أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عماد علي - محمود درويش شاعر الانسانية انصف الكورد و قضيته ايضا















المزيد.....

محمود درويش شاعر الانسانية انصف الكورد و قضيته ايضا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 10:20
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


التاريخ شاهد عادل على المواقف بجانبيها الايجابي و السلبي، و في مقدمة ما يبقى لاصحاب اي عمل هو مدى قدرته على خدمة الانسانية و التقدم البشري من كافة النواحي السياسية و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و اتخاذ المواقف الصحيحة بعقلية متفتحة . غير قليلين من ابدعوا و على الجميع ان يتذكرهم و يجب ان يُذكروا على الدوام و هم خالدون و ان وروا الثرى، النخبة المثقفة في الصف الذي يمكنهم ان يؤثروا و ان يبدوا ارائا مؤثرة على الواقع في زمانهم ، و يُنظر الى كلامهم و اعمالهم على انه الحاسم في بيان التعبير الصحيح الحقيقي في القضايا او ما يمس الانسان ، و هناك من يمكن ان يكتب ارائه و مواقفه بذهب ليتعلم منه الاجيال و يتعضوا و يستفيدوا في دنياهم، ومن بينهم الشاعر الانساني محمود درويش .
كلنا على علم بان هناك قضيتان انسانيتان رئيستان قبل ان يكونتا اي شيء في الشرق الاوسط، هما قضيتا فلسطين و كوردستان ، و هما تتشابهان في كثير من الاوجه، و هما قضيتا شعبين اللذين اغتصب ارضيهما و ظلما طوال التاريخ و كانتا ضحية الصراعات و المصالح الدولية و تغير واقعهما دون ان يؤخذ رايهما ، و لم يفدهما اي كان الا ابناء جلدتهما و برز من هذين الشعبين المضحيين مبدعين كبار و الجهابذة الخيرين من العلماء و الادباء و الشعراء و المثقفين بشكل عام، و لكون قضيتهما ذات خصوصية انسانية فتخرج من رحم معاناتهما مجموعة كبيرة من الشعراء و الادباء و العلماء ، و منهم من يشهد له القاصي و الداني ، وعلى راسهم محمود درويش الذي ابدع منذ نعومة اظفاره و نظر الى الحياة من خلال روحه الانسانية الطيبة المؤمنة بالحقوق الانسانية بعيدا عن التحيز و الحقد و التعصب الايديولوجي، و تغنى لشعبه و الشعوب المغدورة الاخرى من خلال نظرته الانسانية و تلهف الى اظهار مواقفه بعيدا عن اي اعتبار لمصالحه الشخصية و كان لمواقفه السياسية و الثقافية اثر كبير على الجميع و بمختلف القوميات و الافكار و الاراء، حقا ان روحه النظيفة و ألهامه الباهر فرضت عليه ان ينصف الكل بارائه و مواقفه ، و لم يأبه بما يحول بينه و بين السلطات ،و ربما غدر به بعض السلطات المتنفذة من جراء انتقاء اشعاره و ابعاد بعض منها عن عيني القاريء.
عاش في وقت عصيب و راى ما جرى في المنطقة ، و ناضل بعقله وانامله و قلمه و افكاره من اجل الحرية،و الحكومات الدكتاتورية المتفردة بالحكم ظلموه و جنوا على اشعاره عندما لم ينصفوا في بيان اشعاره و تضليل مضامينها و لم يعدلوا في بيان ارائه و حتى دواوينه لم تسلم من مقص و ابعاد اشعار حسب ما اشتهت الحكومات المتسلطة و المتعصبة، و كانت رصانة احساسه جلية لنا و جمال تعابيره و احسانه و اختياراته المواضيع لا يضاهيه احد في التعبير و الدقة ، انه شاعر الحب و الحرية و اانسانية، شاعر المواقف و الانصاف بحق الجميع.
مَن مِن الكورد لم يتذكر انصاف هذا الشاعر العظيم في شعره تجاههم و بيان مواقفه و ارائه ازائهم:
يا شهرزاد الليل يفترس الصباح
و حقول كردستان موسمها جراح
الحب ممنوع و همس الجار..........لاشيء مباح
الا دم الاكراد......نفط الموقدين
مصباح عارهم بموت الاخرين

ان للشاعر الانسانية الكبير درويش دَين كبير على اعناق الكورد من خلال قصيدته ( معكم) و الذي ندد بالعدوان الظالم على الشعب الكوردي في العراق، و كان ينتقد حزب البعث عندما اشعل حربه ضد الكورد منذ عام 1963.
يا شهرزاد
الليل يفترس الصباح و الحب ممنوع و مخدعك الوثير
ملقى على اقدام سيدك الحقير
و دماء كردستان تغرق سافحيها
و اللعب المامون بالثيران سوف يموت فيها

انه الشاعر الذي لفظ كلمة كوردستان و حتى اليوم لم ينطقها القوميين الشوفينيين المتعصبين، بيًن موقفه في الوقت الذي شاركت اكثرية الحكومات العربية الحزب البعث الظالم في ظلمه و غدره للكورد و لم ينبسوا ببنت شفة تجاه مآسيه و ويلاته من حملات الانفال و القصف الكيميائي، نطق الحق و هو شاعر مبدئي حساس و الحكومات العربية المتنفذة المتسلطة انكروا ما حل بالكورد و كوردستان ، انه احساس شاعر بكل مافيه من رهافته و ايمانه المبدئي بالتساوي و حق الجميع في العيش بسلام و هو شاعر يعبد الانسان و يموت من اجل الحق، يقول:
هل خر مهدك يا صلاح الدين
هل هوت البيارق
هل صار سيفك.......صار مارق
في ارض كردستان حيث الرعب يسهر و الحرائق
الموت للعمال ان قالوا (( لنا نحن العذاب))
الموت للزراع ان قالوا ((لنا نور الكتاب))
الموت للاكراد ان قالوا ((لنا حق التنفس و الحياة))
نعم انه شعر و من صميم قلبه،و وصف ما حل بالكورد و كوردستان حيث الرعب و الحرائق و حتى سرقة حق التنفس و العيش، و وفىٌ لمُحرر القدس و شعر كأنه الكوردي المزارع العامل الكادح، و ترجم ما في اعماقه من الحب للانسانية بعيدا عن ما جلبته الايديولوجيات، و المتاجرين بالشعارات و بالقضايا المصيرية للشعوب، كره الظلم ولو كان على ايدي اخوته ضد اي عدو له و لقضيته ايضا و احب الحق و ترجل و وقف شامخا امام المغريات و ملذات الحياة ، ونكر ما يحدث باسم العروبة و قال:
وهل نقول بعد الان تحيا العروبة
مري في ارض كردستان مري يا عروبة
هذا حصاد الصيف ها تبصرين
لن تبصري ان كنت من ثقب المدافعين تنظرين
بعث لمزبلة الزمان اخس ما عرف الزمان من الرفاة
باسم العروبة يطعن التاريخ في شيطان دجلة و الفرات
و آخر ما ابدع فيه هو قصيدة كردستان بين ما يربط القضيتين بالرابط الوثيق و التلازم بين قضايا الشعوب المغدورة و المضطهدة، و بيًن في هذه القصيدة مدى تشابه القضيتين و اوضح بشكل مبدع و رهيف مستوى مساندة الشعب الفلسطيني و الكردي لبعضهما و مشاركة الشعب الفلسطيني لمحنة الكورد قائلا:
معكم قلوب الناس لولا طارت قذائف في الجبال
معكم عيون الناس فوق الشوك تمشي لا تبال
معكم عبيد الارض من خضر المحيط الى الشمال
معكم انا معكم ابي و اخي و زيتوني و عطر البرتقال
معكم عواطفنا قصائدنا جنود في القتال
يا حارسين الشمس من احقاد اشباه الرجال
ما فرقنا الريح ان نضال امتكم نضالي
ان خر منكم فارس شدت على عنقي حبالي
و صف الدرويش الواقع دون ان يزوره ، قيًم الوضع و احسه، و احس الحياة باجمل احساس و هو تمنى ما يجب ان يكون و عبًر بما جال في نفسه، و عبًر عن موقفه و دافع عن الكورد بعين الانسان و الانسانية و صاحب القضية، حاول ابعاد كل التراكمات و الموروثات التعصبية من عقل بني جيله و صاح بما يجب ان يصرخ به و ما تكون عليه الانسانية، انه الكبير العظيم المبدع انه حقا انصف ضميره و الكورد بما يستحق و تبقى كوردستان وفية له.
لابد ان يفتخر العالم باجمعه بشاعر كان دائما يحس بالاخر و ليس في ذهنه ما يريده لنفسه دون الاخر، انه درويش كما احس بما عليه الكون و كانه عاش كل يوم في كوكب و عاش في كل دقيقة في قرية من ركن مهمش من بقاع العالم ،انه قمة الانسانية و اتصف حقا بالشفافية و الايمان بالتحاور مع الاخر و عدم الغاء الغير، و بموته خسره العالم و الانسانية اجمع و فقده الحب و الحياة و العدالة الجتماعية.




#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقل الكورد في الصراع الدولي و اهميته في قضية كركوك
- التشاور و التحاور و ليس التحالف المصلحي الضيق
- الوعي يزيل روح الانتقام من عقلية الشعب بشكل عام
- الشباب و دورهم في تغيير و تطوير الوضع و الخروج عن المالوف
- هل المراة قادرة على تحقيق اهدافها العامة لوحدها
- الاقلام المحايدة مراقِبة للسلطة دائما و ليست موالية لها
- بدا موسم المزايدات الانتخابية في العراق
- الانسان اولا هو الشعار الانسب لجميع العراقيين
- تدهور الوضع العام فرض نقض نظام التخلي عن المواطن
- تاثيرات الخطاب السياسي و الثقافي على بعضهما في العراق اليوم
- كيف تواجه المراة التحديات المفروضة عليها في العراق اليوم
- افتعال ازمة كركوك في هذا الوقت، من اجل اهداف مخفية
- دور المؤسسات التعليمية في توعية المجتمع
- في حضرة المسؤول الشرقي المبجل
- الاعتراف بتقرير المصير للشعوب كحق من حقوق الانسان
- ما بين مؤتمري نقابة صحفيي كوردستان و العراق
- مجتمع مدني و فلسفة نظام حكم جديد في العراق
- نحتاج الى الاشتراكية ام الليبرالية في العراق اليوم?
- نعم انها انسانة حقا
- الاحساس بالاغتراب رغم العيش بحرية في الوطن


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عماد علي - محمود درويش شاعر الانسانية انصف الكورد و قضيته ايضا