القوى الاسلامية بسبب السياسات الحزبية الضيقة بأسم الدين وأهل البيت ( البريء من كل تلك الافعال ) فأخذت تحاول تغيير اسماء احزابها وتنظيماتها كي تذر الرماد في عيون الناس وهي تنادي اليوم الحريات العامة والديمقراطية , أخذت تغير الاسماء تحت واجهات وعناوين اخرى مثل .. ( تيار الاصلاح الوطني ... التيار المستقل ... التيار الحر ... الخ ) .
ان تغيير العناوين السياسية والشعارات من الدينية الى اسماء ليبرالية لايعني التخلي عن النهج السياسي السابق والسلوك المشين الذي مارسته تلك القوى , فالسيد الجعفري هو من اصدر القرار 8750 في 8 / 8 / 2005 والذي بموجبه تم تجميد منظمات المجتمع المدني اضافة الى زياراته المكوكية الى المحافظات للتحريض ضد القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية ونذكر مثلا زيارته الى الموصل والذي جعل من احدى بناة المدينة ( حفصة ) التي قتلت على ايدي اهلها لأسباب اخلاقية ليجعل منها مناضلة ويحذر اهل الموصل من الحمر مذكرا اياهم احداث الموصل عام / 1959 واخفاء احداث الحقيقة عنهم معتقدا انه بتلك الطريقة المشينة سيكسب الاصوات لكنه لم ينال سوى الفشل ليجر من بعده اذيال الهزيمة .
ولا نريد الابتعاد عن جوهر الموضوع من الناحية الموضوعية فالقرار 8750 لايختلف في جوهره عن القرار 150 الذي اصدره صدام عام 1987 م في تحويله العمال في القطاع العام الى موظفين من اجل حرمانهم من حقوقهم الشرعية في الضمان الصحي والتقاعد والتنظيم النقابي الذي كان يعتبر هو السلاح النضالي الوحيد لتنظيم العمال للدفاع عن حقوقهم اضافة الى محاولات لتفتيت وحدة الطبقة العاملة , هذا النهج نفسه مستمر عندما رفضت حكومة السيد المالكي اصدار قرار لألغاء تلك القرارات المجحفة بحق العمال وكل منظمات المجتمع المدني وجماهير شعبنا الذي أضرت به تلك القرارات بشكل كبير .
ان معالجة الامور وكي يتمكن شعبنا في الخلاص من سياسة المحاصصة المقيتة والنظام التوافقي الفاشل وخلق اسس علمية صحيحة لمعالجة كل تلك المعضلات السياسية والاقتصادية والثقافية وتوفير ابسط المستلزمات لمعالجة قضايا البطالة والفقر والجهل لابد ان تعي جماهيرنا في اهمية منح اصواتهم لممثليهم الحقيقيين اصحاب الايادي الييضاء النزيهة والمخلصين الذين قدموا زهرة شبابهم فداء من اجل الوطن والشعب والعاملين باخلاص من اجل خدمة الشعب وبناء مؤسسات الدولة على اسس ديمقراطية تضع الانسان المناسب في المكان المناسب بعيدا كل البعد عن التعيينات الحزبية او الطائفية الضيقة ،
ان الضغط الجماهيري سيولد القوة الخارقة لنبذ الهويات المختلقة بعد التاسع من نيسان والعودة الى الهوية الوطنية لتي تؤدي الى وحدة الشعب تحت رايته الشريفة , لذلك لابد من ممارسة الضغط الجماهير لرفض اي من الممارسات التي تعيق العملية الانتخابية , منها رفض استغلال الرموز الدينية والمناسبات الدينية ودور العبادة لآغراض دعائية وبشكل قاطع كذلك الوقوف بوجه اي محاولة ضغط او اكراه او شراء ذمم لكسب الاصوات الانتخابية , وعليه لابد من رفع وعي الناس ولجان المراقبة والفرز لحسم الامور وممارسة الحق القانوني في ذلك خدمة لمسار العملية الانتخابية وبشكله الواضح .



#علي_حسين_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات ارهابي
- معاول الزمن تمزق الارواح
- واقعية القانون يتم بمشاركة ممثلي العمال
- اسباب ظهور الخلايا الارهابية
- المتغيرات في التشكيلات الاجتماعية ومصالح الفئات والطبقات الا ...
- صدى صرخة الاشراف من القوم , ورؤية علامات الاستفهام العديدة . ...
- عمو بابا خميرة الرياضة العراقية وملح الطعام
- الواقع ومستلزمات المواجهة
- على أية سكة تسير قاطرة الانتخابات العراقية
- المواجهة والحوار الصريح
- قلوب العمال لازالت تدمي
- واقع سياسي مشوه ومنخور العظام
- الشبيبة آمال وآفاق
- العمال لايؤمنون الا بما هو على الواقع
- الطبيب الشيوعي الجوال في بيوت الفقراء
- الظلاميون مسؤولين عن اطفاء شمعة الثقافة
- المرونة مهمة لصالح البلاد والعباد
- الانتخابات العمالية ومخاطر سياسة المحاصصة الطائفية
- خطوة نحو تفعيل العملية السياسية
- ياشعوب العالم توحدوا ضد الخطر الامريكي الجديد


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي حسين الخزاعي - الانتخابات الديمقراطية حلم مؤجل