أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - محمد الصكر..شاعر في الذاكرة














المزيد.....

محمد الصكر..شاعر في الذاكرة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 08:44
المحور: الادب والفن
    



تنازع الشعر الشعبي مدرستين،المدرسة التقليدية،والمدرسة التجديدية،ولكل من هاتين المدرستين سماتها الخاصة ولغتها وأخيلتها ومعانيها،اعتمدت الأولى منهما على المعاني السهلة الواضحة التي لا تحتاج إلى أجهاد الذهن في البحث عن المعنى،والسردية البعيدة عن التركيز على الصورة الشعرية،والمدرسة الحديثة التي أرسى دعائمها الشاعر الكبير مظفر النواب أواخر خمسينيات القرن الماضي،عندما نشر قصيدته الرائعة (للريل وحمد) التي أخذت صداها في عالم الشعر لما حوت من صور رائعة ومعاني سامية وأخيلة جميلة،مما دفع الكثيرين من الشعراء لمجاراتها والنسج على منوالها والكتابة على غرارها،وكانت البداية للخروج عن أوزان الشعر التقليدية التي كانت سائدة آنذاك،وقد أبدع الكثير من الشعراء لتحررهم من النمطية والرتابة التي عليها القصيدة التقليدية،لإمكانية التعددية في التفعيلات والقوافي،مما جعلهم ينطلقون بأجواء واسعة بعيدة عن القيود التي كانت تكبل الشعراء،وكان العصر الذهبي للقصيدة الشعبية وبرز الكثير من الشعراء المجيدين،الذين اعتمدوا الجديد فيما يكتبون من قصائد،وشكلوا معالم واضحة في مسيرة الشعر الشعبي الحديث.
ومن الشعراء الذين تأثروا بهذه المدرسة الشاعر محمد الصكر،الذي كان له حضوره المتميز منذ أواخر الستينيات حتى أواخر السبعينيات ،حيث أخذ يكتب لنفسه وأبتعد عن الأضواء وبعيد سقوط الصنم شارك الشاعر في مهرجان "يوم الشهيد " بقصيدة نالت الاستحسان ولكن ظروفه الصحية منعته من مواكبة مسيرة الشعر رغم أنه لا يزال يتميز بالقدرة على العطاء.
كتب الشعر في سن مبكرة،وتأثر بالشاعر شاكر السماوي الذي كان يرتبط به بعلاقة حميمة ،يوم كان الشعر ثورة وقضية،لذلك نلاحظ في قصائده التأثير الواضح للسماوي سواء في اختيار المفردة أو الصورة أو النفس الطويل في كتابة القصيدة،وقد شارك في جميع المهرجانات الشعرية حتى نهاية السبعينيات حيث أضطر للانقطاع بعد الهجمة الشرسة للبعث الفاشي أواخر السبعينيات عندما أصبح الشعر رقص على أشلاء الضحايا وحداء للقتلة والسفاكين،رغم محاولات السلطة آنذاك إقحامه في مناسباتها ليكون طبالا في جوقة الطبالين والراقصين،إلا أن تحججه بالمرض الذي أبتلى به جعله يحافظ على نقائه المبدئي وصفائه الشعري،فكان بعيدا عن الأضواء وجمعية الشعراء الشعبيين رغم أنه من روادها الأوائل والمشاركين في فعالياتها قبل النكسة المميتة التي أحاقت بالشعر والشعراء.
تميزت قصائده بالرمزية والصورة المتميزة بخلفيتها التي لا تتضح إلا بمعرفة خلفية الشاعر،ومعرفة الحدث الكامن ورائها،وعندما قام النظام بإعدام كوكبة من المناضلين بعد أن حفر لهم حفرة ودفن أجسادهم حتى منتصفها،ونفذ فيهم حكم الإعدام رميا بالرصاص،دون أن يحرك ذلك الآخرين للاعتراض على إعدامهم بسبب التحالف الجبهوي، رسم ذلك بصورة لا يمكن إدراكها إلا لمن يعرف القصد وحقيقة ما حدث،فكانت قصيدته الرائعة "صدك الجذب" التي قرأت في مهرجان للشعر الشعبي حضره الكثيرين من المسئولين آنذاك،لكنهم لم يدركوا المعنى الخفي للقصيدة،رغم أن الكثيرين ممن عاشوا الأحداث قد تلمسوا قصد الشاعر ومراميه،وهي نشيج صامت،وعتاب لآخرين:
على ياهي أفك كلبي..وأنه ألما علمت كلبي
يحن لو كصت وأدمنه
وعلى ياهي توجي أجدامي أبابك
وأنه الما بيني وبينك نزيزة ولا برد دمنه
والهب ريح(1) لو شم ريحة البارود يتعنه
ويرده هوه الشرجي يدور البيرغه حنه
وك شجاهه أتغيرت نياتها الوادم..
دفن للركبه والحالوب ما يفعل يكت مايه
ونواعي الليل كلها وشوغة الخنجر..
صهيل أباب الولايه
والملاكه كباحه وعين جسره ومامش أحجايه
وها بالك تورج الكاع وتحط للجرح كافور
وها بالك تسولف عالبنوا آشور
غمت رادوها..يل شوفك...
عثر بخيالك وشفت الفجر هندس
وكل منجل وأله حوبه...وكل حديثه(2) تشور
وخيعونك يمن شورت بالصبخة
أشجم كيظ وأحنه بلا شمس
أشجم يمته وباجر وأمس
وحتى الكصايب شيبن والجوري مات بهرشه
وتدري شبعد..بيه شبعد
بس ريحة الحنظل ونار الغرشه
يهنا يغياب السلف طير اليهاجر هم يرد العشه
واليكطع أجفوفه الوكت يبقه يتحرش حرشه
وغده بها العجيد بكاسر الديوان
وجماله يريدوني أرد لسوالف النسسيان
أسوي حروز للنسوان
ولك لو نشفن أشفافي..ونشف ريجي..
ولو كطعوا أجفوفي بخنجر مزنجر
وحك ألله أبد ما تشره أعيوني عله بيبانك..
ولو ظلت فرد بابك فلا دكها
وشكلهم لو دروا بيه
وأنه الماعلمت روحي تبيع وتشتري بالدم
يبو كلب الرعيع الخاف من الدم
وحك ميثم...وحك ميثم
تصل لمفارك الشيبات وتبسم
عليها وتضحك بوجهي
أشحلاتك يا عطش كلبي
على بيبانك يموت المستحه وتخضر الجلمه
على بيبانك يجي المطلوب شايل بالجفن دمه
وأنه أتنومس وأزامط بيك
وأكطع ليل المعسره بلا ذمه
يروحي تنومسي بيه
العمر لوما كضه شارات ما ريده ولا ريدن طواريه
ولك يا شوك الحديثات رد بيه
أريد أغفه على شيلتها وأريد أبجيلها أشويه
ولو ما علمتني أمي البواجي على العدل ذله
وحك ذلة كصايبها..لخلي الماي حد وحد
وصيرن ماي أغرجنك وأصل حدي



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((عرس الكلاب))
- ضاع الگدر علينا
- (ثلج أصلي....وثلج راس كوب)
- شهادات عن الشهيد الأنصاري ناظم مصطاف(ملازم سامي)
- الشهيد الشيوعي الأنصاري ناظم مصطاف عبد الأمير (ملازم سامي)
- رواتب الحكومة وحياة العراقيين
- الفساد المؤدلج
- مواقف لا تنسى للراحل عزيز شريف
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(2-2)
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(1-2)
- هذوله أحنه
- واحد من جيل الحياة
- حول أنشاء المركز الوثائقي للحزب الشيوعي
- حول أعادة فتح المكتبات العامة في المدن العراقية
- (وزارة الكهرباء... أين هي الكهرباء)
- صفحات من ذاكرة شيوعي قديم/1
- الشهيد الباسل طالب باقر(أبو رياض)
- هل هناك هدف أخر وراء رفع الحصانة البرلمانية عن مفيد الجزائري
- أريد الله يبين حوبتي بيهم
- شعيط ومعيط وجرار الخيط


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - محمد الصكر..شاعر في الذاكرة