أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - الدروس الخصوصية وتأثيراتها الجانبية














المزيد.....

الدروس الخصوصية وتأثيراتها الجانبية


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 10:25
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات أبي زاهد
محمد علي محيي الدين
من الظواهر التي أفرزها النظام البائد(التدريس ألخصوصي) هذه الآفة القاتلة التي أتت على الأخضر واليابس،وأضرت بالعملية التربوية ،وأعادتها عشرات السنين إلى الوراء.لقد جعل التدريس ألخصوصي من مربي الأجيال تاجرا جشعا،لا هم له ألا جني الأموال ،وبناء القصور،وأكل السحت الحرام، ناسيا أو متناسيا رسالته العظيمة في بناء المجتمع،وإنشاء جيل متسلح بسلاح العلم والمعرفة.
لقد كانت الأسرة التعليمية (أيام زمان) مشعل التنوير الوطني والأخلاقي،وكان للمعلمين القدماء دورهم الريادي في زرع روح الوطنية ،والتبشير بالمبادئ الشريفة،ونكران ألذات،وخرجوا أجيالا من الشباب الواعي المتعلم الذي أقتحم أتون المعامع والمظاهرات والإضرابات متسلحا بالروح الوطنية ألأصيلة،وكان رأس الرمح في النضال الوطني عشرات السنين،وتاريخ العراق زاخر بآلاف الأسماء المضيئة ،التي كان لها أثرها في النضال ضد الاستعمار والرجعية والدكتاتورية الغاشمة،لقد كان هؤلاء المناضلين نتاج غرس المعلم الوطني،المعلم الشريف الذي كان يؤمن بأن العلم رسالة..رسالة سامية،لها أبعادها الأخلاقية والوطنية،ولم يكن أمير الشعراء مخطئا عندما قال:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
نعم أنه رسول العلم والتنوير والمعرفة،رجل التضحيات والقيم السامية النبيلة،أنه ألجواهري وعلي جواد الطاهر ومهدي المخزومي ومهدي البصير ومصطفى جواد وسلام عادل ومحمد حسين الشبيبي ومحمد الخضري وصلاح خالص وصفاء الحافظ وغيرهم من الشموع المضيئة في تاريخ العراق الحديث،أن كل هؤلاء الأفذاذ ،وآلاف غيرهم قد قدموا لشعبهم ووطنهم الكثير،ورسموا غد مشرق للأجيال اللاحقة،هؤلاء الأماجد الذين تناستهم وزارة التربية ولم تكلف نفسها عناء تسمية مدرسة بأسماهم،وهو جزء من حق لهم عليها وعلى شعبهم الذي ناضلوا من أجله ،عندما أوصد الآخرون أبوابهم عن سماع نداء الوطن،لم يأملوا أن يحصلوا على مكسب أو تقدير،ولكن أيمانا بالقيم التي ناضلوا من أجلها، وعذرا من هذا الاسترسال ففي القلب شجا وفي العين قذى،لما وصل إليه الحال عندما أرى المدارس تحمل أسماء ،لا تستحق أن تكون في هذا المكان،ولكن فرضتها ظروف سابقة لن ينالها التغيير.
أن التدريس ألخصوصي ظاهرة منبوذة ،وعلى وزارة التربية إصدار القوانين الرادعة وإيقاف هذه الظاهرة التي جعلت من المعلم تاجرا في السوق السوداء،حيث لاحظنا من خلال متابعاتنا المستمرة أن هؤلاء المدرسين يلزمون الطلبة،بالتدريس لديهم لأسباب ظاهرة وخفية،فالمدرس المحترم لا يعطي من جهده في ألمدرسه بمقدار ما يعطيه في درسه ألخصوصي، يظهر ذلك في ضعف مادته ،واللامبالاة،وعدم التركيز،فهي كلمات جوفاء يقولها المدرس وعلى الطالب الاعتماد على نفسه أو اللجوء إليه،بل وصل الأمر ببعض مدرسي الصفوف غير المنتهية إلى ألزام الطلاب باللجوء إلى الدرس ألخصوصي وألا..؟بل إن البعض منهم قاتلهم الله يطلعون طلابهم على الأسئلة حتى ينالوا الدرجات العالية،وهذه أمور حادثة ليست من نسج الخيال ،وأمور أخرى أتورع عن الخوض فيها يعلمها الكثير من الطلبة وأولياء أمورهم،لقد اتخذت وزارة التربية قرارا يلزم مدرسي الصفوف المنتهية بعدم مزاولة التدريس ألخصوصي،مما جعلهم ينتقلون إلى الصفوف الأخرى حتى يتسنى لهم التدريس،مما دفع بمدرسين ليسوا بذات الكفاءة لتدريس الطلبة في الصفوف المنتهية،مما أضر بالطلبة ومستوياتهم العلمية،ونتائج الامتحانات الوزارية دليل على ما أقول،أضف إلى ذلك أن إدارات المدارس أسندت إلى أشخاص ليسوا بمستوى الإدارة لأسباب بعيدة عن العلمية والكفاءة،لذلك أقترح أن يصار إلى إصدار قانون صارم بمنع التدريس ألخصوصي للمدرسين العاملين على ملاك الوزارة،وفي حالة ممارسته عليهم تقديم استقالتهم والعمل خارج أطار الدولة،لأن المدرس ألخصوصي يحصل على عشرات الملايين سنويا ،وأجره عن كل طالب لا يقل عن(250)ألف دينار،ولابد من الإشارة إلى وجه مضيء في السلك التربوي ترك التدريس بعد تحسن راتبه،وأنصرف لتعليم الطلاب مجانا في مقر اتحاد الطلبة العام في بابل،ذلكم هو المربي الفضل الأستاذ(عبد الرزاق الكسبي)وهو صورة رائعة للمدرس الذي درس العلم وتغذى بالوطنية في مدرسة الشعب العراقي،التي خرجت الأفذاذ والشرفاء والمخلصين،وأعاد إلى ذاكرتنا المئات من المعلمين الشيوعيين والديمقراطيين الذين قاموا بتدريس طلبتهم بعد الدوام مجانا ،وهو ما يسمى بالدروس الإضافية،بل أن بعضهم فتحوا صفوفا لمحو الأمية وتعليم كبار السن مجانا،فأين أبناء هؤلاء من الجيل الجديد،وأين الطلبة الذين تعلموا على أيديهم معاني النبل والسمو والروح المهنية الوثابة.
ولكن ما علاقتك يا سوادي وقد تجاوزت سن التعليم وانصرفت لحياتك الخاصة،قلت ذلك لسوادي بعد أن قرأت عليه ما كتبت،فأنتفض كالعصفور بلله القطر وقال:ليش بويه ما إلي علاقة،آني مو عراقي ،وكل عراقي اله علاقة باليصير بالعراق، ليش أولاد أبني كريم سبعه وكلهم طلاب،وإذا عله حچايتك نوديهم للخصوصي ،ينراد ألنه گونيه فلوس،ومنين يجيب كريم،وهو عامل وراتبه قليل، وچماله وزارة ألصناعه سوت الرواتب گوتره،من(100)الف إلى(300)الف حظك نصيبك،وألما يعجبه يدگ رأسه بالحايط ، ثم يا بويه انه أعرف بالتعليم لن إستاد كاظم الله يرحمه مسئولي علمنه كلشي،علمنه التكتيك وعلمنه الستراتيج،وچانوا معلمين گبل يأخذون طلابهم دروس أضافية بلاش،حتى ينجحون، والمعلم ألما يطلع نسبه زينه يصير مضحك جدام جماعته،وسالفة بين المعلمين،ويگصون راتبه،مو هسه كلمن أيده اله،ومعلم يشتغل بالتجارة،ومعلم عنده كماليات،وثالث ما أدري وين،وچماله التدريس ألخصوصي،والمدرسة مخليها سبير،يداوم بالأسبوع يوم،لو ما يداوم ،وراس الشهر يأخذ راتب كامل مكمل،وأكو معلمين بالمدارس ما يعرفون طلابهم،لن ما طابين للمدرسة كل حياتهم،واللي يگول چذب خلي يشوف المدارس شبيها بلاوي،وتدري شكو بعد...خليها مغطايه،وتره عمك سوادي كلشي يدري،ويعرف لكن..الحچي مو بيد أهله، ومصيبتنا ما يحلها غير فتاح الفأل...!!!



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرب من ميهم وصار منهم
- إذا أكلت بين عميان ناصف
- الشيخ أحمد عبد الله الشيوعي الروزخون
- أبو سارة وحكاياته ألفلاحيه
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها
- من بطولاتِ الشيوعيين العراقيين... مع قصة نفق سجن الحلة
- قصة النفق والهروب من سجن الحلة
- ما هي الآليات والوسائل لإنجاح نداء مدنيون
- نفق سجن الحلة يطرق الذاكرة مرّة ً أخرى
- الرفيق كريم أحمد في ضيافة البغدادية
- مسمار المطير،براس الفقير
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/6
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/7
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/8
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/9
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/10
- حي ميت هندال أنريده
- أين هي الطبقة العاملة في العراق
- عبد الأئمة عبد الهادي(أبو نصار) رياضيا ومناضلا
- عبد زيد نصار الماضي والحاضر


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - الدروس الخصوصية وتأثيراتها الجانبية