أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - دخان الكلمات والتساؤلات الشعرية














المزيد.....

دخان الكلمات والتساؤلات الشعرية


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 06:55
المحور: الادب والفن
    



الشاعرة حوراء الأنصاري
و
الشاعر ركن الدين يونس
لعب المكعب بخيال الشمس، رسمت حلم شعاعها على أعشاب العمر، الكلمات أشرقت شعراً، انجلت شرائع الحياة تنبع جوانبها مشاعر تفيض بكؤوس البحث عن الجمالية وصيغ الإبداع، وكل تعبير متعارض ومنسجم من الم في النفس الإنسانية، وعن هدف يدفئ أوصال الأمل عند الشعراء، وجدوا أنَّ المرأة منظار ثاقب لخمائل حطَّ عليها غبار من سالفِ عهد، أو ربما غطتها أرواح متآلفة دوافعهم مختلفة، ينظر لها من شباك غلفه صمت رمادي ودارت الدوائر حول هذا الجمال، حكايات وأساطير وشعراً.
الشاعرة حوراء الأنصاري وقصيدة ( كيف تعالج قلباً) تستقر على صحو قلب غمره الألم، تخاطبه بتساؤل متشابك وممل متعدد الموجات، تريد لصوته النائح أن يستقر على طيف ألم واحد، بقولها:
كيف تعالج قلباً...
ينزف دماً.. لا دمعاً؟؟!!!
كيف تمحي شخصاً...
جَرَحَك...
من قلبك وروحك؟؟!!!
لكنها تصر على أن الألم من حول هذا القلب متمازجة عواصفه العاتية، شيء من الم الماضي، شيء من ألم الحاضر، شيء من ألم المستقبل، أو ربما يستمر إلى عمق المستقبل بقولها:
كيف تفكر....
بمستقبل مزهر...
وحاضرك كله مآسي...
وماضيك كله أوجاع؟؟!!!
الشاعرة حوراء تحمل إشارات وانشطارات، تدفع بها امرأة لها جسد تتفاعل داخل أزماته وعقل يعتلج ويدرك ما يصاحب الألم من تعطيل وقلب تراوده الأسئلة التي لم تجد لها مفك من كثرة الاستحالة، لما حولها من منغصات، وتلح في طلب الجواب، وخوفاً من هشاشة الجواب تبقى في طلب كل معرف لتستقر على نهاية بقولها:
كيف تنقذ روحاً...
أوشكت على الانطفاء؟؟!!!
كيف.. وكيف.. وكيف...!!؟؟
كيف تصل إلى النور....
والظلام يحيطك...
من كل مكان؟؟!!!....
الشاعر ركن الدين يونس، وقصيدة (أيتها الوردة) يوم طلبت منه قصيدة عن المرأة، أجابني:
- كل ما نكتبه هو عن المرأة وأرسل لي ديوان كامل له كي اختار منه، وجدت الشاعر ركن الدين يونس يتحايل بالفعل على الشعر، والشعرية المتشابكة بالبوح العلني والبوح الخفي في كل زوايا قصائده تجد باقة ورد تفوح منها رائحة المرأة لفتت انتباهي قصيدة تحمل عنوان(أيتها الوردة)
وقصيدة أخرى (الخروج عن حالات القصد) نعم تأكيده على وجود المرأة في رؤيته واختياراته الشعرية تدفعني للتوقف عند هذا المقطع:
أيتها الوردة..
لست جواباً..
لكنك تساعديني على
نسيان الأسئلة
الشاعر ركن الدين يونس، لغوياً من وجهة تحققه المتعلق بالجمال وخاصة المرأة، ظاهرة أبداعية ودلالية اختيارا، وإعطاء المرأة بالتشبيه صفتان، الجمال الفعلي والجمال المعنوي بقوله:
(لأنك أنت
لأنك كنت
لأنك لا زلت
لأنك تبقي..
أيقنت بأنك غنية عن التعريف. )
. . .
(من أجلك أيتها الوردة..
ابتعنا عطورنا.
من أجلك..
رافقنا نساؤنا إلى....
مصائر مؤجلة)
أما المقطع الثالث عشر، نجد الشاعر ركن الدين واضعاً ظلال حزنه على صفر شكله مكسور وموجاته قادمة من سجالات حملت طياتها شروط الموت، وأحداث أسسها صارمة مشبعة بمطر السياب بقوله:
ربما غسق نائم في جناح فراشة
لعلها فراشة الماضي...!
خلف وثوب المعاطف المجهرية للنعاس
خلف شجيرات واهمة...
استقبل وحدتي
أنحت نتف من أحاجي
قمر أزرق/ قمر أبيض
قمر أحمر/ قمر برتقالي
قمر، قمر، قمر
أما الشاعر ركن الدين يونس عندما نجده في قصيدة ( خروج عن حالات القصد) الحيرة تعيد نفسها بصيغ مختلفة، ويكون الشعر موجات وبالذات خارجة عن طور الاحتمالات، فتكون أجوبته مفهومة لها وحدها المرأة بقوله:
ماذا لو قلت لك أنني تغيرت؟
ماذا لو قلت لك أنني سأتغير؟
ماذا لو قلت لك أنني أحاول ذلك؟
ماذا لو قلت أنني لن أتغير؟
ماذا لو أنني لم أقل ذلك؟
تصوير شامل للوضع العام، المرأة هي خارج القصد، وهي كل القصد بقدر حيرة الشاعر، ثم هي هدف يحمل المعايير البيئية والموروث، وإشارته للمقعد الخالي دليل اللعبة بقوله:
المقعد الخالي..
محجوز لأخطائنا أيتها السيدة!
صديقي يعلق قمصان نعاسه..
في شرفة المنزل
الشاعر ركن الدين يونس حواراته خارجة من النفس بعيداً عن القصدية، مدلولها الارتباك الذي يصاحب الحياة المفزعة التي تجعل الكل غافل ومنسجم لدرجة النسيان بقوله:
كنت أفتشك في خزينة الملابس
وجدتك في حقيبة يدي..
قصدت بإظهار الشاعرة حوراء والشاعر ركن الدين، في قصيدة (كيف تعالج قلباً) وقصيدة (أيتها الوردة)و قصيدة ( خروج عن حالات القصد) انفصال الفكر في طرق الموضوع ذاته، واتصال الفكر في التعبير عن المضمون، كون الشاعرة حوراء تبحث عن أجوبة، لتعالج قلباً مُسَّ جانبه الإنساني المتاخم لمفاهيم عصر سحق كثير من ألوان الرغبة تجاه الأمل عند المرأة، والشاعر ركن الدين يدفع في قصائده من روح وعبق المرأة مستلاً أغصان الأسئلة في البحث عنها، تحيطه المراة من كل جانب ولم يترك مسافة فارغة في قلبه إلاَّ وسكنت المرأة شعابها، الشاعر لم يطاردها، لم يسابقها، لم يتخلى عنها، ملتزم بمحاذاتها أينما وجدت.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة التضاد واحتمالات التعطيل
- آهات تكسرت
- ورق ومطر
- متاهات الصمت
- نفق في الفضاء
- تمحور وظائف الجمال
- قلبٍ منطوٍ
- حوار ثقافي ادبي مع الشاعر والاديب العربي منير مزيد
- حوار الرباعيات على وجنة البابونج
- ميتافيزيقا التفسير الجمالي
- التجربة الشعرية ووظيفة المضمون
- التصاعد في شمولية الذهن الشعري
- الأمل ما يزال عالق
- قصيدة فم الغواية
- تمثال الظلام
- مصطبة الأوهام
- استنطاق الخصائص الإنسانية
- قصيدة مهداة للمرأة في يومها العالمي 8 آذار
- مسلة للمرأة في يومها
- السماوي وأسبر.. انصراف متمكن في ؛


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - دخان الكلمات والتساؤلات الشعرية