عمو بابا خميرة الرياضة العراقية وملح الطعام

علي حسين الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 07:29
المحور: عالم الرياضة
    

عرفنا ومنذ أمد طويل ان المحاصصة الطائفية قد مدت خرطومها وايديها الى كل مجالات السياسة والثقافة والاقتصاد , ولو كان لهم الامكان لأتخذوا ما يراد لهم في السيطرة على الاعلام والفضائيات وبشكل مطلق ألا ان ذلك واجه صعوبة لأمتلاك الطرف الآخر إمكانات غير قليلة في التنافس لوجود الفضائيات ( رب ضارة نافعة ) فلم يتحقق الحلم في السيطرة على الفنون بأنواعها – المسرح , الغناء , التمثيل و..... الخ فكان ذلك حافزا للتوجه الى مجالات اخرى كالاتحادات والنقابات المهنية في محاولة للسيطرة عليها ومحاولة تفكيك وحدتها على اقل تقدير .
إن الطائفية خلقت نزعة إنشقاقية في الوسط الشعبي على اساس الولاءات المذهبية مما طغى ذلك طابعا مقيتا على الهوية الوطنية , لذلك اصبحت علـة على المجتمع وسببا الى خلق الشقاق والنفاق .
لقد احسنت الحكومة العراقية في قرارها تجميد المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية التي كانت ذات طابع شمولي بحت ومنافي لكل قواعد الروح الرياضية , على أمل الاعداد السليم للأنتخابات القادمة , لكن المخاوف كانت تنتاب نفوسنا , ان تعيد نفس الاسطوانة دورتها وبنفس الاسلوب القديم وذلك بتدخل بعض القوى السياسية لتسيس الانتخابات وفقا على توجهاتها وبرامجها على اساس قومي وطائفي مقيت , وفعلا لوحظ ان هناك حياكة لنفس المحاولات وبنفس الطرق السابقة من اجل تهيئة بعض العناصر المقربة من القوى السياسية ( لسنا بصدد ذكر الاسماء حيث سبق لبعض المواقع ان بحثت ذلك ) واقصاء المخلصين والمعنيين من الرياضيين والمدربين والمختصين .
نشرت احدى المواقع الالكترونية عن خبر يفيد عن شكوى وعتاب تقدم به العراقي المخلص عموبابا في عدم زج اسمه ضمن الهيئة العامة للأنتخابات التي ستجري في القريب العاجل , حيث سبق للمسؤولين حسب قول الشيخ في تعليلهم ذلك , وهو بسبب عدم توفر شروط العضوية للشيخ عموبابا .
في الحقيقة ان العائلة الرياضية في كل العالم لاتقتصر على شريحة او طائفة معينة , فهم كالاتحاد العام للنقابات والطبقة العاملة التي تضم في صفوفها من المجتمع من دون الاعتماد على الانتماء السياسي او القومي او الديني والطائفي المذهبي , فالجميع يمثلون الشعب والوطن فلا فرق بينهم الا من يثبت الكفاءة والحصول على اعلى درجة من المهارة وتقديم الافضل , فهاكم المنتخب الوطني الذي يضم في صفوفه ابناء وادي الرافدين , ومن قدم منهم لم يكن ليقدم بأسم طائفته او حزبه او معتقداته السياسية او الدينية بل كونه عراقي ويقدم ما في المستطاع باسم العراق مدونين بالقلم العريض على صدورهم (( أنا عراقي )) .
ان المفروض ان يعتمد لعضوية الهيئة العامة كل المخلصين من الرياضيين والمدربين والخبراء والمعنيين والحكام ومن ذوي الاختصاص , والشيخ الكبير عموبابا يعتبر احد المفاخر , الذي يشرف الكثير من ابناء هذا الوطن والذي رفض رفضا قاطعا السفر خارج الوطن وترك عائلته أيام المقبور , وتعرض لكل انواع الاهانات على ايدي الطغاة وخاصة القزم عدي صدام حسين , ان مثل هذا البطل يجب ان يكرم لا ان يطلب منه شروط العضوية .
ترى ماهي شروط العضوية , هل انكم لاتعرفون من هو هذا الرجل , انه اسم اشهر من نار على علم , فان كنتم تجاهلتم هذا الرجل عن قصد فهي مصيبة يجب ان تتحملوا نتائج عملكم هذا , فهو اول رياضي عراقي سجل اول هدف في اول مباراة كروية اولمبية عام / 1959 على المنتخب اللبناني وقاد المنتخب العراقي في دورتي لوس انجلس وسيؤول الأولمبيتين , وفاز العراق ثلاث مرات بدورة الخليج العربي تحت قيادته وأول من أسـس مدرسة كروية للبراعم حيث اصبحت مدرسته مصنع لتخريج العديد من نسور الرافدين في عالم كرة القدم وهو اليوم مدير المدارس الكروية للبراعم في العراق فهل عرفتم من هو عموبابا .
تلك الشهادة وهذا التاريخ الكبير والعظيم لم يحصل عليه عموبابا هبة من أحد ولا منـة بل نتاج جهود كبيرة ومن صنع صموده وتحليه بروح المواطنة الشريفة ليمثل العراق , العراق لوحده لا ليمثل حزبا او قومية او طائفة , ولأنه ليس كذلك طلب منه توفير شروط الانتماء للعضوية ترى هل قدم الآخرين شروط عضوية أم ان الحزب الفلاني زكاه وعلى ذمته اصبح عضوا , في الوقت الذي صرح فيه الشيخ الجليل عمو بابا ان هناك عدد لاعلاقة لهم بالرياضة لامن بعيد ولا من قريب .
اتصور واحدة من تلك الشروط المطلوبة من الشيخ عموبابا ان يكون طائفيا او من ( الحواسم ) كي يكون كما هو مطلوب على لائحة العضوية ضمن سجلات المحاصصة الطائفية .
كفاكم تلاعب بمقدرات الشعب وافسحوا المجال للمخلصين ان يلعبوا دورا لخدمة الوطن ,ولا ادري ان عموبابا سيكون مصيره مجهول كما الحال كان مع باق المبدعين لاسامح الله .
ان عموبابا هو خميرة الرياضة العراقية وملح الطعام ففيه الخير والبركة وله يعود الفضل في تطوير الرياضة في العراق , فألف تحية الى روحك الزكية وقلبك النابض بالخير والاماني الطيبة .

#علي_حسين_الخزاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات