قراءة في مستقبل القضية الكوردية في العراق ج 2

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 715 - 2004 / 1 / 16 - 07:09
المحور: القضية الكردية
    

       العامل الاقليمي
ان الازدواجية في السلوك السياسي احد اهم سمات الانظمة القمعية في العالم الثالث فهي تملك قدرة غريبة بالتنازل المهين للقوى الخارجية دون تردد ، مقابل عدم التفكير ولو للحظة واحدة بالتنازل عن جزء من تركز وتمركز سلطتها لصالح شعبها ومؤسساته المغيبة ، ويعتبر سلوك البعث في العراق اعوام 1975 و1991خير مثال لازدواجية الانظمة القمعية وقدرتها على التنازل عن اجزاء من الوطن . ويمارس الوجه الاخر لعملة البعث في سوريا نفس السلوك ففي اول زيارة لرئيس سوري لانقرة لم يتناول بشار الاسد ملف الاراضي السورية المحتلة من قبل تركيا ولا المياه الدولية المقطوعة عنها ناهيك عن الحلف الاستراتيجي بن تركيا واسرائيل ، بل تناول الاسد الابن الملف الكوردي في العراق كمدخل لاجهاض المشروع الديموقراطي للعراق والفيدرالي لكوردستان العراق . ان الاجتماعات الدورية لوزراء خارجية تركيا وايران وسوريا وعراق صدام حسين يؤكد ان العامل الاقليمي كاحد المحددات التي تؤثر في القضية الكوردية مازال وسيبقى مطلقا في عداءه للكورد وحقوقهم المشروعة متخذة سياسة الارهاب والقمع دون رادع وفي افضل الاحوال يمكن للعامل الدولي من كبح جماح العوامل الاقلمية وبالاخص اذا تناقض موقف احد تلك الدول مع المصالح الاستراتيجية للقطب الاوحد الذي يتحكم بشكل كبير في تحديد مسار التوجه الراسمالي ورسم استراتيجيتها . ان العوامل الاقليمية تتباين في قدرتها بالتاثير في الملف الكوردي حيث كانت ايران ولحين سقوط النظام   الشاهنشاهي اكثر القوى الاقليمية تأثيرا في الملف الكوردي بل في تنفيذ المخططات الاميركية في المنطقة ، ولكن سقوط النظام الشاهنشاهي جعل من تركيا تحتل الاولوية في السياسات الراسمالية وتنفيذ المصالح الاميركية وما ساعدها هو الجوهر الايديولوجي المستند على الارث الاتاتوركي في اي حكومة تحكم في انقرة بموافقة العسكر ، والدور التركي رغم تنفيذه للمصالح الاميركية في المنطقة يبقى تاثيرة في التدخل في الشأن العراقي والكوردي محكوما بالجرائم الذي ارتكبه العثمانيين ومن سبقهم عبر الغزوات المدمرة على العراق . اما في كوردستان العراق فيعتبر محدودية نفوذ وقوة الطورانيين رغم خطورة دورهم احد اهم عوامل الضعف التركي لذا فان الاتراك لايجدون غير التدخل العسكري المباشر في العراق وبالاخص في كوردستان العراق ولكن هذا التدخل سوف يفكر به الاتراك مليون مرة لابسبب الموقف المعارض لاميركا فقط بل لان الاتراك يعرفون جيدا ان العراق ليست قبرص وان شمالها ليس الجزء التركي من قبرص ، اما العامل الايراني  والسوري المرشحان اميركيا للتغير بعد صدام حسين فانهم يعملون على زعزعة الاجواء الامنية بغية تحويل العراق لمستنقع اميركي ، لان ولادة العراق الديموقراطي والفيدرالي سيغير من الخارطة الجيو سياسية في المنطقة ،ورغم الموقف الدفاعي الظاهر لايران فان الدور الايراني قد يتعاظم في الشان العراقي لقدرة ايران في تحريك العناصر اكثر تطرفا ورجعية ان لم نقل الاكثر شوفينية ، وما شعارهم ( لا اله الاالله كوردستان عدو الله ) الذي رفعوها بمشاركة بقايا البعث وايتام اتاتورك الا بداية لتحويل الصراع من صراع بين الشعب الكوردي المتحالف مع اليسار والقوى الديموقراطية  العراقية مع النظام الى حرب اهلية يمكن منعه من خلال تلاحم قوى شعبنا العراقي بعربه وكورده واقلياته المتاخية .

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل