هل الرجل بحاجة إلى أكثر من زوجة ليكون رجلاً ...؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 11:23
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

إذاعة لندن تناقش مستمعيها عن نسب الطلاق في المجتمعات العربية وأسبابها .. وقد جنح أكثر من مشترك بالحوار إلى ان تعدد الزوجات هو السبب التي ترفضها المرأة الشرقية وعلى الزوجة أن تكون خادمة مطيعة للبعل الذكوري بقرنيه ...وأن لا تعترض إذا تزوج ثانية وثالثة وأن تستجيب لطلباته حتى لو كانت نائمة تشخر ، وأن تدور حول فراشه قبل أن تنام مستجدية زوجها إن كان له حاجة ..؟ وإن تمنعت وخالفت التعاليم الديكتاتورية الذكورية يصدر بحقها حكمان على التوالي الأول هجرها في مضجعها .. والثاني ضربها في حال استمرارها النشوزي .. وأخيراً ان بقيت حية ولم تتشوه نتيجة تنفيذ العنف على جسدها اللدن يرميها بقرار الطلاق كجيفة لتمضي بقية حياتها في ذل الأهل والمجتمع كامرأة مطلقة ... وليتربع الرجل الذكر في محراب ذكورته فحلاً أبدياً منتصباً أبداً وكل أفكاره وإبداعاته مكورة ما بين فخذيه ومنها صنع حضارة تقهقرت إلى عربة مهترئة فقدت حتى عجلاتها في مسيرة الحضارة الحديثة المتسارعة ..
لقد تبجح أحد المستمعين من دول الخليج انه متزوج من امرأتين وقد طلّق ثالثة لأنها عارضته وكان لها رأياً وقد شبه ذلك العبقري الأسرة بالباخرة وان قائدها هو الربان وان الجميع يجب أن يأتمروا بأوامره ونجاح الحياة الزوجية يتبع إطاعة الربان إطاعة عمياء ضارباً ( وخلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ..) وليس قارباً يركبه إلى كل الجهات بالإضافة إلى قارب ثان وثالث وحتى الرابع وما ملكت .. ؟
ان صاحبنا لم يزل يعيش في بداية القرن الأول للدعوة عندما كانت المرأة أمية وتعيش في مجتمع قبلي في الحط والترحال وغارات لا تنتهي وكان الرجل والمرأة يتساويان في الجهل ويعيشان ضمن قطيع القبيلة يرضخون لتعاليمها البدائية القاسية والبعيدة عن الإنسانية بل أشبه بقانون الغاب.. أما اليوم وبعد انصرام أكثر من 14 قرناً وزوال القبيلة في معظم المجتمعات ولم يعد هناك ترحال ولا غزوات وأمنت الأسر في ظل الاستقرار وأمان الدول والحكومات ودخلت المرأة كافة الميادين الحياتية وحصلت على أرفع الألقاب العلمية من طبية إلى قاضية إلى وزيرة إلى رئيس دائرة وحتى رئيس دولة ..
والسؤال هل يمكن لزوج قاضية أو طبيبة أو رئيسة أن يتفرعن من انه بحاجة إلى أكثر من زوجة وعلى زوجته ذات المنصب والمكانة أن ترضى بفرعنته وثورته الذكورية ..
هل يمكن لمعظم الأسر ودخلهم راتبي الزوج والزوج أن ينفقوا على أسرة مكونة من طفلين بشكل لائق وكافٍ في ظروف مجتمعاتنا الحالية .. وهل يمكن أن يكفي زوجته لوحدها ذكورياً وهو ينحت ليلاً ونهاراً ليؤمن مصاريف الأسرة المتعاظمة والأسعار ترتفع كل يوم ..
هل طموح الرجل الشرقي ودوره في صنع وتقدم حضارة البلد منحصر بين فخذي المرأة وهو يتوكل على الخالق في كل شيء ويستورد كل شيء من رغيف خبزه إلى
حبة الدواء إلى السمون والزيوت إلى كل مشتقات التكنلوجيا من الكهرباء إلى السيارة إلى التلفاز والهاتف الثابت والجوال والغسالة والبراد .. وحتى حبّة الفياغرا الخضراء التي تحوله إلى فحل ليلي يساهم في حضارة الظلام ..
ونسب الطلاق في ازدياد وكذلك نسب العنوسة في تفاقم ولأسباب إقتصادية ولأن الدخول لم تعد تتناسب ومصاريف متطلبات الحياة في حدها الأدنى والأهم العقلية المتخلفة القبلية والروحية التي لم ولن تستطيع أن تتكيف وتتقبل النهضة الحضارية التي لفته وحولته إلى مجرد إنسان يعيش في أوهام وثقافة القرون الآفلة ذكورياً ؟!

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات