أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - مساحة الحرية في النص الديني ج2















المزيد.....

مساحة الحرية في النص الديني ج2


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 620 - 2003 / 10 / 13 - 03:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ان جوهر الاضطهاد القومي هو الاضطهاد الطبقي ويتجسد هذه الحقيقة من خلال تحليل ماذكره الماوردي في كتابه الاحكام السلطانية ص 126 حينما يميز ما بين الجزية والخراج ويحددها ب1 - يعتبرالجزية نص والخراج اجتهاد 2 - اقل الجزية مقدر بشرع واكثره مقدر باجتهاد 3 -الخراج اقله واكثره مقدر باجتهاد 4 -الجزية يؤخذ مع بقاء الكفر ويقسط بحدوث الاسلام والخراج يؤخذ مع الكفر والاسلام . ان السؤال المطروح هو سر تقسيط الجزية وبقاءه بحدوث الاسلام ، ان الخليفة الثاني عمر بن خطاب يجيب على تساؤلاتنا من خلال وصيته الاخيرة والمذكوره في طبقات ابن سعد 3 / 243 ( اوصيكم بكتاب الله لن تضلوا ما اتبعتموه ، اوصيكم بالمهاجرين ... واوصيكم بالانصار ، واوصيكم بالاعراب ... فأنهم اصلكم ومادتكم .. وفي رواية اخرى ، فأنهم اصل العرب ومادة الاسلام ، واوصيكم بأهل الذمة فانهم ذمة نبيكم وارزاق عيالكم ) واهل الذمة   بمعناه اللغوي ( العهد ، الامانة ، الكفالة، القوم المعاهدون ) اما معناه الاصطلاحي فقد عرفه الغزالي ( كل كتابي ونحوه عاقل بالغ حر ذكر متأهب للقتال قادر على اداء الجزية ) ( الوجيز /الغزالي 2 /198 ) وعرف البهوتي الحنبلي عقد الذمة ( اقرار الكفار على كفره ) ويشرح ابن القيم معنى اهل الذمة ب(( الكفار اما اهل حرب واما اهل عهد واهل العهد ثلاثة اصناف ( اهل ذمة ، اهل هدنة ، اهل أمان ) )) . لقد اتفق الفقهاء على موضوع الجزية وان اختلفوا  في اشتقاقها و تعريفها ومقدارها ، فقد اشتقها القاضي في الاحكام السلطانية( من الجزاء ، اما جزاء على كفرهم ) ، اما صاحب المغني فقد اشتقها من الفعل جزى يجزي : اذا قضى الله تعالى : واتقوا يوما لاتجزي نفس عن نفس شيئا . حيث تقول العرب جزيت ديني . اذا قضيته . وقد اختلف العلماء والفقهاء على مقدار الجزية فمن قدره ولايجوز الزيادة والنقصان فيه وهو قول ابي حنيفة والشافعي لان النبي فرضها مقدرة ، بقوله لمعاذ ( خذ من كل حالم دينار ، او عدلة مغافر )  . اما الاتجاه الثاني في تقدير الجزية فقد اشاروا الى عدم تقديرها واعتبار الامر تابع لتقدير واجتهاد الامام وهذا الراي يعتمد على قيام الرسول بفرضها على اهل اليمن بدينار ومصالحة اهل نجران على الفي حلة ،ويستشهد اصحاب هذا الراي بنصوص عديدة منها ما ذكره البخاري ( قال ابن عيينة : عن ابي نجيح قلت لمجاهد : ما شأن اهل الشام عليهم اربعة دنانير  ، واهل اليمن عليهم دينار ؟ قال : جعل ذلك من اجل اليسار ولانها عوض فلم  تقدر كالاجرة . اماالاتجاه الثالث فقد قدروا اقلها بدينار ولم يحددوا الزيادة باعتمادهم على ما قام به عمر بن خطاب بتقسيم الجزية الى ثلاثة طبقات حسب الوضع الاقتصادي للذمي( فجعلها 12 درهم على الفقير و24 درهم على المتوسط و48 درهم على الغني ) ، ( الدينار = 12 درهم) ولكن ماحكم من لايدفع الجزية وبغض النظر عن الاسباب ؟ ان وضوح النص الديني في مسألة العقوبات لايفتح اي مجال للنقاش حيث يهدد مانع دفع الجزية بالقتل ( وقاتلوا الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية وهم صاغرون ) التوبه 29 . ان اعطاء الهوية السلبية لغير المسلمين اعتمادا على النص الديني امتهان لكرامة الانسان وحرية المعتقد وخاصة اذا ما رافقها عملية الغاء الهوية وامتهان لكرامته والذي نجده واضحة في الشروط المستحقة والمستحبة في عقد الذمة الذي يوجزه الماوردي ب1. تغيير هيئاتهم بلبس الغيار وشد الزنار 2 . ان لايعلون على المسلمين بالابنية 3 . ان لايسمعونهم اصوات نواقيسهم ، وتلاوة كتبهم 4 . لايجاهروهم بشرب خمورهم ولا باظهار صلبانهم وخنازيرهم 5 . ان يمنعوا من ركوب الخيل ( راجع احكام الماوردي ص 145 . وكانت الجزية تؤخذ باشتراط اذلال الذمي فقد ذكر ابو يوسف  ( ينبغي ان تختم رقابهم في وقت جباية الجزية حتى يفرغ من عرضهم ، ثم تكسر الخواتيم ) ( الخراج ابو يوسف ص127 و فقيه الملوك مفتاح الرتاج 2 /125  .  وقد وصف ابو يوسف قاضي بغداد في زمن الرشيد بابلغ صورة ادبية  مارافق جباية الجزية والخراج من امتهان لكرامة الانسان (  فانه بلغني انهم يقيمون اهل الخراج في الشمس ويضربونهم الضرب الشديد ويعلقون عليهم الجرار بما يمنعهم من الصلاة ) ( كتاب الخراج 131 )، ويقول البلاذري ( وهنالك بعض روايات متفرفقة تشير الى ان اهل الذمة كانوا في بعض الاحيان يدفعون بأولادهم كجزية او تسديدا عن الجزية 1/ 264 -265. ان الروايات التاريخية تذكر ان عمر بن خطاب قد اوقف حكم قطع يد السارق في زمن القحط وانه اوشك ان يبدع نصا  يحاكي النص الديني ( لقد هممت ان اكتب في الامصار بضرب الجزية على من لم يحج ممن يستطيع اليه سبيلا ) الغزالي / احياء علوم الدين ص 321 ، ان توجية النص الديني الى اقص اليمين بل التفكير بخلق شبيه النص الديني كان اسهل من التعامل مع الاخر والاعتراف به لان الغاء الاخر واعطاءه الهوية السلبية يخدم الطبقات الغنية في الجزيرة العربية، لان احد اهم اسباب الفتوحات كانت لدوافع اقتصادية هدفها جمع الاموال وسبي الذراري ، ففي حملة سلمة بن قيس الاشجعي على الاكراد يورد ابن كثير والطبري ما يلي ( خبر سلمة بن قيس الاشجعي والاكراد: بعثه عمر على سرية ووصاه بوصايا كثيرة فسار فلقوا جمعا من المشركين فدعوهم الى احدى ثلاث  ، فأبوا أن يقبلوا واحدة منها ، فقاتلهم ، فقتلوا مقاتليهم وسبوا ذراريهم وغنموا اموالهم ، ثم بعث سلمة رسولا الى عمر بالفتح والغنائم ( تاريخ ابن كثير / التفاصيل في تاريخ الطبري 4/ 186 : 190 ، 133 لانعرف طبيعة الوصايا التي اعطيت لسلمة الاشجعي ومقدار انطلاقها من النص الديني باتجاة اليمين والتي انتهت فيخزائن الجزيرة العربية ولكن الاكيد اننا نعرف ان البديل عن الخيارات  الثلاثة الذي عرضة الاشجعي ومن شابهه على الاكراد  وعلى الشعوب الاخرى والمتمثلة (بالاسلام او الجزية اوالقتل ) هو البديل الرابع الذي يستند على الاعتراف بالاخر واحترام افكاره وطريقة حياته ، وما زال الخيار الرابع مطروحا على الكثيرين ممن يستندون على الخطاب أكان دينيا ام سياسيا

دانا جلال / السويد



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1مساحة الحرية في النص الديني ج
- الى اعضاء مجلسى الحكم مع التحية
- التعذيب عبر التاريخ
- الزيباري ينهي سياسات العلوج
- ذهنية التحريم (( تحريم الذهن )) ج الاخير
- ذهنية التحريم (( تحريم الذهن )) ج2
- ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) ج1
- كوردستان الوطن المجزأ واشكالية الهوية ج2
- كوردستان/ الوطن المجزأ واشكالية الهوية ج1
- مسيرة الالف جريمة تبدأ بخطوة معاداة الشيوعية
- تشكل القزح في عالم رزكار
- الشوفينية ان كانت عربية او كردية فهو مرض يصيب الانسان بعمى ا ...
- فاشيون في فضاءات النكتة العراقية
- النكتة السياسية مملكة الحرية في زمن الفاشية/ج الاخير - حرب ا ...
- النائب رئيسا
- النكتة السياسية مملكة الحرية في زمن الفاشيةج3
- النكتة السياسية مملكة الحرية في زمن الفاشية
- حول اعمال السرقة .....دفاعا عن الشعب العراقي
- العراق....فيك اجتمع التناقض وافترق الترادف
- جراحات الكرد ومؤتمرات القمة العربية والاسلامية


المزيد.....




- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...
- -بالعربي والتركي-.. تمزيق 400 ملصق للحزب الديمقراطي المسيحي ...
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تصدر بيان ...
- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...
- فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية
- المجلس اليهودي الأسترالي يتضامن مع مظاهرات طلاب الجامعات الد ...
- طالبة أمريكية يهودية ترفع دعوى قضائية ضد جامعتها المتهاونة م ...
- -نيتسح يهودا- - هل تعاقب واشنطن وحدة عسكرية إسرائيلية لأول م ...
- السلطات الفرنسية تحذر من خطر إرهابي كبير خلال فترة الأعياد ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - مساحة الحرية في النص الديني ج2