أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - حاء














المزيد.....

حاء


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2354 - 2008 / 7 / 26 - 09:24
المحور: الادب والفن
    



(1)

حاءُ الحياةِ حلم ورماد

وتاؤها ألم ونوم ونسيان.

(2)

هي ذي مدن لا معنى فيها

وأخرى لا شمس فيها

وأخرى لا ماء فيها

وحين نصلُ إلى الشيخوخة

نصل إلى مدنٍ لا هواء فيها.

(3)

من المحزن

أن أكتب قصيدتي

قرب شبّاك مقفل

خلفه شجرة تين جرداء.

(4)

وصلتْ حياتي إلى الشاطئ الخمسين

دون أن تجد خرافتها المقدّسة.

(5)

يبدو أن هناك خطأ ما في الرحلة

ربّما كان العنوان مكتوباً بلغة منقرضة

أو كان العنوان بدون نقاط أو حروف

أو كان العنوان تنقصه الفكاهة.

(6)

عجيب هذا الذي يحصل

لقد وُعـِدنا بالكثير:

الشمس،

والحبّ،

والنساء،

والأنهار،

والنار.

لكن حدث أن أُسبدلت الشمسُ بالضباب

والحبُّ بممارسةِ الجنس

والنساءُ بالثرثرة

والأنهارُ بالرمال

والنارُ بالرعب.

(7)

بعد أن عبرتُ الفراتَ ودجلة

والحدودَ والأسلاك

واللامَ والشين

والخوفَ والطمأنينة

والأفلاس والخيانة

والرضا والاحتجاج

أما آن لي أن أستريح قليلاً؟

(8)

أفهم أن تتوقف عيناي عن الرؤية

ولساني عن الكلام

وأذني عن السمع

ولكن كيف يتوقفُ قلبي عن الحلم؟

كيف يتوقفُ قلبي عن خلق الحروف؟

إذن، يا إلهي، كيف يسيرُ الدمُ في جسدي

يا إلهي

يا إله القلب والحلم والحروف؟

(9)

الحياة ُمدّونة من حروف متناثرة

يكرهُ بعضُها بعضاً

ويحسدُ بعضُها بعضاً

ويتآمرُ، في حقد أسود،

بعضُها على بعض.

يا لتعاستي

كيف أحكم مملكة الحروف هذه؟

أنا رجلُ المعنى والسلام

رجلُ الطفولة والطير

رجلُ الفرات ودجلة

رجلُ النقطة.

(10)

هل ينبغي كتابة القصيدة

من الأمام إلى الخلف

أم من الخلف إلى الأمام؟

من اليمين إلى اليسار

أم من اليسار إلى اليمين؟

أم من اليسار إلى اليسار؟

من الثلج إلى النار

أم من النار إلى الماء؟

من الماء إلى الأُم

أم من الأم إلى الأرض؟

من نيويورك إلى بغداد

أم من بغداد إلى الجحيم؟

من الخرافة إلى النقطة

أم من النقطة إلى الجنون؟

(11)

ينبغي على الشاعر أن يتعرّى

يتعرّى تماماً

ليظهر جمال طفولته المعذّب

وطير أبجديته القريب جداً

كغيمةِ تائهةٍ تجلس على سطح الدار.

(12)

باءُ أبي

وميمُ أمي

وياء ُأخي

وواو ولدي

اجتمعوا فكانت قصيدتي

رجلاً يطرق باب الجحيم

وهو يطير من السعادةِ والحبور.



(13)

رغم أنّ الموت الأسود

أكل نقطة َالحياةِ بوحشيةٍ لا تُوصف

فإنّ حاء الحياة بقيتْ حبيبتي.

(14)

نعم

حاءُ الحياة حبّ

رغم الزلازل والفواجع والحروب

هكذا قال الله.

(15)

عجب الحروفيّ من هذه الحاء

فلقد رآها مرّة راقصةً أسطورية

ومرّة رآها توابيت عارية

ومرّة رآها ذهباً، وجمراً، ودموعاً، وسكاكين .

فاحتار.

قيل له: اخترْ لهذه الحاء كلمةً واحدة

ولا تزدْ.

فقال: حاء الحياة......

ومات.

(16)

أظنّ الحروفيّ قال:

حاءُ الحياة حريّة.

أو أنّه قال:

حاءُ الحياة حريق أو حطام.

(17)

حاءُ الحياة حاء

حملها الحسينُ رأساً كرأسه

فوق رأس الرماح

وحاءُ الحياة حاء

حملها الحلاّج

مقصلةً من ذهب

ومسامير نار.


********************************
www.adeb.netfirms.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيس الحروف
- جيم شين
- كلمات
- دمعة مضيئة
- صورة الولد في ورق اللعب
- وحشة الرأس
- زمن أرعن
- خسارات
- (اركعْ) فركعت
- نونيات- المقطع الأخير
- نونيات 27
- نونيات 26
- نونيات 25
- نونيات 24
- نونيات 23
- نونيات 22
- نونيات 21
- نونيات 20
- نونيات 19
- نونيات 18


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - حاء