امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 10:30
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
- إغتيال " كامل شياع " ، نشاطٌ ظلامي استهدف الامل ، ذلك الامل المتمثل في كل ما هو تقدمي ، جميل ، منفتح على العالم ، متفائل ، نزيه . الرَجل تَرجم إيمانه النظري الى ممارسة عملية . عشرات المقالات المعبرة والمؤثرة كُتِبت فيه وعنه خلال الايام الماضية .
لشد ما أحزنني مقال " سعدي يوسف " : ( في رحيل كامل شياع – القتل مرتين - ) المنشور في الحوار المتمدن في 28/8 . فالشاعر الكبير و " الشيوعي الاخير " ، يرى في عودة كامل شياع الى العراق ، قبولاً
" للإستعباد " في دولةٍ " مُستعمَرة " ، فقط ليكتب " خطابات لا معنى لها ، لأناسٍ لا معنى لهم " !!
ياسيدي لقد قَتَلتَهُ بكلماتك القاسية الغير مُنصفة ، مرةً ثالثة . وبفتاويك التي تصدرها من برجك العاجي ، آذيتنا نحن مُحبي كامل شياع والسائرين على دربهِ .
لو كان شياع من النوع الذي يرضى بالإستعباد لِما اُصيبَ بخدشٍ صغير ، لو كان خانعاً للمُسْتَعمر لِحَرسَتْه مصفحات لايخترقها الرصاص .
وضع كامل شياع لَبنات مهمة لبناء سدٍ ، للوقوف بوجه طوفان التخلف والجهل والرجعية . عملَ بإخلاصٍ وتفاني ، وأنت ياسيدي توجز إنجازهُ كله في " خطابات لا معنى لها " ؟ !
لم يكن نُخبوياً بل كان يستهدف الجماهير العريضة ، هذه الجماهير التي تسميها " أناس لا معنى لهم " !
في مقالك تقول عن شياع " كان يدافع عما لا يمكن الدفاع عنه " ، لا ادري بكل قامتك الشعرية الكبيرة وتراثك الثري ، كيف تقول ذلك وكان شياع يدافع بجرأة عن ثقافةٍ وفكرٍ علماني وسط غابةٍ من الإنحدار والنكوص ؟
يقول سعدي يوسف عن كامل شياع " حُشر الرجل حشراً ظالماً مع الخونة والعملاء واللصوص .." ، ياسيدي ان " الرَجُل " لم يكن ساذجا ولا اُميا ، لكي " يُحشر حشراً ظالماً " مع الذين تنعتهم بكل الصفات السيئة ، بل كان مثقفا كبيرا وانسانا شجاعا ، تركَ طوعاً حياته السهلة في اوروبا ، ليشارك في إعادة بناء الثقافة العراقية على اسس جديدة .
دفع شياع حياته ثمناً لقناعاته التي كان يؤمن بها ، ولقد كان يتوقع ذلك مُسْبقاً . مَهْما كان اسم سعدي يوسف كبيرا ، فذلك لا يشفع له ان يشتم الشهيد شياع ، او ينتقص منه ، تحت يافطة الرثاء !
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟