أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد علي - دغدغة سورية لقهقهة اسرائيلية















المزيد.....

دغدغة سورية لقهقهة اسرائيلية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:32
المحور: كتابات ساخرة
    


من يتابع التحركات السياسية الاخيرة تجاه سورية، من اجتماعات التفاوض بينها و بين اسرائيل برعاية تركية و الغزل الفرنسي تجاهها و دعوة رئيسها لباريس، يتحسس تغيرات الوضع الدبلوماسي العالمي تجاه المنطقة، و يعتقد ان تخفيف الضغوطات على سوريا يمكن ان يكون باطلاق الاشارة الخضراء من واشنطن لاهداف سياسية غربية معروفة و في مقدمتها فك الارتباط السياسي السوري الايراني او على الاقل تراخي الرابط القوي الذي يشتد قوته بينهما اثناء الازمات و الحوادث الانية مما يضع عوائق متينة امام محاولات الدول الكبرى حل هذه الازمات وفق مصالح الجهات التي تفيد تطبيق افكارهم و اعتقاداتهم المستقبلية للخطط الاستراتيجية الغربية في المنطقة.
في هذا الوقت الذي يعرف القاصي و الداني مدى فرقة العرب و تباعد صفوفهم و اختلاف ارائهم و عدم تكامل اعمالهم و افعالهم، ان بعض منهم يحاول اللعب لما يفيده على ما يجري على الساحة الشرق اوسطية من اجل ضمان بعض من حقوقه الذاتية في حل خلافاته مع الاخرين و اعطاء الحجم الاكبر لنفسه لكي تكون له اليد الطولى و المنطق القوي لبيان ثقله السياسي، و هنا لا اريد ان ابين شيء مخفي عن القاريء ان كشفت مدى رضوخ الدول العربية لمتطلبات من له الفضل عليهم في تاريخهم القديم و الحديث . هناك ادوار مختلفة لكل دول المنطقة و كل حسب رؤيته و قوة نظرته و علاقاته مع الاطراف المختلفة في الساحة و اهم مقياس لكشف ما يهم اية دولة هو موقفها من القضايا الشائكة في المنطقة حال حدوث الازمات و اهمها الوضع العراقي و اللبناني و السوري و بعدهم النوعي عن التوجهات القومية التي تعبر عنها الدول الاخرى و من المعلوم ان هناك دول عربية كبرى و صغرى حسب الثقل و الموقف السياسي ولهم مواقفهم التي يؤخذ عليهم في الوقت المناسب. العلاقات الدبلوماسية العربية تكون في اكثر الاحيان فاصلا هاما للتباحث العالمي الاقليمي حول المتغيرات المستمرة في المنطقة و ما تخلفها من الابعاد و الافرازات، و نرى ازدواجية التعامل بين الدول العربية بين حين و اخر او في تعاملها مع دول العالم و الدول الاقليمية، في حين نسمع اصرار البعض على ان اهم القضايا التي يجب حلها هي قضية فلسطين و السلام العربي الاسرائيلي نرى في نفس الوقت ان تلك الدول قد مضت في محاولاتها في اجتماعاتها و مفاوضاتها السرية مع الاطراف الاخرى دون اعتبار اي حساب يذكر للقضية المركزية التي تدعيها، و من هذا المنطلق نرى في هذه الايام كسر طوق الملتف حول عنق سوريا و محاولة دغدغتها من قبل القوى العالمية مما اثرت بشكل ملاحظ مدى اعادة النظر في العلاقات العامة و النظر الى القضايا الخاصة التي لها ارتباط قوي مع مواقف الدول المعنية. المراقب الحصيف له القدرة على كشف المناوراة السياسية و اسبابها و استقراء ما يتوجه اليه راس السهم، هنا ليس لنا ان ننكر مستوى الديموقراطية التي تتمتع بها اسرائيل و الخطوط الحمر العريضة التي تطوق مسار هذه الديموقراطية، الا انها لا تُقارن مع الدول العربية و حكم قياداتها، و مستوى الحرية التي يتمتع بها المواطن العربي، و لذلك عنما يُدغدغ اية عاصمة عربية من قبل القوى الكبرى لابد لاسرائيل ان تعمل على دعمها و تطويرها ان كانت تساعد على اضحاكها ، اي اسعادها و تدخلها في نشوة الفرح و لذة النجاح في خرق الحصار الدبلوماسي، هذا ما يتوضح لدينا اليوم من ما نراه من تعامل العالم مع سوريا و نشاهد مستوى توزيع المهام بين الدول الكبرى المتعاونة لاعادة ترتيب ما يمكن تنظيمه بشكل لا يضر بمصالح الغرب في المستقبل، المفاوضات السورية الاسرائيلية و اتفاق القوى السياسية اللبنانية في دوحة و تساهل سوريا لزيارة المنظمات العالمية اليها و بالاخص ما يخص الطاقة الذرية بالذات، لم يدبر كل هذا تلقائيا او في ظلام دامس بل دبرت في وضح النهار و تحت مراى و مسمع الصديق و العدو و الهدف الاهم في اعلان تلك التدابير و الاعمال الثقيلة ما تفيد العمل الاكبر الذي يجري تحت الستار، و هنا نرى مدى تقسيم الادوار و السبب عدم قدرة دولة واحدة بذاتها تحمل ثقل القضايا فاشتراك الجميع دليل على ترتيب الامور من قبل الجميع، و القضية العراقية ساعدت اكثرية البلدان في التفكير عميقا و مليا في القضايا التي تخصهم و يوفر التفكير الصحيح الكثير لهم و اكثر الاطراف مقتنعة على انها مستعدة لتحمل عبء المواجهات و في نفس الوقت هي غير قادرة على قيادة الازمة من دون التفاوض مع الكبار و هم يفعلون الصح و من اجل ابعاد المشاكل عن عتبة بابهم و يحاولون بما لديهم من قوة و حكمة لعدم نقل معركة القضايا العويصة الى بلدانهم و هم على اصرار دائم في العمل على التعامل مع هذه القضايا في المنطقة باقل قدر ممكن من التصادم فيما بينهم، و ها نشاهد توزيع و ترتيب تعددية المحاور للقضية اللبنانية و الدليل موافقة السعودية على مؤتمر الدوحة لايجاد حلول للقضية اللبنانية و بمباركة مصرية . اليوم دخلت تركيا في اطار توزيع الادوار و المحاور على اساس انها الدولة الاسلامية في المنطقة و هي التي تدير المفاوضات السورية الاسرائيلية، و اما القضية العراقية شائكة بشكل يجبر الدول الكبرى على التدخل بشكل مباشر لانه فيها تصفية لحسابات عالمية و الامر يعود لعدة دول و يمكن ان نقول اصبحت قضية تخص العالم اجمع، اما القضية الفلسطينية المركزية فهي ايضا تقاسمت بشكل تتغير بتغير اي موقف من اية جهة في المنطقة و ما تمر بها داخليا و انقسامها على نفسها بشكل واضح و هي في خدمة اسرائيل. و ما عليه سورية اليوم غير ما كانت عليه ابان سقوط الدكتاتورية العراقية و وصلت حالها الى ان يُدغدغ من قبل الكبار من دون ان نحس بضحكاتها نتيجة الحذر الذي تتخذها ازاء قضاياها بشكل دقيق بل شاهدنا القهقهة من تل ابيب لان الوضع في خدمتها بالتمام و الكمال بل شاهدنا قهقهة عالية منها لانها اعرف بما يضمن مستقبلها القريب و يدخلها الى الراحة النفسية و شعار الكبار اليوم هو دغدغ دمشق لتقهقه تل ابيب.
اعادة ترتيب و تنظيم المعادلات المعقدة في المنطقة لابد ان تخرج من المطبخ الاسرائيلي بطباخ غربي، و الوضع العالمي الراهن كفيل على ان تكون الدولة الاسرائيلية امر واقع و هي تفرض نفسها و نرى كم من الدول تتلهف الى استئناف علاقاتها الدبلوماسية معها كتحصيل حاصل لما ينتج عنه اعادة تنظيم او غربلة العمليات السياسية الراكدة منذ مدة . ومن لم يسجد له فرصة في تحديد موقعه و ضمان مستقبله سوف يُجبر على اتخاذ مواقف و يُخضع لامور لم يجد الا خيارين امامه و احلاهما مر و هو اما الانعزال او التلهف وراء الغير للحاق به.




#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية
- اهم القضايا التي تحتاج الى التحليل و الحل
- هل حقا استقر الوضع في العراق ؟
- الاهتمام بمجاهدي خلق من تناقضات السياسة الامريكية
- المسؤولية الاخلاقية للسياسي المبدئي
- لماذا سيطرت الاصولية بعد سقوط الدكتاتور في العراق؟
- هل يولٍد الفقر الغضب ضد الراسمالية لينتج عصر المساواة؟
- هل تحديد نسبة النساء في الانتخابات(الكوتا) من مصلحتهن؟
- الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف
- كيف يُمحى الارهاب في العراق؟
- ملامح السياسة الامريكية المستقبلية في العراق
- آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق
- الامن الوطني و حق العراق في مياه الدجلة والفرات ام النفط مقا ...
- الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي
- هل يجني المالكي من الجولات المكوكية شيئا؟
- اين مفهوم اليسار في العمل السياسي العراقي؟
- من باستطاعته تغيير العقليات السائدة في المنطقة؟
- هل يُرضي ديمستورا جميع الجهات لتطبيق مقترحاته؟
- اي نظام سياسي نريد ؟
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى المثقفين اكثر من السياسيين


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد علي - دغدغة سورية لقهقهة اسرائيلية