ان تعددت المصاحف فالإيمان واحد ...؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بالأمس كان مقال السيد بشير المهدي عن مصحف فاطمة واليوم يتحدث السيد صبحي منصور في الصلاة على النبي وللنبي وكانت نورا محمد كتبت في نقد عقلاني للقرآن وأيضاً كتب السيد عبد الحكيم الفيتوري شطب ماكتب عن الرسول .. المهم الجميع يجتهد ويدلي دلوه في نقد بعض الجوانب من الدين الإسلامي وتقويمه وفق وجهة نظره وليس في هذا المنطلق عيباً بل في حقيقته إثراءً اجتهادياً حراً يعبّر كل كاتب عن رأيه الحر في مجال حرية واحترام الرأي والرأي الآخر على الرغم اننا لم نصل بعد إلى ذلك الأخر المرسل إليه الذي يمكن أن يتقبل ما يكتبه ويعبر عنه المرسل من أفكار خاصة به وليس في نيته إرغام ذلك المتلقي الأخذ بأفكاره تلك أو الإيمان بها والمشكل وبعد استبعاد تكفير المجتهد أو الباحث والمفكر طبعاً هو إبعاد تفاؤلي لأن الواقع الدفاعي من أكثر هؤلاء المتلقين المرسل إليهم ووفق ثقافتهم الاستسلامية وطي كل ما يتعلق بالفكر والتفكير هو حكم تشاؤمي واحد لم ولن يتغير.... التكفير وتهمة الإلحاد وإسكات تلك الأبواق المزعجة بالنسبة إليهم ... ؟ لأنهم لم يتعلموا من إسلافهم عن ماهية أدب الحوار والمناقشة بل الفصل السريع بإسكات الأخر وإرساله إلى المقصلة ..؟
من واقع مجتمعاتنا المحبط والمخزي هو أن الشارع العريض منهم والذي يتجاوز الـ80% مطبوعون بوشم لم ولن يزول هو الإيمان الأعمى وبدون أي تفكير وأعوذ بالله من التفكير وانه فعل آثم عندهم فما تعلموه نقلاً عن السلف عندهم هو الحق والحقيقة وإن كان يؤمن بمصحف فاطمة أو بمصحف عثمان أو بمصحف آخر فكل ملتصق بمصحفه الذي هو عنوان مذهبه وجوهر ثقافته ولن يحيد عنه أو يبدله مهما قيل عن مذهبه ومعتقده انه إيمان قبلي مصيري فالإنسان القديم خارج قبيلته طريد مكشوف بل حثالة .. لذلك كان يتقبل حكم القبيلة وهو مغمض العينين ومستسلم ... وفي عصرنا الحديث لم تزل تلك الهيمنة القبلية مسيطرة على الإنسان الكربوني وبقبول سجودي وعبادي استسلامي وان الـ 80% الذين يشكلون الشارع الواسع لا يقرؤون إلا كل مصحفه وبشكل تردادي وببغاوي وبدون أي فهم أو إدراك ويفخر كل منهم انه قد ختم مصحفه كذا مرّة بل ويحتفلون عند كل ختمة .....( ومشكلة المشاكل ان القرآن حمّال أوجه ..؟ وحتى تاريخه لم يتفق المسلمون على أي وجه يفسرون ..) إذا لا جدوى من الكتابة بالنسبة لهؤلاء الذين يشكلون أغلبية المجتمع بكل أطيافه ومذاهبه .. والذين يقرؤون وهم القلّة وليس عندهم الاستعداد للتفكير والرد بعقلنة وضمن أدب الحوار إلا ما ندر من مفكرين تجاوزوا مرحلة الكمود العقلي والتقليدي وانطلقوا بأفكارهم الخلاقة مثل المفكرجمال البنّا على سبيل المثال لاالحصر ولكن هؤلاء القلة يلاقون مجابهة عنيفة ولا يمكنهم أن يغيروا أو يبدلوا وأذكر فتوى عصرية قدمها السيد صلاح عبد المحسن في مقاله الأخير ولكنها خارج العصر في نتيجتها وتأثيرها والفهم الضيق لمسيرة الحضارة الإنسانية .
حكم بناء الكنائس والمعابد في جزيرة العرب - فتوى رقم 21413 - اتت من اللجنه الدائمه للبحوث العلميه والافتاء - الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن محمد ال الشيخ . وعضو / عبد الله بن عبد الرحمن الغديان . وعضو / بكر بن عبدالله ابو زيد . وعضو / صالح بن فوزان الفوزان ..
.
النص
....... الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فقد اطلعت اللجنه الدائمه للبحوث العلميه والافتاء على ما ورد الى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين المقيده استفتاءاتهم في الامانه العامه لهيئة كبار العلماء برقم 86 وتاريخ 5/1 1421 هجريه . ورقم 1326 بتاريخ 1421 هجريه . بشان حكم بناء المعابد / الكفريه / في جزيرة العرب . بناء / الكنائس للنصارى / والمعابد لليهود وغيرهم من / الكفرة / .
بعد الدراسه اجابت بما يلي :
كل دين غير دين الاسلام فهو * كفر وضلال * وكل مكان يعد للعباده على غير دين الاسلام * فهو كفر وضلال * .
ومن زعم ان اليهود على حق او النصارى على حق سواء كان منهم او من غيرهم فهو / مكذب لكتاب الله / . واجماع الامه هو مرتد عن الاسلام . ولهذا صار من ضروريات الدين تحريم الكفر الذي يقتضي تحريم التعبد لله على خلاف ما جاء في شريعة الاسلام . وتحريم بناء معابد يهوديه او نصرانيه او غيرها . سواء كانت كنيسه تعتبر معابد / كفريه / . ولهذا اجمع العلماء تحريم بناء المعابد الكفريه مثل * الكنائس * في بلاد المسلمين ولا يكون فيها من شعائر الكفار لا كنائس ولا غيرها .. ويجب هدم / الكنائس والمعابد الكفريه اذا احدثت في الاسلام . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. .. . . .. . . . . .. . . .....!!! (انتهى).
ويظهر مما تقدم من الفتوى الجماعية المذكورة ان كل دين غير دين الإسلام فهو كفر وضلال ... ومن زعم انّ ...... ؟ فهو مكذب ومرتد ...إلخ ... وهذا الزعم المفبرك يشمل أيضاً كل الأفكار الأخرى التي تطرح ولا تروق لمثل تلك اللجان ومصيرها التكفير , وحتمية ان العالم كله على دين واحد وهو الإسلام .. والمشكل ان هذا الإسلام الذي انتهوا إليه خارج خانة الوحدة والتوحد ، وهو موزع على عشرات المذاهب وكل يكفر الآخر ويتذابحون .. وبالنتيجة فالمصاحف ان تعددت فلكل فئة إيمانها الخاص التي لن تحيد عنه وترفض أي فكر مخالف آخر وسيستمر الكتّاب في إبداء أرائهم وطرح أفكارهم وبطريقة حوارية حضارية تحترم المحاور الآخر ولكن الطريق طويل وهل من مسلك سواه ...وأخاك مكره لابطل ؟

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات