أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دانا جلال - قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج1














المزيد.....

قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج1


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 04:46
المحور: القضية الكردية
    


         كان المشهد السياسي في عراق 1970 بحاجة الى تخفيف مسارات وامتدادات السياسة التي اتخذت مدياتها القصوى وباشكالها العنيفة من خلال حرب الابادة الشاملة تجاه الشعب  الكوردي ، فبعث 1968 العائد ثانية بقطار اميركي وبمعارضة شعبية تؤرقها ذكريات مجازر بعث 1963 كان بحاجة الى تهدئة الاوضاع عسكريا وسياسيا من اجل تثبيت سلطتها السياسية ، وبالمقابل كانت قيادة الحركة القومية التحررية الكوردية بحاجة الى اعتراف رسمي بها وبحقوقها القومية في اطار قانوني فتم الاتفاق بين الطرفين في 11 اذار 1970 على وقف القتال ووضع جدول زمني لتطبيق الحكم الذاتي في منطقة كوردستان العراق على ان تعلن في 11 اذار 1974 الصيغة النهائية التي تشمل الحدود الجغرافية لمنطقة كوردستان المشمولة بالحكم الذاتي وصلاحيات الاقليم . وكانت الفترة الممتدة من اعوام 70 – 74 فترة لتقوية المركز التفاوضي لكل طرف من خلال التاثير في العوامل الدولية والاقليمية والمحلية لصالحها ،حيث تمكن البعث من استغلال رائحة البترول الذي اصبح اكثر تاثيرا في المصالح والسياسات الدولية من بريق الذهب حتى في قلاع الاشتراكية . اما  التاثير في العامل الاقليمي فان البعث لم يكون بحاجة الى بذل جهد كبير للتاثير فيها لاشتراك العامل الاقليمي بعداء مطلق للحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي كمشترك يوحد الدول التي تقتسم اراضي كوردستان رغم اختلافها في الموروث التاريخي والثقافي وصراعها على الحدود وتقاسم مصادر المياه ، اما داخليا فتمكن البعث من تصوير عمليات بناء راسمالية الدولة بانها عمليات للتحول الاشتراكي ساعده في ذلك التوجه السوفيتي بدعم ماكانت تسميه الدور التقدمي للبرجوازية الصغيرة وامكانية تحولها الى الاشتراكية في صراعها مع الراسمالية العالمية فترة الحرب الباردة ، كل تلك العوامل جعلت من قيادة الحزب الشيوعي العراقي اضافة لتوظيفها نتيجة صراعها مع الاتجاه الاكثر ثورية في الحركة الشيوعية العراقية ( الحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية ) ليتم  الاعلان عن الجبهة الوطنية والقومية التقدمية وليتمكن البعث من خلالها تحييد اليسار العراقي الذي كان في حلف استراتيجي مع الحركة التحررية الكوردية .
اما قيادة الحركة القومية الكوردية المحكومة بالعامل الجغرافي بكون الكورد اكبر ضحاياه عبر العصور فلم يتمكن من التاثير في العامل الاقليمي والذي كان المحدد بشكل كبير للمواقف الدولية وموقفها من القضية الكوردية لاسباب يتعلق بتاقض مصالح تلك القوى الاقليمية بحل المشكلة الكوردية وحصول الكورد على حقوقهم القومية ، اما العامل الداخلي والذي كان يفترض بالقيادة  الكورديةان تعد له بشكل جيد قد فشلت في ذلك نتيجة لاخطائها و اخطاء قيادة اليسار العراقي  الذي ادى الي فقدان الحركة الكوردية لحليفها الاستراتيجي المتمثل باليسار العراقي وفي نفس الوقت خسارة اليسار العراقي لعمقها الاستراتيجي المتمثل بالحركة الكوردية . اذن كانت الامور اثناء مناقشة الصيغة النهائية وتحديد الحدود الجغرافية للمناطق المشمولة بالحكم الذاتي وصلاحياتها كالتالي: -
1-  عدم تعارض المواقف الدولية مع سياسات النظام العنصرية تجاه الشعب الكوردي واستخدامها العنف كحل للمشكلة .
2- موقف اقليمي موحد بدعم النظام وسياساته تجاة الكورد والحركة القومية الكوردية.
3 – وجود الصراع بين المعسكرين الراسمالي والاشتراكي على الصعيد الدولي.
4 – وجود عنصر اقليمي فعال ضمن العناصر الاقليمية المتداخلة في الشأن الكوردي والمتمثل بايران النظام الشاهنشاهي المنفذ للسياسة الاميركية في المنطقة.
5 – عدم بروز القضية الكوردية كقضية دولية ومشكلةلابد من حلها من اجل تحقيق السلام العالمي.
6 – نظام فاشي متحكم بعصب الحياة الاقتصادية والسياسية والامنية في العراق.
7 – قيادة الحركة الكوردية بشكل عام من قبل حزب قومي واحد.
لقد تمكن النظام من الاستفادة من الظروف السياسية محليا واقليميا ودوليا من اجل المناورة السياسية وكان هدف النظام هو تجريد جزء مهم من الجسد الكوردستاني المتمثل بمدينة كركوك الكوردستانية جغرافية و(الكوردية – التركمانية – العربية ) تكوينا اضافة الى اجزاء مهمة من اقليم كوردستان تقع في محافظتي ديالى والموصل وتشويه مفهوم الحكم الذاتي  . فتمكن النظام من قمع الحركة القومية الكوردية عام 1975 ولو الى حين حيث بقيت الحركة تقاوم وحيدة لاتملك غير الدم والحلم الذي لايموت ولتنتهي الثورة حاملة ذكريات اليمة واسماء لاينساه الكورد مثل هنري كيسنجر وشاه ايران وهواري بومدين وذكريات في الذاكرة الكوردية نعيدها هذه الايام في زمن مختلف وظروف مختلفة واسماء مختلفة ويرتسم السؤال :-
 هل  ان احداث اذار1975 لن تتكرر لاختلاف الظروف الدولية والداخلية رغم بقاء المطلق الاقليمي معاديا لابسط المطاليب القومية المشروعة للشعب الكوردي؟
ان احداث السنوات السابقة اكدت ان ثمن قمع الحركة القومية الكوردية وانكار الحقوق المشروعة للشعب الكوردي ضمن العراق الموحد كان غاليا فضفاف شط العرب واثار 8 اعوام من الحرب المجنونة مع الجارة ايران كان ثمنا دفعه النظام فهل يفكر البعض بطريقة مشابهة وما الثمن الذي سيدفعه ولمن ؟

                                                                                



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاسم لم يقتل وصدام لم يعتقل
- الشيوعيون ومفهومي (الزمان والمكان) النضالي
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني/ج الاخير
- بيان شوفيني وتهديدغير ديموقراطي في بيان التيار الوطني الديوق ...
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني ج2
- من اجل علمانية تنتقد زوايا المثلث الديني - ج1
- شذوذ سياسي وبطل التحرير القومي ينتظر من يحرره!
- أينما نضع اقدامنا يكون المنفى
- تحية واحترام بمناسبة اكمال العام الثاني لحوارنا المتمدن الذي ...
- زنادقة ام ثوار
- الى الاستاذ زهير كاظم عبود .. دعوة للتواصل والضحك
- حدود الحرية ... خطوة الى الامام وخطوتان الى الوراء
- نزعات عنصرية في الفكر والحياة الاسلامية - الجزء الاخير
- نزعات عنصرية في الفكر والحياة الاسلامية - الجزء الاول
- ملفات امنية
- مساحة الحرية في النص الديني ج2
- 1مساحة الحرية في النص الديني ج
- الى اعضاء مجلسى الحكم مع التحية
- التعذيب عبر التاريخ
- الزيباري ينهي سياسات العلوج


المزيد.....




- تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأس ...
- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دانا جلال - قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج1