أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - التصاعد في شمولية الذهن الشعري














المزيد.....

التصاعد في شمولية الذهن الشعري


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


الفكر المتجدد حياة تزهو بالعطاء، وإعلان صريح في الإبحار بقوارب الكلمات وما يحركها من وعي متقلب على نار الإدراك وكشف مجاهل ليس لها مثيل في ذهن الشاعر، لا يتفاعل معها العمل المبتسم، عندما يسلط الضوء على مجديات، لم يسبق أن كشف عنها النقاب بأشكال شمولية، ليحاكي التصاعد الخيالي وينبئ بولادة جديدة، كسر قضبان حبس خلفها أكثر من رئة صامتة.
الشاعر قوباد جليل زادة وقصيدة ( قدح من السم) نسج موضوع قصيدته التي تدخل عوالم النفس والذهن، شاغلها بشمولية حادة الزوايا، تشبه مقص الرقيب، باحثاً عن استنساخ يرفع من يعيشون في كهوف عقولهم المشتتة بحس الغدر، لم يدخل قصيدته بكائيات الماضي بل روح الرجل الشمولي، المتعمق في علم النفس والجسد وما تحمله الأيام الضالة من أعمال هؤلاء الوصوليين الحاملين طابع التمزيق وضمير خائب، في صوته بالقصيدة يحمل كل إشعاعات ضمير الفجر الندي، وابتسامات الحقول الخصبة، داعياً أن تزرع كل الطموحات بصباح الأمل، وتغرس مفاتيح السرور في القلوب، يفتتح الشاعر قوباد جليل زادة قصيدته ( قدح من السم ) بقوله:
إنني موجود.. وأنت موجودة
ولكن وجودنا وجود متناقض
إنني دفعت من آب.. إلى رحم أمي
ليسا بوالديك..
أني ولدت مع باقة ورد.. وأنت من سندانة
من العلل النفسية
(وبالعكس )
الشاعر قوباد، نجده إشكالياً عمل على فك خواص التأمل في خيوط صارمة تدخل في توظيف الموروث، مستهلاً العوامل الغيبية التي تعطي للتأويل تشابه في الاتجاهات، ومن ثم يستمر في التعليل، بقوله:
إنني أحب قراءة المرآة، وأنت تحبين الفلسفة
( وبالعكس)
أنت طفل هادئ وصامت، وأنا طفل مشاكس وحروك
( وبالعكس)
أنت في روضة أطفال، تبرعم عقلك برائحة الأزهار الزاهية
لماركس ولينين
وأنا ترعرعت في كتاب مسجد، ولحد الآن
حفي ف شعلة طوفان النار، وأمواج أنهار الشراب
يرن في أذني
الشاعر يعلن عن عالم مأساوي، محكوم عليه بالشعر، يقف حاملاً مرايا عاكسة لأجساد اكتست بالألم فوق عناوينها، رجتها خفاقات متحركة في مسارات الكلمة، فكان الاندهاش والإذهال لما لسعهم من خيوط الوهم، بقوله:
إني أذرف الدموع ل (عمر خاوه ر) (1) وطفلة
لكن أنت نوحت ل ( محمد الدره) (2)
أنا وأنت يمكن بالضبط، أن نشترك في لقطة
وهي
أنا إنسان، وأنت إنسان
ولو أن الفارق بين
محاربين متوطنين، عصفوران في غابة من كل الوجوه قليل جداً
ولكن الفرق بين إنسانين، بين ذا أحساسين
بيني وبينك
مرة أخرى ومن كل الوجوه متناقضين
خاصة في الأحوال.. التي تحوم على الأحياء
إذن أنت وأنا
مختلفان بالمرة
_ _ _ _ _ _ _
يمكن في زيارة حديقة
أن تتألق وردة حمراء في ناظريك من بين كل الورود
ولكن من الحماقة .. أن تقطع رؤوس الورود الباقية
بذنب أنها غير حمراء
الشاعر قوباد جليل زاده، يضع في غمار هذا العالم جوانب التحطيم الإنساني، بل أنه يوزع إحباطا، بعناوين ومصطلحات ثيماتها قاتلة لما شاهده وعاناه في ظل ظروف هيمت على الوضع العام لأيام أيضا كانت قاتلة، حتى لو غرس في نفوسنا كثير من المعاني لمفردات متباينة ومشحونة بالرغبة لكشف حقيقة الحلم الذي ذروهُ في سنابل متضمخة بالحنين لتستمر البلابل بالتغريد، إن ما تحمله تلك المصطلحات من شوك يدمى بذنبها بريء، كما ذكر الشاعر( بذنب أنها غير حمراء) إنها إحباط ميثيولوجي، عركها الشاعر قوباد جليل زاده، لكنه لم يتخلى عن الجانب الفلسفي لدخول المنطق، والإطلاع على التنوع في الحياة وما تهبه الطبيعة الإنسانية من قوة في التغلب على هذا التزاوج المطروح، الشاعر قوباد جليل زاده في قصيدته، عمل على تلقيح العقل والقلب بمشايعات الشعور العذب، وقالع للأيديولوجيات المقيتة، تاركاً براكين عقولهم المخمرة بحجم قذائفها، عائداً إلى إنسانيته، بقوله:
مادمت رائحتك غير زكية مثل خصلة شعري
فلا داعي لوجود عملاق مثلك في الحديقة
لو أكن أعلم أن زهرة حلق السبع، تقول لزهرة ( ميناء)
حكما عليك أن تمزقي قميصك
وتلبسي ردائي
ولم اقرأ من ذكريات الطيور
أن تقول ( ره نكا له)
أن السماء وحدها مطمئنة.. بطيران جناحي الملونين
_ _ _ _
حماقة لو قلت لك
لماذا لا تغني بأوتار حنجرة قباد
إنني موجود.. وأنت موجودة
ولكن السر في جمالياتنا.. أنا وأنت
أن لست أنا أنت... لست أنت أنا
الشاعر قوباد جليل، يدعو لحياة بلا ر توش ومجاملات المغرضين الذين يعتمدون التصالب ليخضعوا لذوي السلطات الذين تشب حرائقهم من أظافر حقدهم، الشاعر يملك أبداع مسوغ بألوان الفهم الحاذق لمعرفة الحياة، تمكن بلغته الشعرية أن يقدم لتاريخه أسمى المعاني الخالدة، فيما يقع على الإنسان من فهم وتحليل لمعنى وجوده المتعاظم بالتلاحم الوجداني، دون مغالاة أو غلو، بما عاش من تجارب قاسية أفادته بقيم عالية عبر بها عن مكنون نفسه الثابتة.

الكاتبة / ناقدة من العراق [email protected]

المصدر: كتاب غسق الشفايف الوردية / ص 54 / ترجمة جيهان عمر



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمل ما يزال عالق
- قصيدة فم الغواية
- تمثال الظلام
- مصطبة الأوهام
- استنطاق الخصائص الإنسانية
- قصيدة مهداة للمرأة في يومها العالمي 8 آذار
- مسلة للمرأة في يومها
- السماوي وأسبر.. انصراف متمكن في ؛
- انفعالات تقاوم الريح
- وظيفة الإبداع وإشكالية العصر
- شعلة تنير الأعشاب..
- تحليلات متعالية في محسوس الشعر
- سيمفونية لم تكتب بعد..
- الشعر يطهر المنطق بالوعي
- معاني تسمو رغم قسوة الحياة
- من زوايا أنفاس الموصل
- حضور الغيابات
- المرأة شعرأ تُصالب الزوايا
- بدلة أزرارها مجدولة
- عبر ذكرى


المزيد.....




- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - التصاعد في شمولية الذهن الشعري