أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - كيف يُمحى الارهاب في العراق؟















المزيد.....

كيف يُمحى الارهاب في العراق؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لحد اليوم لم يتفق العالم اجمع على تعريف حقيقي و حيادي لمفهوم الارهاب و من هو الارهابي و ما المعايير الاساسية لتحديد و تشخيص الارهاب و العملية الارهابية ، لاختلاف الاراء حول الصيغة النهائية لتاويل و تعريف و تفسير الارهاب بشكل حيادي من دون اية خلفية سياسية او فكرية .
و بات هذا المفهوم واضحا بعد العملية الارهابية على المركز التجاري العالمي في نيويورك و البنتاكون في الواشنطن التي خلفت دمارا شديدا و المفاجاة احدثت هولا على الرغم من ان عمليات صغيرة حدثت قبل هذا هنا و هناك، الا ان الفاجعة الكبيرة غير المسبوقة و بالاخص انها و جهت الى دولة كانت تسعى ان تهيمن على العالم و تبقى القطب القوي المسيطر الوحيد، و بعد هذا تم تصنيف التجمعات و الحركات و التيارات و الاحزاب و الاشخاص و على مقاييس مختلفة الى اتجاهات ارهابية او حركات تحررية، و دخلت في هذا التصنيف ايضا السياسة و الايديولوجيا و المصالح و العلاقات العامة. الملاحظ ان اكثر الحركات الارهابية ذات خلفية عقيدية متطرفة لا تؤمن بالتحاور و المعارضة السلمية و الانتقاد و التغيير الديموقراطي، و تكون لها ابعاد كثيرة و في اكثر الاحيان تختلط الاوراق في تمييز المنظمات و فرز الارهاب من غيره لتدخٌل المصلحة السياسية ايضا ، فنرى ان هناك منظمات صنفت الى جانب الارهاب و بين ليلة و ضحاها و لتغيير المصالح خرجت منه بقدرة قادر ، اي و ان كان بعض الحركات التحررية محقة في نضالاتها و عملها السياسي الا انها صنفت في اطار المنظمات الارهابية لترضية جهة ما و لمصلحة ما و في نفس الوقت في جانب اخر نرى العكس تماما.ان لب و جوهر المفهوم يمكن تلخيصها على انه عملية تهدف المدنين و الحياة المدنية و عدم التمييز بين الاهداف المدنية و العسكرية و استعمال كافة وسائل المسموحة و الممنوعة في العمليات . و نظرا للظروف الدولية المسيطرة فان اكثر المنظمات المتهمة بالارهاب هم من يقفون ضد الدول من خلال خلط كافة الاوراق و به يضرون بالمواطن قبل الدولة، و هناك من الدول تتصرف بنفس طريقة و اسلوب هذه المنظمات دون ان تصنف ضمن الدول الارهابية لحد اليوم .
بعد سقوط الدكتاتورالعراقي ظهر الى السطح ارهاب دولي و داخلي من كافة الانواع في العراق، و اصبحت ارض الرافدين تربة خصبة لتوجه كافة المنظمات الارهابة و المافيا الدولية اليها ، و الوضع الاقتصادي و السياسي الثقافي ساعد في انتشار و عمل الارهاب دون اية صعوبات يٌذكر، فالقاعدة و جهت جمً ثقلها و الدول ذات المصلحة حركت مليشياتها و الفقر و القهر و الحرمان والاحتياجات المعيشية و الضرورات الاساسية اجبرت فئات كبيرة من الشعب العراقي على الانخراط في العمل الارهابي او على الاقل مساعدة المجموعات و المنظمات الارهابية من اجل الحصول على لقمة العيش . و كما هو معلوم و مبرهن ان الفقر و العوز يجبر الانسان الدخول في الافكار و العقائد و التقاليد الروحية من اجل التكيف الروحي مع النقص المادي للاحتياجات الاساسية للانسان ، واذا كان الفقر و العوز من غير وعي و ثقافة و الجهل و الفساد مستشري يكون توجه المحتاج الى الارهاب اسهل و اقصر، هذا ان وضعنا المصالح السياسية والحزبية الضيقة و المعدلات السياسية الاقليمية و الدولية التي هي الطرف الاهم جانبا و لم ندخل هنا في هذه الاسباب الرئيسية العامة، و نهتم بما يخص الشعب العراقي كعامل مساعد في نشر هذا البلاء و النار التي تاكل الهشيم و تضر بالحاضر و المستقبل للشعب بكافة فئاته. لم تكن ارض العراق يوما ارضا للافكار المتخلفة الا في زمن الدكتاتور الذي اجبرته اخطائه و سياساته و اعماله الارهابية على نشر و دعم بعض العقائد و الافكار المتطرفة خدعا و تضليلا و لاهداف سياسية بحتة و لم يستثني اي شيء من اجل بقائه على كرسيه الذي اودى به اخيرا، الا ان الدخان الاسود الذي نشره و غيًم به سماء العراق لازال باقيا الى اليوم و نحتاج الى جهد و عمل مضني من الجميع لمحوه، غير ان ما وصل العراق الى هذا المستوى و الفوضى العارمة التي ضربت الوضع بعد السقوط قوًت اعمدة اسناد الافكار و المعتقدات المتخلفة و الجاهلية البالية، و نشر الفقر و الفساد زاد الطين بلة و وحلا، و السؤال المصيري هو كيف يمحى الارهاب و باية طريقة يمكن استئصاله من جذوره غير العميقة حقا؟ قبل اي شيء يجب العمل على تحسين الوضع السياسي و محاربة الفوضى و الفساد و ايجاد الطرق لمساعدة الطبقة المعدومة و نشر الوعي الثقافي و ضمان او تامين بعض من امنيات الجيل الجديد و الحرية و التعددية و الديموقراطية الحقيقية و يجب ان يكون من الاولويات لوأد طريق الارهاب و عودة حياة العراقيين الى سابق عهدها و هوالخطوة الاولى نحوة التقدم الفكري الثقافي الاجتماعي و الاقتصادي السليم . اما على الصعيد العالمي المؤثر على السياسة العراقية من هذه الناحية، فعلى الولايات المتحدةالامريكية اذا كانت حريصة فعلا على محاربة و مقاومة الارهاب و اسئصاله لا تسييسه و تدويله في مختلف انحاء العالم بما فيه العراق، فانها لابد ان تراجع سياستها من نواحي عدة، قبل اي شيء عدم اعتمادها هي على بعض هؤلاء الارهابيين و المنظمات الارهابية من خلال اجهزتها المخابراتية كعوامل في صراعاتها مع الاخرين، و عليها و العالم و الخيرين اجمع ان يفرٍٍقوا بين الارهاب و النضال من اجل الحقوق المغصوبة في الوقت الذي تتبجح امريكا بانها راعية الحرية و الديموقراطية في العالم و هي ضد الدكتاتورية كما تدعي، وفي نفس الوقت عليها ان لا تساند بعض الانظمة و المنظمات الارهابية و عليها ان لا تدافع عن الدكتاتوريات التي تقهر شعوبها هنا و هناك و خاصة هي التي تدعي ضمان حقوق الانسان للشعوب كافة البلدان و ان كانت تدخلها في بعض من شؤون البلدان من اجل نشر الحرية و الديموقراطية و ضمان حقوق الانسان كما تدعي فعليها بالمقابل عدم التدخل في الشؤن الداخلية للبلدان من اجل الحفاظ على الدكتاتورية و بالعكس تماما كما تعلن، و الاهم من كل ذلك جميعا هو اعلان صيغة و مفهوم معين و متفق عليه للارهاب في مؤتمر دولي لتشخيص و تحديد ما هو الارهاب و عدم خلط الاوراق لمصالح سياسية صرفة ، و بذلك يظهر تاثير مباشر على الوضع السياسي و الاجتماعي في العراق و يساعد في تقليل الارهاب و العمليات الارهابية ، اي نصل الى نتيجة بان هناك طرق داخلية و عوامل خارجية مجتمعة مع البعض لمحو الارهاب و تامين السلام و الاستقرار، و ان العمليات العسكرية التي تجري ضد الارهاب ليس الا حل مؤقت و آني لتدمير البنية التحتية للارهاب، اما الحل النهائي و الحاسم لم يتم الا بازالة المسببات الاساسية لانتشار الارهاب و هي عوامل ثقافية اقتصادية ايديولوجية و سياسية و يحتاج الى جهد كبير و امكانية لازمة لنشر الارضية الواجبة للتقدم الفكري العلمي الاجتماعي لعدم اتاحة اية فرصة لنشر المقومات الرئيسية لبقاء و انتشار الارهاب.





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح السياسة الامريكية المستقبلية في العراق
- آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق
- الامن الوطني و حق العراق في مياه الدجلة والفرات ام النفط مقا ...
- الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي
- هل يجني المالكي من الجولات المكوكية شيئا؟
- اين مفهوم اليسار في العمل السياسي العراقي؟
- من باستطاعته تغيير العقليات السائدة في المنطقة؟
- هل يُرضي ديمستورا جميع الجهات لتطبيق مقترحاته؟
- اي نظام سياسي نريد ؟
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى المثقفين اكثر من السياسيين
- السلطة و الاعلام والالتزام بالثوابت
- الضغوطات منعت نيجيرفان البارزاني من المضي في بعض العقود النف ...
- الاتفاقية العراقية الامريكية وتدخلات دول الجوار
- الاهتمام بالمظهر دون الجوهر في حكومة اقليم كوردستان العراق!!
- الفكر و مصداقية الحكم في العراق!!
- هل تترسخ مسالة قبول الآخر في العراق؟
- لم يقرر الشعب بعد!
- نيجيرفان البارزاني والعمة(بوره مه نيج)
- ما الحل الجذري للمسالة العراقية؟
- اقليم كوردستان العراق....الى اين؟


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - كيف يُمحى الارهاب في العراق؟