أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حذام يوسف طاهر - الاشجار تحب بصمت














المزيد.....

الاشجار تحب بصمت


حذام يوسف طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 10:32
المحور: المجتمع المدني
    


صمود السدرة
تعودت ومنذ صباي أن اتواصل مع الأهل والأصدقاء وأكون المبادرة بالسؤال عنهم ومتابعة أخبارهم ، وهذا ورثته عن الوالد رحمه الله .. حتى في المرحلة الصعبة التي مر بها البلد ،وكان موضوع التنقل صعب جدا بين المناطق .. كان لي تواصل مع الأقارب عن طريق الموبايل الذي دخل رحمة للعراقيين وسهل الكثير من مفردات حياتهم ، وأعتدت أيضا على زيارة شقيقة لي في بغداد بعد أن توزع الآخرين في بلاد الله الواسعة مابين هولندا ولندن والبقية في شمال العراق .. وعند زيارتي لها وفي الشارع الذي يقع فيه منزلهم لفتت نظري شجرة كبيرة لسدرة جميلة جدا بخضارها حيث كان الشارع يخلو تماما من أي شجيرات أخرى غير تلك السدرة الباسقة دوما الصامدة بوجه العواصف الترابية التي تكررت بشكل مرعب خلال هذه الفترة .. تقف السدرة وحيدة ليس لها أنيس سوى بعض الأطفال اللذين يشاكسونها بملاحقة بعضهم حولها ونزع بعض الاغصان منها ليلعبوا بها ... هذه الشجرة التي كانت محاطة بمجموعة من النخلات أويمكن تسميتهم صغار النخيل (لأن طولهم لم يتجاوز العشرين سنتمتر).. منحت هذا الشارع بعضا من الحيوية والجمال الذي لم يعجب بعض المجرمين ولايروق لهم منظر الأعمار والخضار فلم يجدوا طريقة للأنتقام بها من العراق والعراقيين غير أن يزرعوا عبوة تحت هذه الشجرة مباشرة فتنفجر لتصدر صوتا أرعب الأطفال حينها والحمد لله لم يكونو يتحلقون حولها لأن الوقت كان متاخرا بعض الشيء والظلام يسود المنطقة بسبب أنقطاع التيار الكهربائي .. وفي الصباح فُجعوا بصديقتهم السدرة التي طالما لعبوا معها ونزعوا منها بعض اغصانها ولم تعترض بل كانت تقف صامدة وسعيدة بتحلق الأطفال حولها وكأنهم يشاركوها اللعب بمطارداتهم حولها .. أنفجرت العبوة ونزعت كل كل ماتحلق حول السدرة من صغار النخيل ومن أوراقها الخضراء ولم يتبق منها سوى بعض الوريقات التي كانت في قمة السدرة ...
منظر مؤلم فعلا لكني مع ذلك ذهبت اليها وأعتذرت منها نيابة عن المتخلفين اللذين يخافون حتى من منظر تلك الشجرة قبلتها وقلت لها وكأنها تسمعني ( الحمد لله على السلامة) .

تحدي الكالبتوز
قبل أيام كنت أتحدث مع أحدى الصديقات عن فرحة الأشجار عندما أسقيها وأتصورها كانها طفل سعيد بإحتضان أمه له وهذا بالفعل ماكنت أشعره عند سقي الأشجارفأراها تتحرك بطريقة رائعة عند نزول قطرات الماء عليها وكأنها ترقص وتميل نحوي وتدعوني للرقص معها أو ربما كانت تريد أن تشكرني بطريقتها الخاصة ، فتحدثني صديقتي عن واحدة من الأشجار التي رزعتها في حديقة منزلها الخارجية ولم تعجب زوجها وكانت (كالبتوزصغيرة) فأقتلعها ورمى بها بعيدا لأنها في رأيه تزاحم بقية الشتلات فأنتفضت صديقتي لهذا الموقف وكانت منفعلة جدا لهذا السلوك وتكلمت بحده معه حول رميه للكالبتوز... وبعد يومين يبست الأوراق وسط حرارة الصيف التي لاتطاق ، لكن صديقتي أصرت على أعادة زراعتها وهي يائسة تماما من أرجاع الخضرة لها ومع هذا بقيت تسقيها وكأنها تتوسل لها أن تحيا وتكبر.. ثم .. وبعد ايام تفاجأت بظهور أوراق خضر لامعة جميلة على الكالبتوز فلم تتمالك نفسها وأتصلت بي تبشرني بأعادة الحياة لهذه الشجرة الصغيرة .. وهنا قلت لها ودون أن أعي ماقلت : هل تعلمين أن تلك الشجرة سمعت حوارك المتوتر مع زوجك؟ فضحكت مني ولم تعلق لكني كنت اؤكد لها وأقسم أن الشتلة سمعت الحوار وتعاطفت معك ولم ترغب أن تخيب أملك فيها فأصرت على أن تحيا لعيونك لأنك دافعت عنها وبأصرار.. وفي اليوم التالي ذهبت الى بيت صديقتي وقبل أن أدخل للمنزل رحت لتلك الشتلة الصامدة والقوية وقلت لها الحمد لله على السلامة وأشكرك لأنك لم تخيبي ظننا فيك وقبلتها بصدق ،وعندما التفت وجدت صديقتي وأولادها يتابعون الموقف بأستغراب فدعيت أصغرهم (خمس سنوت) قلت له " تعال حبيبي سلم عليها وبوسهة راح تحس بيك ... " ولم يتأخربل كان مؤمنا بأن قبلته ستصل للشتلة وتساعدها على النموولم ينحني لانه بطولها .. وقبل أن أدخل للبيت القيت عليها التحية مرة أخرى وقلت لها الف الحمد لله على السلامة .





#حذام_يوسف_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ابدل حبك
- رحلة اصدقاء الشجرة
- دعوة لانقاذ امنا الارض
- طيور الرافدين
- مد وجزر
- البيئة تحتضر فهل من مغيث؟
- سري معك
- حب مع وقف التنفيذ
- الخاسر الوحيد
- انذار محبة
- انت وانا
- حوار مع الاستاذ الفريد سمعان الامين العام لاتحاد الادباء وال ...
- رجل وأمرأة وكتاب
- مطلوب تغيير للتغيير
- نخوة عراقية
- رحلة معك واليك
- شكرا وأعتذر
- كل عام ونحن بخير
- صلاة
- حرصا على القانون قبل فرضه


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حذام يوسف طاهر - الاشجار تحب بصمت