أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد علي محيي الدين - رواتب الحكومة وحياة العراقيين















المزيد.....

رواتب الحكومة وحياة العراقيين


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:41
المحور: حقوق الانسان
    


في تصريح لأصوات العراق دعا نائب في البرلمان العراقي (إلى ضرورة إحداث توازن بين ما تتقاضاه الهيئات الرئاسية الثلاث وبين ما يتقاضاه المواطن، معتبرا زيادة المبالغ المخصصة للهيئات الرئاسية من شأنها إحداث فجوات بينهم وبين المواطنين.
وقال النائب البرلماني عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد عبد علي لفته للوكالة المستقلة للإنباء (أصوات العراق)" لابد إن ينظر للوضع العراقي عند تحديد مخصصات الهيئات الرئاسية الثلاث،وان يكون هناك تناسب بين مخصصاتهم المالية وبين ما يتقاضاه المواطن العراقي."
وأوضح "لا أطالب إن يكون راتب الرئاسات الثلاث مقارب لراتب المعلم مثلا ،لكن يجب إن يكون متوازناً".
وكانت مخصصات وراتب رئيس الجمهورية جلال الطالباني قد وضعت في جدول إعمال البرلمان للأسبوع الجاري،ولم تتم قراءته القراءة الأولى وأرجئت بسبب ورود نسخة جديدة معدلة على القانون لم يتم الكشف عنها .
وبحسب النائب علي ، يبلغ إجمالي مخصصات وراتب رئيس الجمهورية وفقا للنسخة الأولى والتي قدمت للبرلمان،التي لم تقرأ،(55مليون دينار عراقي) شهريا".
وبين علي"إن راتب رئيس الجمهورية وفقا للنسخة الأولى التي تقدمت للبرلمان والتي لم تتم قراءتها هو(15) مليون دينار،إضافة لمخصصات ضيافة تبلغ بحدود(25) مليون دينار،تتبعها مخصصات إضافية بحدود (15) مليون دينار أخرى ،إي أنها تبلغ نحو نصف مليون دولار سنويا".
يذكر ان راتب عضو البرلمان بحدود 45 مليون دينار عراقي شهريا أي بحدود 3600 دولار ).
هذا الخبر تداولنه وكالات الأنباء، نقلته على ما هو دون زيادة أو نقصان متسائلا بوصفي عراقيا من العرب العاربة التي ابتلاها الله بالفقر والفاقة على طول الزمان بعد أن أختار لها من عباده الصالحين حكاما يحكمون بالعدل والقسطاس،ويعملون بوحي من أيمانهم المنقطع النظير بالإنسانية وتعاليم السماء،ولا أدري هل ما يحدث ما في العراق يحدث في الدول الأخرى،وهل أن هذه الامتيازات يتساوى فيها الحكام في العالم الحر والعالم المر،وهل هذه هي المساواة التي ينادي بها الأخوة منذ سنوات،وهل ما نراه جاء بهمة الغيارى من المعارضين العراقيين الذين شاهدوا العالم الجديد ولمسوا فيه العدالة في توزيع الثروات وجاءوا ليطبقوها في بلدهم العظيم،وهل أن كبار موظفي الدولة وأصحاب الدرجات الخاصة والحكام الجدد من طينة غير طينة البشر وأن الخالق العظيم خلقهم من طين حري والآخرين خلقوا من (سرجين) حتى تكون الفوارق بهذا الشكل الكبير،وهل عدالة السماء التي جاء هؤلاء لتطبيقها تجعل الفوارق الطبقية بين أبناء الشعب الواحد بهذه الصورة،أما أنها كلمة جدتي المأثورة ،وأغنيتها المشهورة عندما تجرش الرز وتنشد على دوران مجرشتها:
يقسم ألهذا وذاك الكيف جسم الله بالكيف للنايم أرغيفين وليحرس أرغيف
الجسم جسم أهواي جسم الله باطل ذب طرحي بعرقوب وخلاني أماطل
وهذا التمايز الطبقي الذي لمسته جدتي لم يلمسه حكام العراق الجديد ،فسعوا بما يملكون من جهد لتعميق الفوارق الطبقية بين المواطنين،وخصوصا بعد أن أصبح التشريع بأيدي هؤلاء وخزائن العراق بأيديهم ،يحيون ويميتون كما يشاءون ،فيكون راتب المتقاعد الذي خدم العراق عدة عقود من السنين أقل مئات المرات ممن عملوا في مجلس الحكم المنحل أو الجمعية الوطنية المنهارة،أو مجلس النواب الحالي،وإذا تساءلت عن أسباب هذا التباين جاءوك بالأدلة النقلية والعقلية على صحة هذا التميز فالحظوظ بيد الله العزيز الحكيم يعز من يشاء ويذل من يشاء،وهم الأعلون ونحن الأدنون وهذا الحكم الإلهي العادل كما يرى حكام العراق منذ حمورابي ولهذا اليوم ،فلم أسمع أو أقرء على كثرة ما سمعت وقرأت أن حاكما عراقيا سار على الحق القويم أو مشى على الصراط المستقيم،بل الجميع يهش وينش ليسرق ما في العش،بما منحه الله من سلطة علوية على الآخرين القبول بها وهم صاغرين.
ولو تساءلنا عن هؤلاء الحكام وانحداراتهم لوجدنا جلهم ممن يدعي النضال والكفاح في محاربة الدكتاتورية الصدامية الرعناء،وكأننا نستبدل دكتاتورا بآخر ،أو متسلطا بغيره،فماذا قدمتم خلال السنوات الخمس من حكمكم المريض غير القتل والدمار والنهب وتقاسم الموارد العراقية وكأنها أرث أبائكم الميامين،ناسين أو متناسين أن عراقي الداخل ذاقوا الويلات من الحكم الدكتاتوري وأنتم تعيشون في نعم الأخوال والأعمام من الدول الرجعية والإمبريالية التي ربتكم وعلمتكم كيف تنهبون بلدكم،وتبيعون شعبكم في أسواق النخاسة،وأكثر ما ينطبق عليكم قول النواب الشاعر الذي هجا الحكام الهجن بقصيدته الرائعة التي يعرفها الجميع ،والتي لم يستثني فيها أحدا لأنهم جميعا في الهوى سوا،ولعلكم زدتم على الآخرين في الكثير من أعمالكم التي ذاق منها الشعب الويلات.
ولي أن أسأل الأستاذ النائب هل أن اعتراضه على رواتب الرئاسات الثلاث فقط أم رواتب السادة أعضاء مجلس النواب المحترمون الذين يتنعمون بالرواتب العالية والمخصصات الكبيرة ويطالبون بزيادات لتحسين حالتهم المعيشية وكأنهم مثلي عاشوا مرارة النظام البائد،وباعوا كتبهم ومقتنياتهم ليتأدموا بكسرة خبز،ولو كان الأمر على الرواتب والمخصصات والامتيازات لهان الخطب وجلت الرزية ولكن ما خفي كان أعظم فالكثير من سادتنا النواب لديهم شركاتهم الخاصة ومؤسساتهم الكبيرة التي تدر عليهم الملايين ،ناهيك عن ما يحصلون عليه من أموال أخرى بالطرق الملتوية التي يعرفها جميع العراقيين،ولا أدري هل يضحكون على عقول العراقيين بهذا الكلام،أم يحاولون تجميل صورتهم ليظهروا أمام الناس كالحمل الوديع وهم جميعا مشاركون في مأساة العراقيين.
اتقوا الله أن كنتم أسلاما ،وعودوا إلى أحسابكم أن كنتم أعرابا كما يقول مولانا الحسين،فهذه السنوات كشفت الأمور وفضحت المستور وعرف الناس من خلالها ما تخبئ النفوس وما تكن السرائر،فقد ظهر لنا أن كل من(يلزم الدف يغني)وربما كسرتم المزاهر والدفوف،لأنكم فقتم الأولين والآخرين من الآن إلى قيام يوم الدين،والسلام عليكم سادتي أجمعين،(وعوافي للي يجيب نقش) فقد عرفتم كيف تتلاعبون بعقول البسطاء والسذج من العراقيين وصعدتم على أكتافهم فهنيئا لكم الجنان وحور العين والوالدان المخلدين وكؤوس المعين ،التي هي لذة للشاربين في الدنيا والآخرة أمين يا رب العالمين،وآخر عتبي على الأخوة العلمانيين من يساريين ولبراليين لماذا هذا السكوت،والسير في ركاب الآخرين،ومتى تقولون كلمة الحق أن كنتم مؤمنين.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد المؤدلج
- مواقف لا تنسى للراحل عزيز شريف
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(2-2)
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(1-2)
- هذوله أحنه
- واحد من جيل الحياة
- حول أنشاء المركز الوثائقي للحزب الشيوعي
- حول أعادة فتح المكتبات العامة في المدن العراقية
- (وزارة الكهرباء... أين هي الكهرباء)
- صفحات من ذاكرة شيوعي قديم/1
- الشهيد الباسل طالب باقر(أبو رياض)
- هل هناك هدف أخر وراء رفع الحصانة البرلمانية عن مفيد الجزائري
- أريد الله يبين حوبتي بيهم
- شعيط ومعيط وجرار الخيط
- ألا أني أكلت يوم أكل الثور الأبيض
- الدروس الخصوصية وتأثيراتها الجانبية
- شرب من ميهم وصار منهم
- إذا أكلت بين عميان ناصف
- الشيخ أحمد عبد الله الشيوعي الروزخون
- أبو سارة وحكاياته ألفلاحيه


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد علي محيي الدين - رواتب الحكومة وحياة العراقيين