أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي حسين الخزاعي - المهجرون وحملات المطاردة















المزيد.....

المهجرون وحملات المطاردة


علي حسين الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 03:21
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


عانت بعض شعوب العالم في التأريخ الحديث الكثير من القمع والابتزاز على ايدي السلطات الدكتاتورية مما حدى بها الامر الى الهجرة لتكتوي بنيران الغربة القاتلة .
ولم يستثنى شعبنا العراقي من هذه القاعدة الشاذة والمنافية لكل القيم الانسانية في العقود الثلاثة الاخيرة , جراء انعدام الديمقراطية , وتسلط الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة والفاشية الشمولية بكل معنى للكلمة , حيث تم زج شعبنا في اتون حروب طاحنة لا ناقة لشعبنا فيها ولا جمل , بالاضافة الى تسلط الفكر الواحد وعسكرة المجتمع والاقتصاد لصالح الحزب الاوحد وتشريع القوانين والقرارات المجحفة بحق الناس والطبقة العاملة حيث خسر شعبنا مئات الآلاف كضحايا للحروب والمطاردات البوليسية , من معارضي النظام ناهيكم عن اللآلاف المؤلفة من ابناء الشعب الذين غيبوا في زنازين النظام واقبيته المظلمة , والذين لم يعرف لهم عن مصير بسبب عمليات الثرم والتذويب في احواض الاسيد والتيزاب والمقابر الجماعية .
ولا ننسى الاتفاق الخفي بين النظام والقوى الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية لفرض الحصار الاقتصادي على شعبنا بهدف اركاعه لتنفيذ مشروعهم المشؤوم , لذلك نرى ان النظام الفاشي الصدامي هو المسؤول الاول بالاشتراك مع القوى الرجعية العربية وحكوماتها الدكتاتورية , لتتحمل كامل المسؤولية ازاء ما حدث لشعبنا العراقي وقطع طريق العيش الكريم في حياة حرة وكريمة .
لقد اتبع النظام المباد سياسة الارض المحروقة وقتل كل من يخفي معلومة عن اي مناضل معارض له وخاصة من الحزبين الشيوعي العراقي والدعوة الاسلامية , حيث اصدر العشرات من القرارات المجحفة بحق المناضلين ومنحت صلاحيات الابادة من دون محاكمة لمنظمات مهنية واجتماعية لتنفيذها بحق هؤلاء المعارضين للنظام .
فكانت الاجراءات التعسفية هذه سببا اساسيا في اندفاع المناضلين للخلاص من القتل المروع , فكانت كواتم الصوت تلاحقهم في العمل وفي الشارع الى درجة ان تلك الكواتم لم تسكت حتى في خارج الوطن دون اي احترام لحرمة تلك الدول وسيادتها , رغم الانذارات التي وصلت الى نظام صدام حينها بعد ان قتلت معارضين لها في صوفيا ولبنان واليمن .. الخ .
هذه الممارسات الوحشية ادت الى هروب الألاف من العراقيين المعارضين للنظام خلاصا من الموت المحقق الى دول الجوار , وخاصة سوريا والاردن وايران والكويت , وكانت سوريا هي الدولة الاولى والاكثر استيعابا للعراقيين المناضلين منهم بسبب الخلاف بين البعثين السوري والعراقي , اما من لم تسنح له فرصة الهروب , فقد وقع بين فكي فم الخنزير البعثي وكان المصير اما البراءة والتوقيع على القرار ( 200 ) وهذا يعني التوقيع على الاعدام في حالة الشك ( نعم مجرد الشك ) بأتصال المُوقع باي حزب اومناضل شيوعي او اي مناضل آخر والعودة الى العمل السياسي المعارض للنظام , او صموده ومن ثم تصفيته مع المصير المجهول لجثته الطاهرة من دون ابلاغ اهله او تبليغهم ومنع اقامة مجالس العزاء واستلام مبالغ الاطلاقات التي تمت تصفيته بها .
لقد بانت تباشير الامل في العام / 2003 , ولكنها أخمدت وهي في المهد بسبب الاعتماد على العامل الخارجي في اسقاط النظام وشرعنة الاحتلال دوليا والمجيء بالويلات الاكثر قساوة من العهود السابقة ( السعيدية , العارفية , البكرية والصدامية ) فالاحتلال مهـــد الطريق لتعميق الطائفية وتشجيع تشكيل الميليشيات المنفلتة واندفاع المئات بل العشرات منهم بسبب البطالة المستشرية وتشكيل العصابات , أواعلان التوبة والانتماء الى القوى السياسية الاسلامية والقومية , واندفاع المرتزقة من كل حدب وصوب عبر الحدود المفتوحة كالجراد لتدمر خضار وجه ارض الرافدين وتغرقه بدماء ابنائه البررة بعد تأهيلها عسكريا وتدريبها في بلدان الجوار الخائفة على عروشها المتهرية من رياح التغيير في العراق الجديد .
تحت هذه العمليات الاجرامية تمت حملات القتل تارة بأسم الهوية المذهبية وتارة على الاسم ( عمر , علي , فاروق , حسين , خالد وحسن ) مما ادى الى سفك الدماء تحت واجهة وحجة محاربة الاحتلال من جهة او الارهاب من جهة اخرى , او حجة الدين وقتل البعض لأنه يبيع الثلج لم يكن هناك ثلج ايام النبي ( ص ) , ( فهذا حرام ولابد من قتل تلك النفس البريئة ) .
ان القوى التي ساهمت لتأجيج هذا الصراع كانت تحصل على الدعم المادي واللوجستي والعسكري من دول الجوار ومن مردودات النفط المسروقة وتوسيع حاضنتها في انتشار البطالة التي وصلت لاكثر من 65 % , ومن المعروف ان مثل هذا العدد لو حصل في اي دولة في العالم لسببت الى انهيار الحكومة وسقوطها بأكملها , لكن بسبب انعدام القانون فأن الحكومات العراقية استمرت ولم يسقط منها حتى حجر واحد.
ان كل تلك الاوضاع الاستثنائية ادت الى الهجرة الداخلية التي جاوز الرقم القياسي في العالم ووصل لأكثر من 2.5 مليون على اساس طائفي مقيت كذلك الى هجرة اكثر من مليوني شخص الى البلدين الجارين سوريا والاردن وهم يعانون الضيم اكثر من اي مهاجر في العالم , والمعروف ان سوريا منحت قبل ايام اجازة الاقامة للكثير من العوائل العراقية لغاية 5 / 8 / 2008 من دون اي مبرر وانذرتهم انه بعد هذا التاريخ لايعلمون ماذا سيحدث لهم وهو بصفة انذار شديد اللهجة .
ولا يمكن ان ننسى ان هناك قسم من المرفهين وهم من ايتام النظام السابق محتفظين بالاموال التي سرقت من افواه ابناء شعبنا مكرمين لدى السلطات السورية دون ان يقول احد لهم ( على عينك حاجب ) .
المصيبة رغم التحسن الامني الا ان ظروف الحياة لازالت على قساوتها من خلال عدم توفر الماء الصافي والكهرباء ومن ثم التبذير الكبير بأموال العراق على مشاريع لاتشبع فقير ولا تكسيه حيث زمهرير الشتاء ولهيب حرارة الشمس في الصيف , وقد حدثني اخي من بغداد ان الكهرباء تصل لساعتين كل 24 ساعة أي ساعة واحدة من كل 11 ساعة قطع .
والجانب الآخرالذي يعمل عليه النظام في بغداد هو , توفير الكهرباء لأعمدة الشوارع فقط وبأضائة ضعيفة لأن اجهزة الصحون الشمسية لها الحدود المعينة ولعدد معين من اللمبات العمودية ليس لهذا العدد الكبير والذي تنتج منه اضاءات ضعيفة جدا في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى اعادة الروح للمنظومة الكهربائية وبشكل سلس الى المعامل والمؤسسات والبيوت اكثر .
ان ميزانية العراقي لهذه السنة وباضافة التكميلية تصل لحدود الـ ( 100 ) مليارد دولار , ترى اين هي من المشاريع ؟ والذي نؤكده حسب تصريح احد مسؤولي محافظة بغداد عندما صرح ان اكثر من 50 % من المشاريع محسوبة على شركات وهمية , ترى اين هي الرقابة لدى الدولة والادارة المحلية ؟
وهنا يطالب بل يطارد السيد رئيس الوزراء المهاجرين ويحرض دول اللجوء في اوروبا والعالم العربي للضغط على اللاجئين للعودة الى الوطن فهل ينوي زيادة البطالة اكثر مما هي عليها ؟ وهل ان هروبهم كان لغرض السياحة والاستجمام ام ان هناك اسباب موجبة اضطرتهم للهجرة ؟
ان الواجب المقدس على كل عراقي ان يساهم في اعادة بناء الوطن وهي ليست منة لا على الحكومة ولا على رئيس الزراء , ولكن يجب ان تتوفر المستلزمات الاولية على اقل تقدير كي يساهم المهجرين في هذا العمل المقدس بعد عودتهم , فليس من المعقول انه لم تحسم قضايا المهجرين داخل الوطن ليزيد الطين بلة في عودة المهجرين من خارج الوطن ولذلك نؤكد على :
1 – توفير السكن الملائم , لأنه ليس من المعقول ان تعود اي عائلة الى الوطن وتعيش على الارصفة اوفي الخرابات او احتلال بيوت الاخرين الهاربين من الارهاب اومن العمليات العسكرية الميليشيوية ام ان يكون عالة على اهله الباقين في اماكنهم , وهم يعيشون على الكفاف وضيق المكان .
2 – ضرورة توفير الماء والكهرباء .
3 – توفير فرص العمل لانه ليس من المعقول ان يساهم المرء وهو حبيس داره , ومن دون عمل والا فكيف ندعي بالمشاركة في اعادت بناء الوطن ؟
4 – توفير المدارس للأبناء لمواصلة الحياة وديمومتها ام ان المقصود حرمانهم من الدراسة والعودة الى مرحلة ما قبل الميلاد في انتشار الامية كما هو الحال اليوم والذي نحصده من افرازات النظام السابق المقيت .
5 – توفير مستلزمات القضاء على التصحر الذي هو سبب آخر لانتشار الامراض في مجتمعنا الحبيب وليس عبر استيراد النخيل البلاستيكية والتي جنى من ورائها البعض من اصحاب الضمائر الميتة الملايين من الدولارات على شكل رديء جماليا , هندسيا و صحيا واقتصاديا .
حينها يكون من الحق ملامة الناس الذين يرفضون العودة , بحيث ان الحكومة لاتحتاج الى توجيه الدعوة فاصحاب الضمائر الحية سيتوجهون حرصا منهم للمشاركة في اعادت بناء الوطن الحبيب .





#علي_حسين_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة ودورها الوطني والدستوري
- العمل النقابي بعد الاحتلال


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي حسين الخزاعي - المهجرون وحملات المطاردة