أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دانا جلال - العمامة المعقوفة















المزيد.....

العمامة المعقوفة


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 725 - 2004 / 1 / 26 - 05:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر العلاقة بين النظام الرأسمالي والفاشية من اكثر العلاقات تعقيدا في السياسة الدولية فهي تأخذ طابعا توافقيا حينا وطابعا عدائيا احيانا اخرى وما يحدد نوع العلاقة ليست  بعوامل ايدولوجية او طبقية بمقدار ما لقوة حركة الطبقة العاملة العالمية وطليعتها السياسية  (الاحزاب الشيوعية والعمالية )  من تأثير في طبيعة تلك العلاقة واتجاهاتها .
ففي فترات المد الشيوعي واليساري في اوربا لجأت البرجوازية كطبقة والرأسمالية كنظام بدعم الاحزاب الفاشية لوقف المد الشيوعي ( المانيا ، ايطاليا ، اسبانيا ، اليونان ) كنماذج لشكل العلاقة التوافقية . ولكن تصاعد وتيرة الحرب الباردة بفعل عوامل داخلية  يتعلق بتناقضات جوهرية بين النظامين ونشؤء وتطور حركات التحرر الوطنية في قارات الثورة الثلاث اسيا ، افريقيا ،اميركا اللاتينية واتخاذها توجها ماركسيا في اغلب الاحيان قد نقل ساحة الصراع الى القارات الثلاث فلجأت الرأسمالية الى استخدام نفس السلاح وذلك بدعم وخلق انظمة فاشية لمواجهة المد اليساري وتنوعت اشكال الفاشية في تلك القارات تبعا لظروف كل بلد ، فقد لجأالاميركان الى العسكر في تشيلي لاسقاط الراحل سلفادور اليندي واستخدموا الدين بل اشد العناصر رجعية في الدين وذلك بخلق ما سمي انذاك بالمجاهدين الافغان وفي العراق استفادوا من ورقة القومية بدعم حزب البعث الفاشي لمواجهة اليسار العراقي ، ولكن انهيار المعسكر الاشتراكي الذي ما كان اشتراكيا الا بهذا القدر اوذاك وما نتج عنه من زوال الحرب الباردة بين القطبين وبروز القطب الواحد في النظام العالمي الجديد الذي يحدد ملامحه واتجاهاته الولايات المتحدة الاميركية التي بدأت توجها جديدا في استراتيجيتها تتمثل بازالة كل الفاشيات التي كانت صنيعتها وخير من خدم مصالحها بانظمة قادرة على البقاء بشكل اكبر وقادرة على مواجهة اليسار بشكل افضل ، فلجأت الى دعم التوجه الليبرالي او الديموقراطي على حد تعبير البعض في اجزاء كثيرة من العالم ، ويجب الاعتراف بأن هذا التوجه الجديد يتطابق مع مصالح الغالبة العظمى من ابناء الشعوب المكتوية بنار الفاشية وخاصة في هذه المرحلة وهذا يفسر الاختلاف بين مواقف اليسار وخاصة اليسار التقليدي في العراق الداعم لاسقاط الفاشيةمع اليسار العالمي المعادي لاميركا.
ان التوجه الاميركي وان نجح ولو بشكل مؤقت في افغانستان يعيش مأزقا كبيرا في العراق لاسباب عديدة اهمهاالدورالتاريخي للاحزاب السياسية الفاعلة في العراق في خلق روح العداء لما هو امريكاني فاليسار بدأ التوجه ليكمله التوجه القومي وليصعده التوجه الديني المتنامي في العراق.
ان اسقاط الفاشية كان نصرا كبيرا للشعب العراقي ولايقلل من ذلك الانتصار الدور الانكلو اميركاني في ازاحة الصنم ولكن هل سينصب تمثالا اشد دموية وفاشية من الصنم القديم ؟
ان تطور الاحداث يجعل كل التوقعات ممكنة بما فيها حكم فاشي لايحمل شعاره ورمزه المتمثل بالصليب المعقوف وذلك لكون المجتمعات الاسلامية بعيدة عن فكرة عقف الصليب فالاحتمال الوارد هو العمامة المعقوفة او الملفوفة اكانت سوداء ام بيضاء .
ولكن ماهي اهم الملامح السياسية للعمامة المعقوفة  ومواقفها الطبقية والسياسية والاجتماعية في العراق؟
1- الموقف الطبقي : - ان الموقف الطبقي للعماممة المعقوفة وبحكم الدور التأريخي للطبقة التجارية في دعم المؤسسة الدينية المعممة سيقف بالضد من مصالح الطبقة العاملة واحزابها السياسية ونقاباتها العمالية ويمكن الاعتماد على مواقفها اليومية من حركة الطبقة العاملة العراقية الذي تطابق مع الموقف الاميركي ففي الوقت الذي تعرض ممثلي جمعية العاطلين عن العمل للاعتقال والتهديد من قبل انصار العمامة بكافة الوانها ، فانهم تعرضوا لاطلاق النار من قبل القوات الاميركية .
2 – الموقف الاجتماعي : - ان شهر واحد من شبيه الحكم وليس الحكم الحقيقي المطلق الصلاحيات وبمؤامرة اشار اليها بعض اعضاء مجلس الحكم ابدع حكم العمائم بايجاد مصطلح جديد في عالم السياسية فقد اوجدوا بعد انتهاء دور العسكر بالقيام بانقلابات عسكرية او انقلاب القصر فقد قاموا (  بانقلاب المجلس ) وذلك بتمرير اشد القوانين رجعية ولاانسانية بحق المرأة العراقية من خلال الغاء قانون الاحوال الشخصية التقدمي الذي شرع في زمن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ولم يجرأ فاشية وتخلف النظام البعثي من الغاءه ، ولكن شهر واحد من شبيه الحكم كان كافيا ليكشفوا عن وجههم المعادي للمرأة بالغاءهم القانون القديم الجديد بقانون 137 الجديد القديم
3 – الموقف من الديموقراطية : - وبقدرة قادر يتحول اصحاب العمائم الى اشد المنادين للديموقراطية والاستفتاء الشعبي العام متناسين طروحاتهم اليومية بدستور اسلامي يكفر غير المسلمين ويلغى فيه ابسط اشكال الديموقراطية . ان الاستفتاء الشعبي وفي هذه المرحلة غير ممكنة لاسباب عديدة اشار اليه العديد من الاحزاب السياسية العراقية التي ترى بان العامل الامني ووجود اكثر من 4 ملايين عراقي في المنفى ومايزيد عن نصف مليون كوردي فيلي مهجر لايملكون البطاقة التموينية الذي يعتمده الاسلاميين للانتخابات والذي يهدف الى الغاء اصوات ومن ثم وجود تلك الاعداد الكبيرة من العراقيين في المنافي والمهاجر .
ان الدستور هو الذي يحدد مواعيد الانتخابات ولكن عم وجود الدستور المعتمد حاليا لايعطي حقا لاي شخص ان يمثل دور الدستور ، ان المعترضين للانتخابات في هذة المرحلة يمكنهم ان يرفعوا شعار الاستفتاء الشعبي حول ( هل يمكن القيام بالانتخابات العامة في هذة المرحلة ؟)
4 –الموقف من قضية الشعب الكوردي : - ان العنصرية اهم ملامح  حكم العمامة اكانت بيضاء ام سوداء عبر تأريخها الدموي مع الشعوب الغير عربية ولكن الغريب ان نفس المنطلقات مازالت وبنفس الاساليب تمارس بحق الشعوب الغير عربية وخاصة بحق الكورد فموقف الاحزاب المعممة من القضية الكوردية والفيدرالية لايختلف عن الموقف السابق للنظام الفاشي وعن اكثر الاحزاب الشوفينية معاداة للكورد فمهزلة فيدرالية المحافظات مهزلة بكل المقايس القانونية والفكرية عدا كونها مهزلة في الحياة السياسية العامة اذا ما طبق ويغالي الفكر المعمم في عداءه للكورد وفي تخريجاته التي تمثل مهزلة في الفكر السياسي فها يعرضون افكارهم عن مطالبة الشعب الكوردي بحقوقه القومية ويطرحوها لاستفتاء كل العراقيين ليصبح لابن العوجة الرأي بمسألة حقوق الكورد ، ان هذا الطرح لايختلف عن الطرح الذي يدعوا لابن راوة والفلوجة في تحديد المرجعية عند الاخوة الشيعة .
5 – الموقف من الديانات الاخرى :- ان الاخبار المتواردة من الجنوب العراقي واجزاء كبيرة من مدينة بغداد تتحدث عن حملة معادية ضد الاخوة المسيحيين والتدخل في شؤنهم الدينية والدنيوية مما جعل البعض منهم الانتقال الى كوردستان العراق ، ان تعامل المذاهب المختلفة ضمن الدين الاسلامي الواحد الذي يصل الى حد تكفير البعض للاخر فيه الارضية الفكرية التي ستعمل على الغاء الاخر وبالاخص من العراقيين من الديانات والطوائف الاخرى
ان خطر العمامة المعقوفة اكانت سوداء ام بيضاء خطر جدي وانها بدأت بالالتفاف حول رقاب المرأة ، الديموقرطية ، غير المسلمين ، اختلاف المذهب ، الكورد ،اليساريين
وبدون تعاون وتوحد الجميع فأن الخطر قادم



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل برلمان وحكومة كوردستانية
- جمهورية الحجاب
- قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج 2
- قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج1
- قاسم لم يقتل وصدام لم يعتقل
- الشيوعيون ومفهومي (الزمان والمكان) النضالي
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني/ج الاخير
- بيان شوفيني وتهديدغير ديموقراطي في بيان التيار الوطني الديوق ...
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني ج2
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني - ج1
- شذوذ سياسي وبطل التحرير القومي ينتظر من يحرره!
- أينما نضع اقدامنا يكون المنفى
- تحية واحترام بمناسبة اكمال العام الثاني لحوارنا المتمدن الذي ...
- زنادقة ام ثوار
- الى الاستاذ زهير كاظم عبود .. دعوة للتواصل والضحك
- حدود الحرية ... خطوة الى الامام وخطوتان الى الوراء
- نزعات عنصرية في الفكر والحياة الاسلامية - الجزء الاخير
- نزعات عنصرية في الفكر والحياة الاسلامية - الجزء الاول
- ملفات امنية
- مساحة الحرية في النص الديني ج2


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دانا جلال - العمامة المعقوفة