أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المسؤولية الاخلاقية للسياسي المبدئي














المزيد.....

المسؤولية الاخلاقية للسياسي المبدئي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل اي شيءلا نريد هنا ان نعرٍف مفهوم الاخلاق و ما يتضمنه و المقياس المعتمد لتصنيف اي عمل اخلاقي او توضيح ما يعنيه الاخلاق و على اية خلفية فكرية يمارس و ما هو العملية التي يمكن ان يُفسًر على انها ذات مضمون اخلاقي بعيدا عن المصالح الذاتية. السياسة مهنة نبيلة ان طبقت كما هي و معتمدة على الاطر و الاعمدة العلمية و الاهداف الصحيحة المعنية.
لو امعنا النظر في الوضع الذي آلت اله المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص و نحن نفكر في السياسة المتبعة التي اودت بحال الكثير من ابناء الشعب نتيجة السياسة الرعناء اللااخلاقية التي اتبعها النظام الدكتاتوري و نتيجة اخطاء في الفكر و الممارسة التي نفذت على اساس خاطيءو كان الدليل و المرشد اخر ما يفكر فيه هو الاخلاق العام بل جل فكره قبل اي شيء في المصلحة الذاتية و كرسيه و مستندا على التعريف التقليدي للسياسة و كأنها فن الممكنات فقط من اجل الحصول على المصالح من دون اي اساس او قواعد لمنعه من الخط الاحمر الذي تعيٍنه حياة الشعب و مصالح ابناءه و معيشته و امنه الوطني.
انني لست هنا لالوم احد على ممارسته السياسية، و لست هنا ايضا للدفاع عن الاخر و لست بمدافع عن اي احد لاعتماده على الاخلاق في ممارسته للعملية السياسية بالتحديد ، لانني على العلم بان المفردات المعلومة لمفهوم الاخلاق في الشرق تعتمد على اي شيء و ربما يكون هناك عمل اخلاقي حسب اعتقاد البعض و اعتمادا على العاداة و التقاليد و التاريخ الاجتماعي للمنطقة و هو في نفس الوقت عمل لااخلاقي في عرف و عاداة و تقاليد بقعة اخرى و مجتمع اخر ، فمن يعمل في هذا السلك يمكن ان يعتمد على تفهمه للمصطلحات و الصيغ التي يؤمن بانها اخلاقي و مبدئي في نظره، فكل يتحمل وزر عمله ويعود اليه حسنات ما تبنيه يداه و يحسب عليه سيئاته ايضا، و انما اؤكد هنا ان بعض الاخطاء جريمة لا تغتفر نظرا لكونها تمس حياة الشعب او امة و الخطا المضر بالمجموعة اكبر و اصعب من عمل الطبيب الذي يضر بفرد في حال خطأه.
من مِن السياسيين ينطبق عليه الصفة الاخلاقية الحسنة التي يؤمن بها الشعب؟ سوى كان السياسي في السلطة او معارضا يجب عليه ان يقيم السياسة وفقا لاخلاقيات العمل وهو الصدق و المصلحة العامة و المساواة و حقوق الانسان و ضمان الحرية، فهناك انواع منهم ،من يعمل في السياسة و يطبقها اخلاقيا قولا و فعلا و هناك من يعمل و يطبق ذلك قولا فقط معتمدا على الشعارات دون العمل به و ربما يفعل العكس مما يدعيه و ينادي بالشعارات الاخلاقية الفضيلة، و من هو الذي لا يدعي الاخلاقيات في السياسة فعلا و قولا و يبتعد عن اي مفهوم يقترب من الاخلاق عن السياسة مستندا على اعتقاداته المجردة ، وينظر الى الاخلاق في السياسة حسب مقاييس السياسة المجردة فقم من باب المصلحة، و اللامعقول ان هناك من يعمل بعكس ما يؤمن و بعكس ما يدعي نظرا لاعتماده على المصالح الذاتية فقط و يضرب كل ما يمس الاخلاق عرض الحائط، و هناك من فشل في عمله و لم يصل الى طموحاته الشخصية و لم يحظى بما كان ينوي فيرتاي الى ان يقف بالضد من كل شيء او اية سياسة تلتزم بالاخلاقيات السائدة و هو يتناقض في اعماله و ينقلب في صفاته من يوم لاخر . و لابد ان نذكر ان الوضع الراهن يتطلب من الجميع العمل السياسي وفق الاخلاق و السياسة المبدئية في وضع كما هو فيه العراق يتطلب مسؤولية اخلاقية و تاريخية ازاء الشعب الذي ينتظر الخلاص من الوضع الماساوي و التنقل الى المرحلة التي تؤمٍن الاستقرار، و العمل في هذا الظرف يحتاج الى صبر كبير الذي هو لب و جوهر الاخلاق الحسن و يحتاج الى دقة متناهية في التحليل و القرار و الى الحكمة و الحنكة السياسية و الخطاب الموحد و الاعلام الاخلاقي الحر و كفاءة رجال السياسة و الفكر و خبرة الجميع بما فيهم النخبة قبل اي فرد و على الكل استشعار المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم في هذه الفترة الحساسة التي ينتظر الشعب لايجاد طريق الخلاص، و يحتاج الوضع الى الاخلاق الذي يفرض تعين و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب الذي هو نتاج العمل باخلاق المنفعة العامة. و قمة الاخلاق هو العمل السياسي وفق الفكر التقدمي الذي يعمل من اجل المساواة و خدمة الطبقات الكادحة الفقيرة المحتاجة و العمل على تقارب مستوى المعيشة لفئات الشعب لا الالتزام بالقيم الروحية و المثالية فقط التي يمكن بها ان تزداد الفروقات الطبقية و الابتعاد عن الواقع المعيشي للانسان الحر.





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سيطرت الاصولية بعد سقوط الدكتاتور في العراق؟
- هل يولٍد الفقر الغضب ضد الراسمالية لينتج عصر المساواة؟
- هل تحديد نسبة النساء في الانتخابات(الكوتا) من مصلحتهن؟
- الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف
- كيف يُمحى الارهاب في العراق؟
- ملامح السياسة الامريكية المستقبلية في العراق
- آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق
- الامن الوطني و حق العراق في مياه الدجلة والفرات ام النفط مقا ...
- الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي
- هل يجني المالكي من الجولات المكوكية شيئا؟
- اين مفهوم اليسار في العمل السياسي العراقي؟
- من باستطاعته تغيير العقليات السائدة في المنطقة؟
- هل يُرضي ديمستورا جميع الجهات لتطبيق مقترحاته؟
- اي نظام سياسي نريد ؟
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى المثقفين اكثر من السياسيين
- السلطة و الاعلام والالتزام بالثوابت
- الضغوطات منعت نيجيرفان البارزاني من المضي في بعض العقود النف ...
- الاتفاقية العراقية الامريكية وتدخلات دول الجوار
- الاهتمام بالمظهر دون الجوهر في حكومة اقليم كوردستان العراق!!
- الفكر و مصداقية الحكم في العراق!!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المسؤولية الاخلاقية للسياسي المبدئي