حرصا على القانون قبل فرضه

حذام يوسف طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    

قبل أيام كان لدي عمل في منطقة قريبة من مركز بغداد وتحديدا في منطقة باب الشرقي وهناك شدني منظر لأحد المحال التجارية أو ربما مكان يشبه المحل إذ كان عبارة عن مظلة من قماش مسنودة بأعمدة لتثبيت المظلة وبداخل المظلة أو ما يشبه المحل تباع بدلات عسكرية مختلفة الالوان والأحجام والرتب العسكرية!! مع ملحقاتها وكل التجهيزات العسكرية المطلوبة، تباع في هذه المنطقة، يعني بأمكان أي شخص أن يذهب الى هناك ويشتري ما شاء له من ملابس عسكرية وحسب الطلب .
فالكثير من العمليات الأرهابية تمت بهذه الطريقة وسمعنا كثيرا عن عمليات أختطاف وقتل وعمليات سرقة لمؤسسات حكومية وعمليات إختطاف منظمة تمت من قبل أشخاص يرتدون ملابس الجيش العراقي او الشرطة وعملية الاختطاف لم تكن لشخص بل كانت لمجموعة من الموظفين. والمحزن المبكي كانت بسيارات حكومية أيضا... ألا يعتبر هذا الموضوع كارثة؟ فكيف يمكن أن نحمي مواطنينا ووطننا وسط هذه الفوضى ؟!
وأين المسئولين من هذه المحال التجارية؟
وكيف يسمحون ببيع الملابس الرسمية لمنتسبي الجيش والشرطة ؟
وكيف .. وكيف ..ومئة علامة أستفهام ترسم على وجوه الجميع خاصة ونحن نسمع كثيرا عن خطة فرض القانون وتفاصيلها في بغداد والمحافظات ولا نريد هنا أن نشكك في ذمة المشرفين على هذه الخطة بل نحن جميعا نبارك بكل الجهود التي تسعى دوما الى أرساء الأمن وتحسين الوضع في الشارع العراقي لكن الذي نستغرب له ونتساءل عنه، كيف يمكن للوضع الأمني أن يستقر أو نحافظ على سلامة العراق والعراقيين ونحن نرى ما نراه من محال تتاجر بالزي العسكري الرسمي لأفراد الجيش والحكومة ولا وجود لأي رقيب أو حسيب على هذا الموضوع وكأن المسئولين أو الحكومة بعيدة عن هذه المناطق أو انها لا تسمع ما يقال ويحكى عن هذه المنطقة (باب الشرقي) .
الحقيقة هناك أمكانية للسيطرة على هذه المنطقة والمحال التي تبيع هذه الملابس وبسهولة فالموضوع لا يحتاج الى جهود جبارة أو خرافية بل مجرد قوة حكومية منظمة تداهم هذه المحال وتكون محمية بقوة أكبر منها تحسبا للطوارئ وممكن تعويض أصحاب هذه المحال ومراعاة ظروفهم المعيشية التي أجبرتهم على التجارة بهذه العدة العسكرية ...

#حذام_يوسف_طاهر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات