|
من يفوز في مرحلة مابعد الراسمالية
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الحياة فيها الكثير من الامور التي اذا بحثت بجدية و علمية يظهر في ثناياها و خفاياها ما يدع العقل يركز في التفكير بما يكتشف و يبدع ما لخير البشرية و يدعم ما يمكن ان يفيد في ان يكون في خدمة الانسانية و السلم و العدل ان استغل ايجابيا . العلاقات الاجتماعية المستندة على القيم و المباديء و الثوابت الصحيحة و التربية السليمة تجعل السير من الطريق المضمون اسهل، و تدع الحياة في بر الامان لمن يريد . الجميع يعيش في واقع يحتوي الفرح و الحزن و الشجون و العتاب و الالم و الضحك و البكاء، و لكن الطريقان الازليان الخير و الشر يسير عليهما العديد من الخيرين و الاشرار وكل منهم له افكاره و معتقداته و حتى ان لم يعلم بها يسير عليها سواء كان فطريا و عفويا او منظما و دقيقا لمن يؤمن بما يحمل حسبما يفكر و يعتقد . فهناك مشاكل و قضايا و بالمقابل هناك مصالح و قناعات و لكن الوقت يذهب و لا عودة لما يمضي و الاهم ان يُستغل في خدمة السلم و التقدم ، و نتيجة طبيعية لكل التعقيدات و الاشكاليات و المساواة و التراضي و التوافق خير لادامة الفكر الاصيل و المفيد للجميع . يتوضح لدينا ان الحياة عبارة عن مجموعة من الصراعات المختلفة من اجل اهداف و اماني منها تتحقق بوسائل قانونية شرعية عادلة و منها لا تتحقق الا اذا استعمل حامليها العنف و الخداع و هذا لا يفيد العام في اكثر الاحيان و انما تتدخل المصالح الخاصة في تكوينها و كثيرا ما تنعكس الى ضرر الاخر، و يعمل هؤلاء ما يشاؤون من اجل الذات و هناك من يساوم في سبيل تحقيق ما يفيده فقط ، و قليل من يساوم من اجل الجميع، او من يكون مبدئيا خيٍرا لا يغريه ملذات الحياة فلا يساوم بل يقاوم و يكون في صف الاقوياء و يحاربه الاشرار و به يكون دائما في مؤخرة القافلة و في بعض الاحيان يتباهى بمواقفه و في حين اخر يندم و يندب حظه المعثور بفعل يديه. هذا ما تفرضه الحياة و صعوباتها و متطلباتها ، بينما الحياة مستمرة و تفعل فعلتها باستمرار و ليس لاحد ايقافها، فالخيرين يقاومون الضغوطات اما الاشرار يمشون على طريق اهوائهم و يقضون الحياة و هم غير مرتاحي و مستقري الفكر و الضميرربما يندمون في اخر المطاف، و لكن الذي يريح النفس و العقل هوراحة الضمير و لا ينعم الاشرار و السائرون في دروبهم بهذا النعيم، و ما نتاكد منه ان الفوز دائما للخيرين مهما كانت العوائق ، الفوز بكل معنى الكلمة و من كافة نواحيه المادية و المعنوية ، اي الفوز دائما و ان كان اخيرا للصابرين العادلين ، و في الكثير من الامور و الاعمال و الافكار لا يصح الا الصحيح . ومن الناحية الفكرية العقيدية التي مرت بها الحياة البشرية و شاهدنا التاريخ لما توصل اليه الانسان، فان من يكون بجانب الاكثرية وهي الفقيرة المعدومة في اكثر الاحيان يكون عادلا و له النصر اخيرا في كافة مراحل الحياة و في العهود التي مرت بها الانسانية كانت الاكثرية هي صاحبة الحق و كما راينا انقضاء عهود العبودية و الاقطاعية كنتيجة طبيعية لمسيرة الحياة، اليوم يعيش العالم في المرحلة الراسمالية المستمرة، و صراعاتها و خلافاتها الذاتية و عدم عدالتها ، فلابد ان تتغير كسابقاتها الى مرحلة المساواة و العدالة و العيش السليم ، و كما هو معلوم حتى و ان طال الزمان فالفوز دائما للحق و لابد من كان له المطالب يحصل عيه مهما طال الزمان . فان لم نكن خياليين و نتكلم و اننا ننطلق من الواقع الذي نعيشه ، نرى الحياة الراسمالية بما فيها من الهيجان و الفوران و الخلافات في مخاض عسير و لابد ان نرى مرحلة اكثر تحررا او عدالة و الوضع الاجتماعي الاقتصادي يجب ان يكون على غير ما هو عليه اليوم ، لاننا نحس بما نملك من الخلفية الثقافية و من المستحيل ان تستمر المرحلة الحالية و تبقى كما هي و انما كل الدلائل تشير الى التغيير حاصل لا محال و ان لم يكن جذريا ، فالمرحلة متنقلة بكل ما فيها و ما يُرى منها و التاريخ مستمر الى ما يتحقق من ما يتمخض منه العصر الراسمالي الحالي و ما ينتج من التقارب للمستويات في كافة النواحي الاقتصادية السياسية الثقافية الاجتماعية بفعل التغييرات الطبيعية لمراحل الحياة ، اي ظهور مرحلة مابعد الراسمالية و اي كان اسمها ، و الفوز معلوم لمن يكون .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الى المراة العراقية
-
سلطة اقليم كوردستان العراق تلغي دور الشعب
-
تدويل القضايا العراقية لمصلحة مَن؟
-
كيفية اعتماد المعايير الاساسية لمقترحات ديميستورا
-
دغدغة سورية لقهقهة اسرائيلية
-
قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية
-
اهم القضايا التي تحتاج الى التحليل و الحل
-
هل حقا استقر الوضع في العراق ؟
-
الاهتمام بمجاهدي خلق من تناقضات السياسة الامريكية
-
المسؤولية الاخلاقية للسياسي المبدئي
-
لماذا سيطرت الاصولية بعد سقوط الدكتاتور في العراق؟
-
هل يولٍد الفقر الغضب ضد الراسمالية لينتج عصر المساواة؟
-
هل تحديد نسبة النساء في الانتخابات(الكوتا) من مصلحتهن؟
-
الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف
-
كيف يُمحى الارهاب في العراق؟
-
ملامح السياسة الامريكية المستقبلية في العراق
-
آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق
-
الامن الوطني و حق العراق في مياه الدجلة والفرات ام النفط مقا
...
-
الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي
-
هل يجني المالكي من الجولات المكوكية شيئا؟
المزيد.....
-
مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه
...
-
-أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟
...
-
يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات
...
-
سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
-
سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
-
أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
-
البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
-
قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو
...
-
ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
-
رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ
...
المزيد.....
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
-
حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2)
/ جوزيف ضاهر
-
بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول
/ محمد شيخ أحمد
المزيد.....
|