أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الحوار الفلسطيني ماذا ينتظر؟















المزيد.....

الحوار الفلسطيني ماذا ينتظر؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


كاد الوقت يحترق ويضيع بع الدعوة الهامة والشجاعة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني أبو مازن لانطلاق حوار فلسطيني شامل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية , وهي الدعوة التي جاءت في وقتها الحاسم , ورحب بها جميع الفرقاء في الساحة الفلسطينية , وهي دعوة نظرت إليها الحكومة الإسرائيلية المرتبكة بحذر شديد , وبروح عدائية أيضا ,ولذلك قامت إسرائيل بالاستجابة أكثر للجهود المصرية لتحقيق التهدئة وفعلا فان اتفاق التهدئة الذي عقدته إسرائيل مع حماس وبقية الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قد دخل حيز التنفيذ , حتى لو بطريقة متعثرة , حيث اخترقته إسرائيل والفصائل عدة مرات سواء عن طريق اغتيال مواطنين فلسطينيين ونشطاء مقاومين بدم بارد , أو عبر إطلاق صواريخ ضد مستوطنات النقب الغربي, ولكن اتفاق التهدئة الذي رحب به الرئيس أبو مازن , ودعا الجميع إلى حمايته , القي فعلا بظلال سلبية على الدعوة التي أطلقها الرئيس في الرابع من هذا الشهر , وتبدو هذه المسالة على تعقيداتها الكثيرة مفهومة تماما , حيث إسرائيل استغلت الانقسام في فرض شروط جائرة نوعا ما بخصوص التهدئة , وخاصة النية الذي أكد على سريانها في قطاع غزة أولا ولمدة ستة شهور , حتى إذا نجحت خطواتها المتعاقبة , عن طريق تدفق البضائع بنسب اعلي من المعابر الإسرائيلية , ثم انجاز صفقة الجندي جلعاد شاليط , ثم التوصل لاتفاق بشكل وتشغيل معبر رفح , الذي هو المعبر الرئيسي , يصار إلى توسيع نطاق التهدئة إلى الضفة الغربية , الفصائل تحت ضغوط كثيرة وافقت على هذا الشرط مع أنها تعلم تماما أن اتفاق التهدئة لن يمر بسلاسة , وان كل اختراق سوف تستغله إسرائيل للبقاء في مربع البند رقم واحد , كما هي عادتها دائما , وكما تعاملت أصلا مع خارطة الطريق , ولكن الفصائل لضرورات متعددة وافقت على اتفاق التهدئة رغم هذا الشرط الظالم جدا , وجرى توافق وطني كبير حول التهدئة عموما , ولكن إسرائيل تحاول أيضا استغلال التهدئة في تعطيل اللحمة الفلسطينية باتجاه الحوار , خاصة وان إسرائيل تسعى عبر مفهومها الذي أفصحت عنه بأشكال متعددة إلى توظيف التهدئة في تكريس الانقسام والانفصال في مواجهة بعض الضغوط والدعوات الدولية إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي قبل نهاية العام , وكان أخر الدعوات الصريحة ما تحدث به الرئيس الفرنسي "ساركوزي خلال زيارته قبل أيام للمنطقة , وخطابه الشجاع الذي ألقاه في الكنيست , وتحدث فيه بصراحة عن القضايا العويصة وهي قضايا القدس واللاجئين , والاستيطان , هذا بالإضافة إلى أن الوفد الفلسطيني الإسرائيلي الذات يقومان بالمفاوضات مدعوان إلى واشنطن , ليكونا تحت ضغط وإلحاح الإدارة الأمريكية مباشرة , الإدارة التي يضيق أمامها هامش الوقت , وهي بحاجة إلى هذا الانجاز على الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي للتهيئة لمرشح الحزب الجمهوري جون ماكين الذي بدأت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة تتحدث عن تراجع لصالح المرشح الديمقراطي باراك اوباما.
إسرائيل إذا, تحاول أن تفرض مفهومها من وراء هذه التهدئة, فهي كما استغلت الانقسام لفرض شروط مجحفة للتهدئة, تستغل التهدئة لفرض معوقات أمام الحوار الوطني والمصالحة الوطنية,
الشارع الفلسطيني الذي يشعر بالصدمة نتيجة جمود الخطوات العملية التي تجعل دعوة الحوار تتحول إلى وقائع متلاحقة, الناس في الشارع الفلسطيني يتساءلون, مادام الجميع يرحبون, وما دام الجميع يعلنون الموافقة, فلماذا لا يبدأ الحوار, وماذا ينتظر هذا الحوار ؟
هذا القلق في الشارع الفلسطيني , هذه الأسئلة التي لا تجد الإجابات الشافية , وحالة عدم الاقتناع التي تسيطر على الوعي الشعبي , تتجسد هذه الأيام في كثره المبادرات الشعبية التي تدعوا إلى الحوار والوحدة , وهذه المبادرات الشعبية تشمل مؤسسات المجتمع المدني ,وجماعات الشباب , وفئات المواطنين الأكثر تضررا وانسحاقا بسبب استمرار الانقسام , والمتخوفين من المثقفين الذين يرون أن التباطؤ المقصود , ومحاولات تجميد خطوات الحوار قد تقود في النهاية إلى مأساة اكبر , وهي انسلاخ قطاع غزة بشكل نهائي , وذهابه باتجاه المخططات الإسرائيلية القديمة الجديدة التي تريده أن يكون جزءا من دولة فلسطينية واحدة .
وكل هذه الجداول من الإحباط والقلق ومستويات الخوف والشك التي تنتشر في أوساط الفلسطينيين تقودهم بالتدريج ولكن حتما إلى تشكيل مجموعات ضغط , مجموعات تضغط باتجاه فرض الحوار والمصالحة , والتشهير بالأطراف الذي تعيق ذلك ,بل وقد يتطور الأمر إلى ثورات برتقالية ترابط في الشوارع والساحات وصولا إلى الخلاص الوطني , هناك قلق يعتري الشارع الفلسطيني من أن تؤدي الأجندات الصغيرة لبعض الأطراف الفلسطينية إلى ركوب قاطرة التهدئة باتجاه الوهم واللا شيء , أو باتجاه الانفصال , أو باتجاه تحسين الشروط في اللعبة الداخلية الفلسطينية , ومعروف أن إسرائيل ترى وتراقب وهي في كامل الاستعداد أن تشجع مثل هذه الأجندات الصغيرة وهي أيضا مستعدة لتبني وتغذي الاستغراق بالوهم المؤدي إلى اللا شيء , ولذلك فان الوعي الشعبي برغم أجواء الإرهاب النفسي , والإعلام الديماغوجي الذي يحاول أن يعرض التهدئة بشروطها الراهنة وكأنها انتصار كبير , هناك قلق حقيقي , وخوف حقيقي وهذا كله يدفع باتجاه تشكيل مجموعات ضغط تتمكن من قيادة الشارع وتحريكه بقوة ضد الاتجاهات المغامرة تماما مثل ما حدث في منتصف الخمسينات من القرن الماضي حين هبت الجماهير الفلسطينية في انتفاضات شعبية جارفة وأسقطت مشاريع الإسكان والتوطين التي اعتقد أصحابها آنذاك أن الظروف الصعبة قد تدفع الفلسطينيين للموافقة عليها .
وهكذا فان اضاءات الوعي مهمة جدا في هذه المرحلة , وان المثقفين مدعوون في هذه المرحلة للعب دورهم الطليعي في إثارة الرأي العام الفلسطيني بما ببيته الأعداء في الخفاء , وبما تقع فيه بعض القوى بعيون مفتوحة , إن شعبنا خط الدفاع الأخير عن مشروعه الوطني وحلم استقلاله ومعروف أن المثقفين والنشاء في هيئات المجتمع المدني , والعقول الأكثر استقلالية في كل الفصائل , والشخصيات الاجتماعية والثقافية والأهلية , ورغم الضعف الظاهري أمام غابة السلاح في الحالة المليشياوية المؤسفة التي وصلنا إليها في فلسطين , إلا أن هذا النسيج هو الأقوى بحكم انتمائه إلى روح الشعب بصفة عامة , والدفاع عن المصير الوطني الذي يحتشد فيه الجميع في انتظار تحقيق الأهداف ...



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختبار كبير اسمه التهدئة
- مثلث اليأس في الذكرى الاولى للانقسام
- افتراض التشابه افتراض الاختلاف
- دعوة ابو مازن والوقت الحاسم
- وحش اسمه الفراغ
- اسرائيل نيران تحت الرجل السياسي
- غزة وسباق الحلول
- كم نحن حمقى
- صلح في لبنان أم سلام في المنطقة
- حوار الدوحة امل كبير وخوف اكبر
- المقاومة وزمن الانزلاق الى الهاوية
- الأنفاق بوابة للحياة ومختنق للموت
- حقوق المراة بين حضور الواقع وهروب الاعتراف
- صديق ومسافة
- مقلى الفلافل محطة وقود !
- الاقوياء دائما يكذبون
- الوطن حين يتحول الى سجال
- سأغادر مدينتك
- هذه انا
- اشواك في العلاقات العربية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الحوار الفلسطيني ماذا ينتظر؟