أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمد علي محيي الدين - هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!














المزيد.....

هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 10:46
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


في مقال للفاضلة امتياز المغربي بالعنوان أعلاه أوردت صور من معانات المرأة الشرقية،وكان أن استثارت صور في عقلي الباطن كنت قد شاهدتها وأنا طفل صغير ولا زالت هذه الصور مائلة أمام ناظري بكاملها وكأنها محفورة في قلبي إلى الأبد،وتختزن الذاكرة صور مختلفة لمعاناة المرأة ،وهو ما شاهدته بنفسي قبل أقل من نصف قرن،عندما كنت طفل العب في أزقة المدينة وحواريها مع اقرأني من الأطفال ولا زالت الصور التي شاهدتها عالقة بمخيلتي ،لم يتمكن من أزالتها ما مر من أحدث أو خطوب والصورة الأولى ،عندما كنا نلعب نحن مجموعة من الأطفال في زقاق الحي ،وعلى حين غرة شاهدنا رجلا يمتطي فرسه وقد حمل بين يديه عصا طويلة وفي نهايتها رأس فتاة وقد انسدلت ضفائرها الملطخة بالدم ،والهواء يدفع بها ذات اليمين وذات الشمال،وبدلا من الهروب لهذه الصورة المأساوية كنا أسرع من فرسه نلاحقه ونحن ننظر باهتين الى رأس المرأة التي تبحلق بعينيها في فراغ الزمن دون أن نعرف لماذا وكيف وما يعني عمله الاستعراضي هذا،وتوجه ذلك الشخص الى (الشعبة) أي مركز الشرطة التي كانت تقع على رابية عالية خارج المدينة ليسلم نفسه الى السلطة،وعرفنا فيما بعد قصة الفتاة المقتولة ،فهي قد أحبت أحد أبناء قريتها واتفقوا على الوفاء وأن يكون أحدهما للآخر ولن يفرقهم أي شيء،ولكن أبن عمها الدميم الذي أصرت الأسرتين على تزويجه منها وقف حائلا دون ذلك،وما هي إلا أيام حتى شاع الخبر بأن فلانة ستتزوج من أبن عمها فلان،وكان للحب الطاغي أن يفرض نفسه على ما يريده الأهل فاتفقت مع من تحب على الفرار الى مكان آخر والزواج بصورة شرعية بعد أن يظفرا بالمكان الآمن لهم، وتم لهم ما أرادوا وتزوج الفتاة بزواج شرعي في مدينة بعيدة وعاشوا هناك متنكرين،ولكن الأهل افتقدوا أبنتهم فلم يعثروا لها على أثر ،وعلموا أنها هربت مع حبيبها فوضعوا عليهم العيون والأرصاد،وأنبث أخوتها وأبناء عمومتها للبحث عنها وقتلها مع غريمها،لغسل العار :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
وما أسرع ما عثر عليها في احد الأحياء الفقيرة وكأن أن جلبوها بالقوة الى قريتهم لتقتل على رؤوس الأشهاد وطاف برأسها وقد رفع على عصا غليظة كما كان العرب يفعلون عندما ينكلون بأعدائهم فتقطع رؤوسهم وترفع على أسنة الرماح ليعرف القاصي والداني أنهم أخذوا الثار أو غسلوا العار،ويا له من عار لا تغسله إلا الدماء الحمراء القانية.
والصورة الثانية:ذات يوم كنا نلعب في الشارع وفجأة برز ألينا شخص يعدوا بتمهل وهو ينادي بكلمات لتسارعها تبدو غير مفهومة لمن هم بأعمارنا لأنها غريبة على أسماعنا لعلها شعرا أو أهزوجة لم يتسنى لنا معرفة معانيها والوصول الى ما يراد منها وكان يحمل خنجرا ملطخ بالدماء وعلى ملابسه بقع من الدماء القانية وقد وضع في نهاية خنجره يد لم نعرف حينها المقصود منها،وهو يهزج ويصيح ويجوب أزقة المدينة وقد حف به الصبيان والناس تنظر إليه بزهو وإعجاب،ضاحكين فرحين دون أن نعرف السبب،ثم توجه الى مركز الشرطة ليسلم نفسه ،وقد علمنا فيما بعد أنه قد قتل زوجته المتهمة بعلاقة مع آخر وقطع كفها ليريه للناس حتى يعلم الجميع أنه قد غسل عاره وقتل ابنة عمه التي خانته مع غريب،وكانت قوانين تلك الأيام تشجع على القتل فما أسرع ما حوكم وحكم عليه بالسجن ستة أشهر ليطلق سراحه ويتزوج من أخرى.
والصورة الثالثة:عثر ذات يوم على جثة فتاة خارج المدينة،وقد شوه وجهها تشويها مريعا حتى باتت معالمه غير واضحة لأقرب المقربين،ولجسارتنا تلك ألأيام وعدم خوفنا من رؤية الدماء الحمراء القانية بفعل التربية الاجتماعية التي تجعل من الطفل صورة مكبرة لأبطال الأساطير وتحاول أن تزرع في نفسه الشجاعة،وأن لا يفزع من منظر الدماء ليتخرج قاتلا بامتياز فكنا قريبين من الجثة نتفحص ملامحها فشاهدت ما عملت الخناجر في مكان كنت اجهله تلك الأيام الى أن عرفته بعد أن تقدم بي العمر،وكان الناس ينظرون إليها كشيء عادي دون إن ترف جفونهم أو تتحرك أحاسيسهم عطفا عليها أو حزنا لما أصابها،وكأنها ليست من بني البشر،وبعد قليل جاءت الشرطة لتنقل جثتها وتسجل القضية ضد مجهول وتدفن دون أن تكون هناك شاهدة لقبرها،أو تعريف بها .
وصورة رابعة لفتاة تربطنا بها الجيرة،فقد بان عليها الحبل كما عرفنا فيما بعد فحضر أخوتها وأبناء عمومتها وأجروا تحقيقا معها وكنت أشاهد ما يحدث بالنظر من فتحة الشباك،فكان التحقيق معها لمعرفة الفاعل،والفتاة تحاول ما وسعها الجهد نفي التهمة عنها أو الاعتراف على غريمها،وفجأة أنقض عليها الأخ الأكبر وأمسك بوسادة الى جانبه وضعها على رأسها وضغط عليها بكلتا يديه وحاولت التخلص منه ألا أن الآخرين أنقضوا عليها ممسكين بأطرافها ،لإيقاف حركتها وبعد قليل استسلمت لتخف حركتها وتتحول الى جثة هامدة،وأتفق الجميع على أن القاتل فلان ليذهب الى الشرطة مدعيا خنقها لوحده دون أشراك الآخرين،ويتحمل وحده عبء الجريمة ليحكم عليه بالحبس ستة أشهر لأنه قتلها غسلا للعار.
وهناك عشرات الصور التي شاهدتها بعيني وآلاف ممن سمعت عنها مروية من الآخرين،ولعل الجريمة الكبرى ما تقدم عليه المرأة ذاتها لإخفاء زلتها،فقد عثر على الكثير من الأطفال الجدد مرميين على المزابل وقد فارقوا الحياة لخنقهم من قبل أمهاتهم لإخفاء الفعل الذي قامت به،فكنا نعثر على الأطفال في المزابل أو في الأنهار أو في الأزقة منها من فارق الحياة ومنها من لا زال به رمق فينهد أحد الغيارى لتربيته أو تتبناه أحدى العائلات المحرومة من الإنجاب،ولا أدري هل يجيز الشرع والدين والأخلاق قتل طفل بريء لا ذنب له إلا أنه طفل غير شرعي في نظر المجتمع،وهل هناك أكبر من جريمة قتل النفس المحترمة،وفي هذه الأيام أستفحل الأمر وزادت هذه الجرائم لوجود ثغرات في القانون تعفي القاتل من جريمته،فهل يمكن لأصحاب القانون تبرير التخفيف عن معاقبة مرتكب هذه الجريمة،أم أن هناك نصوص تجيز القتل لهذا السبب ،ولكن ما ذنب الطل الذي لم يرتكب جريرة توجب العقاب،في الوقت الذي يتنعم القاتل بالحرية والآمان.





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المصلحة الكردية فوق مصالح العراقيين
- الأهزوجة المقاتلة..المرأة العراقية
- أنتبه كهرباء ترفك لايت
- (بعدك بالطوله)
- شيگلچ الصاحب ....گولي يس
- متى يحاكم قتلة الشيوعيين العراقيين
- الاتفاقية العراقية الأمريكية استعمار جديد
- ما بين حانه ومانه ضاعت حقوق الشعراء الشعبيين
- محمد الصكر..شاعر في الذاكرة
- ((عرس الكلاب))
- ضاع الگدر علينا
- (ثلج أصلي....وثلج راس كوب)
- شهادات عن الشهيد الأنصاري ناظم مصطاف(ملازم سامي)
- الشهيد الشيوعي الأنصاري ناظم مصطاف عبد الأمير (ملازم سامي)
- رواتب الحكومة وحياة العراقيين
- الفساد المؤدلج
- مواقف لا تنسى للراحل عزيز شريف
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(2-2)
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(1-2)
- هذوله أحنه


المزيد.....




- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمد علي محيي الدين - هل أصبحت قضايا الشرف مبرر لقتل النساء؟!