أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - صورة الولد في ورق اللعب














المزيد.....

صورة الولد في ورق اللعب


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 10:20
المحور: الادب والفن
    



إلى: د. حسن ناظم
(1)

في طفولته

جلسَ في الشارع يستجدي أمّاً.

في صباه

جلسَ في المقهى المقابل للمقبرة

يستجدي أباً

في شبابه

جلس في التاريخ يقلّب السنين

يستجدي جدّاً

وحين شاخ

تذكّر انه لم يلعب القمار أبداً

فقامر ليخسر كلّ شيء:

الشارع والمقهى والتاريخ

الطفولة والصبا والشباب.

(2)

بعد خسارته المرعبة

فتّش جيوبه تحت شمس الغروب الكبيرة

فوجدها فارغة ًمن كلّ شيء

إلاّ من صورة الولد في ورق اللعب

صورة الولد التي، ربما، دسّها الدهر

في جيبه المتشظّي

ليعمّق خرابه وزلزاله.

( (3

كان الولدُ جميلاً

فقطع من أجله الصحراء الكبرى

ليراه.

نعم، كان أجمل من دمعة ملاك.

وحين كبر الولد

تغّير كلّ شيء.

قيل له إنّ الولد هو الشيطان

إنّ الولد هو الشين

هو النون

هو النقطة.

(4)

الولد قال

قال الولد:

إنّ مَن تجلس بجانب الملك

لا تستحق ذلك

لانها تلعب لعبة الآه

وقال: إن مَن تجلس تحت قدم الملك

لا تستحق ذلك

لأنها تلعب لعبة التعرّي

وإنّ مَن يحمل مروحةَ الملك

ويسوق عربته

لا يستحق ذلك

لأنه يعرف انّ الهواء فاسد ولا يتكلم

ويعرف انّ العربة ترجع إلى الوراء فقط

ولا يرفع الشارع من الخلف

وقال الولد

وقال.

(5)

قيل انّ الولد بدعة

والولد ضلالة

والولد هلاك مبين

مادمنا نركب السفينة الخطأ

في البحر الخطأ

في الاتجاه الخطأ

ذاهبين إلى شمسِ الخيانةِ والنحاس

لا شمس الطمأنينة والذهب.



(6)

ما الذي جعلني أصدّق بما قال الولد؟

كان الولد جميلاً

يضع على رأسه تاجَ الشباب

ولؤلؤةَ المعنى

وساعة بلا عقارب.

كان الولد صادقاً كالسيف

كالسيفِ الذي قطع رأس أجدادي

ورأس حلمي

ورأس حرفي ونقطتي.

(7)

إلى أين المسير الآن؟

هل كان الولد يكذب أم يبالغ؟

هل كان الولد يحلم ويهذي؟

أم كنت أنا مَن يحلم ويهذي؟

هل إنّ الولد في ورق اللعب حقاً؟

أم إنّ اللعب في صورة الولد؟

من منّا الولد، ومن منّا الأب؟

هل إنّ الولد هو الأمير؟

هذا ما أقوله بالتأكيد

وأقول كلمة ًواحدة:

الولدُ هو ما تبقّى لي

بعد أنْ خسرتُ كلّ شيء

الولد هو المنفى

المنفى الذي أراه الآن

من شرفتي الملكية

المحاطة بالنار والشتائم والحشود العارية

المنفى الذي أراه

دون عينين

دون شفتين

المنفى الذي تتدحرج أحجاره

ببطء وألمٍ عظيمين.

**************************
www.adeb.netfirms.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحشة الرأس
- زمن أرعن
- خسارات
- (اركعْ) فركعت
- نونيات- المقطع الأخير
- نونيات 27
- نونيات 26
- نونيات 25
- نونيات 24
- نونيات 23
- نونيات 22
- نونيات 21
- نونيات 20
- نونيات 19
- نونيات 18
- نونيات 17
- نونيات 16
- نونيات 15
- نونيات 14
- نونيات 13


المزيد.....




- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - صورة الولد في ورق اللعب