أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - الدراما التركية نور وسنوات الضياع تنصف المرأة مع اقبال جماهيري مذهل ...؟














المزيد.....

الدراما التركية نور وسنوات الضياع تنصف المرأة مع اقبال جماهيري مذهل ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 09:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


والمذهل المحيّر في الأمر ان العملين المذكورين (نور) و(سنوات الضياع ) في سياق عرضهما في بلد المنشأ تركيا مرّا بشكل طبيعي ولم يثيرا أي تساؤل ولم يعترض أي رجل دين أو محافظ على أي من العملين الذين عرضا بدون أي حذف للمشاهد المثيرة وكانت المفاجأة التي لم تكن بالحسبان هو ذلك الإقبال الشعبي الكبير والمدهش والذي لم يصل إليه أي عمل محلي عربي أو مستورد حتى تاريخه والذي اكتسح معظم الدول العربية والإسلامية في قارتي أسيا وإفريقية وبالأخص في دول الخليج ..
والسؤال المحير ... لماذا هذا الإقبال المثير ... هل لأنه قد دبلج باللهجة الشامية ... طبعاً للدبلجة البسيطة والطبيعية وبلسان ملون بالشيوع الشعبي المقبول والمفهوم من كافة اللهجات العربية المحلية وإن كان سبباً في شيوع العملين ولكنه ليس السبب
الرئيسي ...
في رمضان العام الفائت عرض العمل الدرامي ( باب الحارة ) بجزئيه .. ولاقى إقبالاً جماهيرياً عربياً ولكن إلى درجة متواضعة على الرغم أن العملين
في جزئي باب الحارة كان الدور الرئيسي فيه للرجل بشاربه وعصاه وشراسته وعصبيته وغيرته وضيق أفقه وانشداده إلى التراث وكانت المرأة مهمشة بين جدران أربعة وتابعة لعنجهية الرجل ونزواته ولا تستطيع أن تتجاوز بنظراتها باب المنزل .. وتتناول الخبز من يد أجير الفران دون أن تلقي ولو نظرة واحدة على وجهه وتزوج بطريقة بدائية عن طريق الأهل وهم الذين يختارون العروس لولدهم ... والمرأة التي تتفوه بكلمة ( ما فشرت) والتي لم أجد لها معنى في القواميس العربية وأما ترجمتها المحلية الشعبية فيها ما يتضمن ( التكذيب) .. والرجل البطل المغوار الصادق دوماً لايمكن أن يكذب وبالأخص من قبل امرأة ناقصة عقل ودين .. ويكون الرد الرجولي : أنت طالق ... وتستمر دراما إهانة المرأة وتحجيمها إلى ما دون الدون ....
وتنعكس الآية في العملين التركيين نور وسنوات الضياع انعكاساً مذهلاً وتنطلق المرأة الحبيسة المقيدة بقرون الماضي المأسوية إلى تحطيم تلك الأكبال وانفتاح بوابة التقدم البشرية وبشكلها الحضاري المميز وإذا بها على نسق المساواة بينها وبين الرجل وعلى أساس إنساني ولها حقوقها الكاملة في تمثيل نفسها واستقلالية قراراتها وحرية اختيارها ولا شيء يمنعها من إشغال أي منصب يشغله الرجال ..
نفاجأ بعبارات الاحترام التي تُخاطب بها المرأة إن كانت في البيت بلا عمل أو العاملة مع أن المرأة العاملة هي الأساس في كافة المجالات وكذلك إشغالها مجالس الإدارة والإدارة وبجدارة ولها رأيها المحترم ..
لم يرد في كلا العملين أية قبلة فم للفم مع أن الأفلام العربية والدرامية لا تخلو من تلك القبل الحارة .. ولم يلاحظ في أي من العملين المذكورين أية مناظر جنسية شاذة والتي أيضاً تكثر في الأفلام والمسلسلات العربية ..
وضربة المعلم في العملين المذكورين ولو كان غير مقصود بالنسبة للمجتمع التركي ولكنه كان بالحق هدفاً مباشراً ومثيراً للدول العربية والإسلامية ولحكومة أردوغان التي عمدت إلى تعديل الدستور واصدار قانون بدخول الطالبات الجامعات وهن محجبات والذي ألغي بقرار من المحكمة الدستورية , ألا وهي قضية حجاب المرأة والعملين من إنتاج دولة إسلامية و يخلوان من أي حجاب قماشي أو عملي أو حتى إيحائي فالمرأة المعتادة في العملين هي امرأة سافرة وبجدارة ومتمكنة بحق ولم نجد أمام المرأة في العملين المذكورين أي عائق يتعلق بالحجاب ...؟
الرجل في العملين يتصرف بعقل وروية ويعتذر عند الخطأ بل يحاسب ويلوم نفسه ولم نلاحظ أية مظاهر فوقية بل هناك تفاهم حضاري بين الرجل والمرأة بل ان هناك بوناً شاسعاً لمكانة المرأة في مجتمعاتنا عنها في المجتمع التركي ولا مكان للقياس وطرح الفكرة الدرامية بهذا القدر من الحبكة الحضارية والتي قد تتعدى الواقع وبالأخص العلاقة الجنسية التي تسبق الزواج والتي لايمكن لرجل شرقي أن يتأقلم ويوافق على طروحات المسلسلين في هذا المجال .. لأن الواقع التركي المجتمعي ليس بهذه السوية من الحضارة التي تساوي الحضارة الغربية بل تتعداها أحياناً .. لأن حقيقة المجتمع في معظمه لا يرتقي إلى المرقى الحضاري المعروض درامياً إلا في فئة قليلة من المجتمع التركي وتمثل النخبة ...
في كل الأحوال الوصول بالفكر الراقي الحضاري عبر الفضائيات بشموله الجماهيري وببعض عيوبه وبشكل إيجابي أفضل من عرض أعمال تتضمن أمراضاً مزمنة وتصديرها في مجتمعاتنا و التي لاتصلح حتى للمقارنة ولا يمكن أن تقدم عملاً ناجحاً جماهيرياً بل يزيد من الجهل والانزلاق الروحي في متاهات غيبية التي لم تعد تنسجم وتتوافق مع معطيات العلم المذهلة وفي كافة المجالات ...؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فَشَلُنا وتخلُفُنا في ميادين الأولمبياد فقط ...؟
- الزمن يتحدى وفتاة من السعودية تقبل التحدي ...؟
- مهند ونور يردان على المشايخ ...؟
- هل الرجل بحاجة إلى أكثر من زوجة ليكون رجلاً ...؟
- دولة كركوك العلمانية المستقلة ...؟
- عنجهية الأنا العربية ... إلى أين ...؟
- عصّب مهند وزعلت نور وعصب البشير وزعل القذافي ..؟
- لا أقليات في الدولة العلمانية ..؟
- أردوغان ينجح في السياسة ويسقط في الحجاب ..؟
- تعدد الأديان والشعوب من صور الإله الحضارية ..؟
- سنوات الضياع ونور بين إقبال جماهيري ورفض كهنوتي ....!؟
- التزمت حتى في الحرية يحوله إلى استبداد ...؟
- النساءالمفتيات تنافسن الرجال المفتين في سورية ...؟
- هل يمكن أن يلتقي قطار العلمانية التركي بنظيره السوري ..؟
- في الماضي والمستقبل لا طائفية في سورية ....
- العقوبات إصلاح وتهذيب وليست وحشية واستلاب أرواحالمنامة
- صرعات شبابية ودول مصروعة .. ؟
- المأساة ... أن النكسة أشد وقعا من الهزيمة ...؟
- أردوغان في ورطة الحجاب ...؟
- برلمانيون سلفيون في الكويت تزعجهم حفلة راقصة خاصة ..؟


المزيد.....




- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - الدراما التركية نور وسنوات الضياع تنصف المرأة مع اقبال جماهيري مذهل ...؟