أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - أنتبه كهرباء ترفك لايت














المزيد.....

أنتبه كهرباء ترفك لايت


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات أبي زاهد
في مسلسل قدمته قناة الشرقية العراقية عن أزمة الكهرباء،قام أحد أبطال المسلسل بسرقة خط كهربائي من أحد أعمدة الكهرباء الوطنية المخصصة للطوارئ،فكانت الكهرباء تنقطع بين دقيقة وأخرى،وعندما تتبع مصدر التيار ظهر أنه قد ربط خطأ على خط الترفك لايت،فكانت كهربائه تعمل وفق نظامه المعروف،واعتبرت هذا المشهد الكوميدي في وقتها من المبالغات المعروفة عن الشرقية،ولكن ظهر لي أن لا مبالغة ولا هم يحزنون،فقد اعتمدت كهرباء بابل على هذا المسلسل وربطت خطوط النواحي والقرى على هذا الخط،وهذا ما حصل لنا في مدينتنا الصابرة،فقد كانت الكهرباء الوطنية التي تتكرم المحافظة مشكورة بإعطائها لنا بمعدل ساعتين في اليوم الواحد فقط كانت تتقطع بين دقيقة وأخرى مما يعني أنها قد ربطت عمدا على هذا الخط المتقطع،وقد أدى هذا الاهتمام المنقطع النظير من الكهرباء اللاوطنية إلى إحراق الكثير من الأجهزة الكهربائية،ودفع ببعض العائلات الكريمة إلى قطع التيار الوطني نهائيا والاعتماد على الخطوط القومية الأخرى.
أن الكهرباء الوطنية في العراق تمثل خير تمثيل وطنية وزير الكهرباء العراقي الذي لا أدري من أين جلبته لنا الحكومة العراقية،فهل وجدته في (الملاقط) حتى تتحفنا بهذا التحفة الذي مضت ثلاثة سنوات على وزارته المباركة دون أن يقدم شيئا يستحق الإشارة إليه،لعدم قدرته على توفير الكهرباء أو تحسينها،بل أن الأزمة تفاقمت أكثر خلال هذه السنوات العجاف،لأن الوزير الهمام يتمتع بحصانة من السماء، جعلته بمنأى عن المحاسبة والعقاب،فقد استدعاه مجلس النواب الموقر قبل أكثر من عام،لمحاسبته عن تقصيره في توفير الكهرباء،فأدعى حينها أن السبب الأول هو الإرهاب الأعمى ووزارة النفط،وأن ما بين حانه ومانه ضاعت الكهرباء،ثم ضحك على جماهير شعبنا الأبي وممثليهم الأشاوس عندما وعد بأن الكهرباء ستستقر خلال ستة أشهر،وها هي سنة ونصف مرت على استدعائه الأول دون أن يتحرك خطوة واحدة لتحسينها،أو ينبري أحد لمحاسبته عن تقصيره وتقاعسه،لأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم،فيقال أنه من التكنو قراط غير المحسوبين على أي طائفة أو قومية أو مذهب،فإذا كان هكذا التكنو قراط فالأمر يستحق البكاء والعياط،لأن العراق لا ينفعهم أوتوقراط أو سقراط ويبقى طول العمر بالعف وال..آط.
أقول هذا بعد المعاناة الشديدة التي نواجهها نحن عباد الله المساكين الذين نعيش في العراق الجديد،فانا أسكن في ناحية من أكبر النواحي العراقية،إلا أنها مبتلاة بسبب تاريخها الأسود في مقارعة الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة،مما دفعهم لإهمالها وتهميشها،وسأزعج القارئ الكريم بلمحات عنها،فالمدينة سميت نسبة للقاسم أبن الكاظم(ع)،وتأتي في الترتيب الخامس بين المدن المقدسة ذات القباب الذهبية،وكانت الناحية الوحيدة في بابل التي خرجت فيها المظاهرات المناوئة للحكم الملكي العميل،،وبعد ثورة تموز المجيدة كانت من قلاع الثورة،فاستباحها الحرس القومي في شباط المشئوم،وامتلأت السجون بأبنائها في عهد العارفيين البغيض،وبعد انقلاب تموز سعى البعث لتغيير أسمها لاعتقاده أنها سميت باسم زعيم البلاد قاسم،ولكن أنكشف له ما كان يجهل ،فكانت من المدن المعلمة بالخط الأحمر في خرائط البعث،ولم يجري فيها أي بناء أو أعمار أسوة بالمدن المجاورة التي سارت في خط الثورة،وبعد سقوط النظام البائد جرى فيها بعض الإصلاح إلا الكهرباء التي يهيمن عليها رجال العهد القديم،فتنعم المدن المجاورة بساعات من الكهرباء فيما تعيش هي في ظلام دامس،وتم سد حلوق المسئولين الجديد بخطوط الطوارئ ليترك الآخرين إلى جهنم وبؤس المصير، وعدنا لذاك الطاس وذاك الحمام،فالحكومة الجديدة مارست معها ذات الإجحاف ،وخصوصا من قبل كهرباء بابل الفاسدة،التي تركتها مدينة أشباح يلفها الظلام الدامس،وتأتيها الكهرباء اللاوطنية لدقائق لتنقطع وتعود بعد دقائق وهكذا تنتهي الساعة المقررة لها كل يوم بالقطع والإعادة،ولنا أن نتساءل،هل مصدر الكهرباء هو الترفك لايت كما تقول الشرقية،أم أن لوزارة الكريمة عينت موظف خاص بغلق الأزرار عشوائيا كما يفعل عازف البيانو ليقضي وقته،لأنه على ما يظهر خال من أي عمل عدى اللعب بالأزرار،أم أنه أمر مقصود لإيذاء المواطن الكريم وتعطيل أجهزته الكهربائية حتى تعمل الماكينة الاقتصادية لتجار النظام الجدد الذين هيمنوا على الأسواق العراقية(ولعبوا بيها شاطي باطي)أم الغرض أخبار المواطن أن الكهرباء متوفرة ولكنهم عامدين على قطعها،أم هناك أهداف لئيمة لمن يسير أمور البلد من وراء ستار،لا أدري وربما غيري يدري،ولكن ما أصبح يقينا ثابتا عندي أن الشعب العراقي يستحق أكثر مما جرى عليه لأنه أختار بوعي أو بدونه هؤلاء وسلطهم عليه،ولا زال يلهث ورائهم طامعا بجنات النعيم،...قاطعني سوادي الناطور(أقبض من دبش،يا هو اليقره يا هو اليكتب،خابصين رواحكم ومدوخين روسكم تكتبون كالت الكهرباء وحجت المجاري،وزاد الفساد..و..و،لكن من يسمع ،كل الحجي هواء في شبك،والجماعة سدوا أذانهم،وفكوا أجيوبهم،وشركاتهم البره تخليهم يعيشون مئات السنين بفلوس الأزواج،وإذا شافوا الشغلة انلاصت،شعدهم بالعراق حتى عوائلهم أبلاد بره،مثل ما يكولون المصريين،وجناسيهم هولنديه وبلجيكيه وسويديه وانكليزية وأمريكية،والهم حقوقهم التحميهم من القانون،قابل همه من ولد الملحة ألما يحميهم لا قانون ولا فافون،بس الضيم والقهر على ولد الخايبات،اللي طول أعمارهم يركضون والعشا خباز،ولا ثوب كطني ولا ترس بطني،وعوافي للي يجيب نقش،صارت أبخت أهل الشهادات المزورة،وأهل الشهايد الصدك يشتغلون أبسطيات سوك جماله،وهاي ما أدري قسمة الله لو قسمة أفنيخ: عشره يشاركها برحل أوحده مطي ينطيها..!!



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (بعدك بالطوله)
- شيگلچ الصاحب ....گولي يس
- متى يحاكم قتلة الشيوعيين العراقيين
- الاتفاقية العراقية الأمريكية استعمار جديد
- ما بين حانه ومانه ضاعت حقوق الشعراء الشعبيين
- محمد الصكر..شاعر في الذاكرة
- ((عرس الكلاب))
- ضاع الگدر علينا
- (ثلج أصلي....وثلج راس كوب)
- شهادات عن الشهيد الأنصاري ناظم مصطاف(ملازم سامي)
- الشهيد الشيوعي الأنصاري ناظم مصطاف عبد الأمير (ملازم سامي)
- رواتب الحكومة وحياة العراقيين
- الفساد المؤدلج
- مواقف لا تنسى للراحل عزيز شريف
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(2-2)
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(1-2)
- هذوله أحنه
- واحد من جيل الحياة
- حول أنشاء المركز الوثائقي للحزب الشيوعي
- حول أعادة فتح المكتبات العامة في المدن العراقية


المزيد.....




- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - أنتبه كهرباء ترفك لايت