أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - تمحور وظائف الجمال















المزيد.....

تمحور وظائف الجمال


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


تنابزت فلول الحدث وفقاً لما تشير إليه الأسباب، وتم التنفيذ باقتناع نهائي يحمل الإرادة المجتزئة من الأفكار، والتصميم على الفعل، وأصبح الحدث متضمن الإنجاز.
احتشدت الأفكار بين الشاعرة ميادة العاني والشاعر فيصل عبد الوهاب، كلاهما متميز برسم صورة امتلكها عن قناعة بوجوده، الشاعرة ميادة العاني تحمل قصيدة ( ورقة مسافرة) والشاعر فيصل عبد الوهاب يحمل قصيدة ( سأقنع) و (عودة الربيع) الجمالية تقع في النظرة المسلطة على الفكرة المطروحة، استقصيا من دو اخل نفسيهما الإبداع الذي يشكل خصائص فنية خاصة في التنوع القانوني للشعر الحديث المعاصر، فكان لهما اشتغالات على مفهوم النفس والتباعد البصري لحقل النص الشعري، فكانت الشاعرة ميادة العاني متفردة في خلق فكر جديد للتمرد والشاعر فيصل عبد الوهاب نهج في شرعية اختراقه كشوفاً من جوانب النفس الداخلية نازعة تجاه المرارة، لكنه لم يترك أيّْ لذة أحسها خارج تفاعله منسحبة بعيدا عنه، محققاً نظاماً خاصاً في نسج الصورة الرائعة لقصيدته ( سأقنع ) و( عودة الربيع) التي شعر بها، واشعر القارئ أنه أمام وضع عارم من التفكير، والحقيقة هي إشارات في ذات المعنى.

الشاعرة ميادة العاني، تنقب في دبابيس الوجدان، تطمح أن تبقى على بساط الحلم، لا تريد السقوط في أدوات الخط المعاكس، تعلم أن الرجل مثلها في زمننا هو أيضا ضحية الغدر والخيانة، ضمير متيقض مستفز من كل الجوانب، والحياة مثل ورقة مسافرة، تذكر ذلك في عنوانها للقصيدة (ورقة مسافرة) حيث تقول:
في ذروة الحلم !!
تنفجر اللحظات
وتتطاير في السد يم
نكثف الوجود في الأزمنة
ونأمل أن تطول المسافة بين نقطتين
فتكون الرحلة !! أقصر من وميض.
لنشارك الشاعرة ميادة العاني، انثيالاتها وإحساسها الموحد والمتمركز في الإدراك، بدوام المعضلة نجد الشاعرة متفاعلة مع الرمز الشعري في قصيدتها اهتمت بسوسيولوجية الموقف حيث تقول:
ضاع بين طرقات أمل منسي
كارثة تمازجت خيوطها
طويت الأفئدة بين تاريخ
ضلل البداية بعبث النهاية
يوقد حقده
يحقنه بالرضوخ
ويسأل:
أهو الأجدر بالمستحيل
الشاعرة ميادة بجذوة الشعر تتعلق وبأسلوب يحمل سمة المعاصرة، كتبت عن صراع في الأفق يعيش زوابع تثير الاستغراب، معاني مفرداتها تحمل تعريفات منقوعة في قعر المؤثر من الحياة، الشاعرة هنا امرأة تعبر عن معاناتها في مساحة الحلم كما ذكرت في قولها:
في مساحة بين الحلم
والحلم
أمارس عليها دوري
بجدارة
للوقت فرصة للإنعتاق
من سجون الآفلين؟!
لن أنتظر الجواب
كي لا أكتشف كم الغباء
لحظة التصديق
الشاعرة كفراشة تلعب الكراتيه من زمن صبغته الآلام وعتقت لحظات الحياة تلك الآلام الممزوجة بالمنغصات، تجهد الصراخ حتى في وجه الحلم الذي بات هو أيضاً شيء لا يصدق، فتحولت إلى الواقع تعمل على تغيير خارطته المفهومة لديها، بالتمرد والإصرار على نبش العجز الذي سلب ظواهر الحياة المفعمة بالأخلاق والخير وحولتها إلى ممارسات تقوم على سطحه وهو ليس ما يجب أن يكون، بقوة تعمل على أن تكون هي فاتحة الأفق لكل ما هو الجديد بقولها:
لأُلقن الطفولة..
بالاستسلام
وأعلمهم ..
أنَّ اختراق النجم
ترَّهات العاجزين
وأسراب الحمام..
دموع على خد السماء
الشاعرة ميادة تغامر بكل طاقاتها الفكرية والجسدية وتلج في عصر هذا الزمان الذي حوَّلَ كل شيء إلى حالة قلق مستمرة، بقولها:
وأعاود !
لأمارس رذيلة .. التمني
أوصد عيني
أحكمْ إقفالها
فتتسرب إليها قصيدة
الشاعرة ميادة تيار لغتها متماسك يصل أنوف الأولياء، تعمقت في تطهر الروح من تضاريس سكنت نفسها، عالجتها بالتحرر من نار الخوف.

الشاعر فيصل عبد الوهاب، قصيدته (سأقنع..) من وهج اللغة يستحكم ممارسة الشعر، لاجئاً ( للبحر، اللؤلؤ، الورد، الشمس، الريح) كي يصل قلب معشوقته المرأة، ويحرك ذاكرته كالإسطرلاب لتقع البوصلة باتجاه المرأة التي أتعبته، بقول:
( سأقنع البحر أن يجافي غروره)
. . .
(سأقنع اللؤلؤ
أن يتكاثر حول العنق منك والمعصمين)
. . .
(ساقنع الورد
أن ينمو أينما تحلين)
. . .
(سأقنع الريح
أن تسرح شعرك بالحنين)
. . .
(سأقنع الشمس
أن ترخي أشعتها)
الشاعر فيصل عبد الوهاب، اصل كل حركته حسنها، ولشعوره أنها متعالية تشبه الفنار تلفت نظر كل بحار، وهي الحزن المبروم بضياء الأمل بقوله:
الحزن المضيء
أطلقي ضمأيَ
من بين يديك
كرعت رمال الجزيرة
لكن بين يديك شاسعة
وشموسك تشعلني
أبعدي شفتي
عن شفا البدر
ماؤك يشفي غليلي
ويقتلني
هدئي ثورتي
قد أناخت جِمال العشيرة
عند مشارف قلبي
ولا خيمة في المضارب
لا وقد نار
لحظة
قد صنعت رغيفاً
عجنته من نزف جرحي
أما قصيدته الأخرى(عودة الربيع) فالشاعر فيصل عبد الوهاب، يعيش التغيير بحكم القدسية التي تنساب في عمق وجدانه تجاه المرأة فاتحاً واقعه الزمكاني ناثراً من ذاكرته المتهيجة والمتهيبة من المرأة، متعته حضورها الدقيق لحظة الصراع بقوله:
غادرت مقلتيك في المساء
قلت:
عندما يأتي الربيع
أعود
أضرب الخيام
أحلُّ فيك
لكنهم عند السفوح
أوقفوني
جردوني
من فؤادي والعيون
قلت:
سأهتدي اليك
هندما تهب الريح
أو عند عودة الكركي
الشاعر فيصل عبد الوهاب، عذاباته نابعة من شوق كبير لألم سكنه ولم يجد بد غير التعرج في كبح شظيا ذلك الألم على شكل كتل من الجليد المتحجرة في قعر صدره، فوجد المرأة خير ثوب يُلبسه ذلك الألم القاتم ليجمل صيغ الحياة الجافة المواكبة للحظات الإحساس بما يجول في نفسهِ بقوله في المقطعين التاليين:
(فهم عشقوني
ومن فرط ما عشقوني
أغلوا خناجرهم
أطعموها دمي
لا تقولي خبأ موقد النار)
. . .
ولا الكراكي أنجدتني
فاهتديت بالغناء
كانت أغانيك العذاب
بوصلتي
فعدت
والربيع في حضنك
أهداني عطور
بلورة معاني المدلول عند الشاعرة ميادة العاني، والشاعر فيصل عبد الوهاب، السببية في فصل العلاقات الوجودية، الشاعرة تطرح رغبتها في الخلاص من خلال المفردة، والشاعر فيصل يعبر عن كيفية تفهم المستقبل عند إنسان مطعون في أدق لوجوده الإنساني في العيش الحر فوق جذر تنفس فيه أول أنفاسه شاملاً بقصيدته كل معاني الألم ومعاناة الإنسان، مستخدماً في محاولاته اللغة الصارخة في تأويل الحالة المعاشة، ميادة وفيصل إشتغلا اشتغالاً يحمل التساؤل والتفاعل على خط مستقيم واحد من أجل استنطاق الشعور بنحو متمكن وجريء لخلق صورة جمالية تجعل القارئ قادر على فك عوالم النفس ونشرها على سطح المفهوم الشعري وتنظيم خلافاته الموقوتة في عالم الشعر.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبٍ منطوٍ
- حوار ثقافي ادبي مع الشاعر والاديب العربي منير مزيد
- حوار الرباعيات على وجنة البابونج
- ميتافيزيقا التفسير الجمالي
- التجربة الشعرية ووظيفة المضمون
- التصاعد في شمولية الذهن الشعري
- الأمل ما يزال عالق
- قصيدة فم الغواية
- تمثال الظلام
- مصطبة الأوهام
- استنطاق الخصائص الإنسانية
- قصيدة مهداة للمرأة في يومها العالمي 8 آذار
- مسلة للمرأة في يومها
- السماوي وأسبر.. انصراف متمكن في ؛
- انفعالات تقاوم الريح
- وظيفة الإبداع وإشكالية العصر
- شعلة تنير الأعشاب..
- تحليلات متعالية في محسوس الشعر
- سيمفونية لم تكتب بعد..
- الشعر يطهر المنطق بالوعي


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - تمحور وظائف الجمال