أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - تحليلات متعالية في محسوس الشعر














المزيد.....

تحليلات متعالية في محسوس الشعر


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 09:56
المحور: الادب والفن
    



كل معرفة تعتبر تحليل متعالي محكوم للتطور الاجتماعي، ومن مظاهر الواقع غير المحدودة في مفهوم الشعر، والشعراء جلَّ محاولاتهم تقع ضمن صورة تعكس تكنيكياً تطور صيغ الفكر، مما يضع الشعر موضع التفسير التاريخي.
الشاعر ئاوات حسن أمين، وقصيدة (قناعاتي) متلبس بفضاء المعنى، يتدفق من ذاته الحزن، تجربته أكبر من أن تحاك فوق ورق أو تتوهم الحلم، لغته متاخمة لفلسفة المحسوس، يتعهدها لغة تحمل الحكمة، لم يغامر بأطراف هدهدها الخوف، وبصرامة أمتلكها كتب يقول:
-1-
تيقظ .. وميض من الضوء، لا تكفي لمسح وصمة ظلام اللوحة...
شبراً من الأرض. لا يمكنه أن يحتضن كافة فوهات الينابيع...!
وأنتي بهذه العين الواحدة. لا يمكن التطلع إلى المستقبل...!
_ _ _
كتاب ( الترحال) ليس كتابة ذكريات لشخص واحد، احذر..!
الرجل الذي استمر في الرحلة، الرؤيا عنده
القلم الذي كانت تكتب بشكل مستمر، انتبه..!
وحده الذي يفهم ألم القصيدة
التزم الشاعر ئاوات حسن، بكل بساطة تفاصيل اللحظة، كتب قاموس للدقائق الميتة، صاغ من شوك الثواني وفجيعتها، سياجات العمر، بصوت مؤرق كزخات المطر الأسود المتآمرَ، فكتب يقول:
الذي لا يعلم قراءة الكف، أبداً لا يعلم عن مصيره..!
الشخص الذي لا يصادق ضربات قلب المحارة..
أبداً لا تعطي له شرف الألوهية..!
_ _ _
على حافة الاستماع من الحقائق تأمل الله
رفضت الهدنة مع جميع الخضيريات الساحرة واحتضنت وحدة الغابات
وجمعت القبلات التي كانت واقعة على الطرق
وأرسل الفاكس بواسطة الحمامات الحزينة إلى بر اليابسة
كانت مكتوبة فيها:
- الوحدة.. داء فتاك إن لم تتكيف مع النوم
- النوم.. داء فتاك إن لم تتعوج على المطالعة
- المطالعة.. داء فتاك إن لم تعرف المصادر
- إظهار المصادر.. داء عمياء، لأنه محال بدون العين تمص الضوء
الشاعر ئاوات حسن، زرعنا في دروب الأيام المقتولة المتضخمة بالزخارف، زخارف الحرب وطرق سكب مفاهيمها فوق رؤوس الأبرياء، بسريالية دالي، رسم كلمات قصيدته كعنقود غض وطري لكنه لم يؤكل، سحقته الجيوش العمياء، قصيدة (قناعاتي) شكلت تنافر لماضي، وانبثاق لحاضر، لفواصلها منوال مازال قائم لم توضع أوزاره بعد، دَوَّنَ حقيقة مذهلة تفيض بالموت، واقعها حلم بائس أُنتزع من قشور الهذيانات للسلطة، أفق الشاعر متمكنة وهائلة في لملمة نسيج العنكبوت، عمل على حرقه وذر رماده في قلب التاريخ، بقوله:
-2-
صحن من الهم وضعت على سفرة ليلي.. قطرة.. تفك قطرة من الدم
بقدر عين عصفور
والضوء من هناك
( الأمل) يظهر لي.. ولكني لا استفيد من العون؟لا أعلم..!
السراب، خيط يشبه الحياة
لا يبقي لأحد، ماعدا الهم
(كلنا نغرق والناس يسبحون في اليابس) (1)
هكذا الشاعر ئاوات حسن أمين، أنزلنا من هودج الوهم، صعدنا إلى محراب الذبائح، لمساكن العهن وما وشِم بكنه عاهرات المعابد، ونحن معه في جولته، أمضينا وقت من المغامرة الصارخة بكل اللوعة، وأدهشنا بما قدمه من منوال الحدث المر، ومعاني التجربة مرَّ، جنحت بنا لطرق كانت ثم أصبحت في طي العار، لمن كانوا صناعها، ولم يتركوا ورائهم غير إثم أفعالهم، الجولة في قصيدة (قناعاتي) للشاعر ئاوات حسن، متعبة لكن شيقة لمعرفة بعض الأهوال المنسلخة من صوت الطغيان، طغيان الإنسان الجشع.

الكاتبة/ ناقدة من العراق.
المصدر: كتاب غسق الشفايف الوردية/ ص 16 / ترجمة: جيهان عمر.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمفونية لم تكتب بعد..
- الشعر يطهر المنطق بالوعي
- معاني تسمو رغم قسوة الحياة
- من زوايا أنفاس الموصل
- حضور الغيابات
- المرأة شعرأ تُصالب الزوايا
- بدلة أزرارها مجدولة
- عبر ذكرى
- القمر المنشطر
- ثلاث تخطيطات مفتوحة لظلال العالم
- تحية مباركة مع باقة ورد عطره
- قصائِد لا تُحرَقِ
- هرطقة..إمي
- قصص قصيرة جداً
- المرأة ضياء الوطن
- المرأة وفزاعة الحضارات
- مزامير راقصة
- قصص الكترونية قصيرة جداً.
- رغم الخرافة، أحبك
- وهم الدفء


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - تحليلات متعالية في محسوس الشعر