محمد عبد القادر الفار
كاتب
(Mohammad Abdel Qader Alfar)
الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:32
المحور:
حقوق الانسان
عندما أعود إلى كثير مما كتبته وما اصطففت خلفه وما دافعت عنه في مناسبات مختلفة أشعر بالخجل من نفسي حقيقة، ذلك أنني كنت مستعداً في وقت من الأوقات للدفاع ولو بشكل غير مباشر وخجول عن العنف!
بحكم الخطوط الحمراء الكاذبة التي يحاول المجتمع الظالم حصرنا وراءها،، وبحكم ذلك الخوف من تجاوز أمور أصبحت “مثلاً عليا” لا يجوز المساس بها وما هي في الواقع إلا أصنام متحجرة،، كنت ككثيرين غيري أتسامح مع العنف أحياناً… تحت مسميات زائفة كثيرة مثل النضال والكفاح والمقاومة والدفاع … كنت أدافع عن العنف ضد الكائنات الأخرى مثل قتل الحيوانات لأكلها بدعوى أن ذلك سلوك طبيعي.. وربما عن قتل الحشرات والزواحف والقوارض بدعوى أنها مؤذية… وعن العقاب بالشنق وقطع الرؤوس وتقطيع الأطراف بدعوى أنها عقوبات رادعة تحمي المجتمع إلى غير ذلك من ترهات جرى اجترارها مراراً في كلامي وكلام غيري…
ومع أنني لا زلت في كثير من الأحيان أقتل دون رحمة حشرة اختارت مكاناً لا يتسع لكلينا كما يبدو،، ومع أنني لم أنجح -كما نجح كثير من البشر المتحضرين في العالم- في اتباع نظام غذائي نباتي،، ومع أنني قد أتعاطف بطريقة سخيفة أحياناً مع بعض دعاة العنف والدمار ظناً مني أن لا خيار أمامهم سوى ذلك… إلا أن الاعتراف بوضاعة كل ذلك هو أمر إيجابي كبداية…
آن الأوان لندين بأعلى صوت كل من قام بالاعتداء على مر العصور ومنذ بدء الوجود على حياة غيره بالضرب أو الإيذاء أو القتل أو التعذيب أو الاغتصاب.. مهما كان دافعه ومهما سرد من مبررات سخيفة………
آن الأوان لنأخذ موقفاً حاسماً ونظيفاً من موضوع العنف … موقفاً لا يقبله تحت أي اعتبار…
ولنشرح للذين يروجون للعنف والبدائية بدعوى الردع أو النضال أو الكفاح أو السلسلة الغذائية أو التخلص من الكائنات الضارة أو الجهاد أو التحرير أو الحرب على الإرهاب أو تطبيق القانون أو تطبيق الشريعة أو حماية الوطن أو الشهوة العارمة أو غيرها من المبررات …….لنشرح لهم قيمة الحياة التي نسوها تحت وطأة مطامعهم وأصنامهم… لنشرح لهم عن أن طاقة المحبة هي الأقوى والأنجع والأقدر على تحقيق الخير… وأن اللجوء إلى القوة هو أسوأ سمات البدائية..
من الآن فصاعداً ….. لن يحتل اللاعنف أي مرتبة دون الأولى عند الحديث عن الثوابت….
من الآن فصاعداً…
لا مساومة على اللاعنف..
http://1ofamany.wordpress.com
#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)
Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟