أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاطمه قاسم - الاقوياء دائما يكذبون














المزيد.....

الاقوياء دائما يكذبون


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 10:13
المحور: كتابات ساخرة
    


نفس الكلمات ,وبنفس عدد الحروف تقريبا,تتكرر هذه الأيام على لسان الناطقين باسم الإدارة الأمريكية , ولكن هذه المرة , تأتي الكلمات ليس ضد العراق الذي تم احتلاله منذ خمس سنوات , ولكن ضد سوريا , بادعاء أن الهدف الذي أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية قبل شهور , في منطقة دير الزور شمال شرق سوريا , إنما كان لمنشئة نووية , لمفاعل نووي سوري , ساعدت في بنائه كوريا الشمالية , وكان معدا لإنتاج أسلحه نووية !
المشكلة:
أننا نعلن كذب الإدارة الأمريكية , ونستعين على إثبات الكذب بما سبق وان قالته الإدارة الأمريكية عن أسلحة الدمار الشامل العراقية , ثم عاد الجنرال كولن باول بعد خروجه من وزارة الخارجية الأمريكية للاعتراف بالكذب , وان كذبته التي عرضها بإتقان يحسد عليه خلال اجتماع لمجلس الأمن , كانت وصمة عار في سجله الشخصي ! وبالتالي فان إعلان كذب الإدارة الأمريكية حول ما قالت عنه انه مفاعل نووي سوري , اخذ من جانبنا جميعا صفه الاكتشاف وأكبرنا واكتفينا بفكرة الاعتراف في الكذب , مع أن القاعدة الراسخة التي لا تجد لها بديلا هي أن الأقوياء دائما يكذبون , الجديد في الأمر ؟
موجات المد الاستعماري والتي قامت بها الدول الاستعمارية القوية , حملت عناوين كثيرة كلها كاذبة بدون استثناء , فقد ادعت تلك الدول أنها تريد تعمير تلك البلاد التي اجتاحتها , وإنها تريد نشر الحضارة بين سكانها البرابرة , وأنها تريد أن تحافظ على حرية التجارة وعلى رأسها تجارة الأفيون , أو تامين حرية الملاحة , أو نشر الديمقراطية كما يقال حاليا , أو حرية العبادة , ومواجهه العنف ضد النساء , واقتلاع جذور الإرهاب, وبقية المسلسل الطويل من الأكاذيب التي صدعت رؤوس أجدادنا , وتصدع رؤوسنا على مدار الساعة والدقيقة .

الأقوياء دائما يكذبون :
ربما تكون صفة الكذب هي واحدة من ابرز الصفات الملازمة للدول الكبرى , وعندما يأتي احد هؤلاء الذين يصنعون الأكاذيب ويعترف بها , أو يعتذر عنها , نصدقه نحن الضعفاء على الفور , ونلجأ إليه ونعتبره شاهد ملك , ونستقبله بحفاوة , وستشهد به في مداولاتنا , التي لا يأخذها الأقوياء بعين الاعتبار , أن كولن باول على سبيل المثال , يبدوا كما لو انه رجل طيب , وقد يصبح سفيرا للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة , وعندما يزورنا في المنطقة قد تذبح تحت قدميه الخراف تكريما لاعترافه بالكذبة الكبيرة , وإذا أردتم مثالا على ضعفنا وسوء أحوالنا , فما عليكم سوى متابعة زيارة الرئيس الأسبق كارتر للمنطقة , وذهابه إلى دمشق ولقاء قادة حماس هناك , وتسابق قادة الثورات التي كانت إذا غضبت صنعت توترا وارتباكا في العالم , وتسابق الجميع بأنه لم يتم تجاهله في الدعوة للعشاء المسموم , وما قيل على لسانه نصا وتأويلا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أن هؤلاء المطبلين والمزمرين ,والمرحبين الشاكرين للرجل طيبته الشديدة , وحرصه الكبير , وما قيل عنه انه اختراق للحصار , هؤلاء أنفسهم هم الذين لعنوه بصفته الشيطان الأكبر تحت دعوى انه الذي صنع أو واهم واخطر اتفاق سلام إسرائيلي مع مصر , مشكلا بذلك اختراقا مدويا ما زالت تداعياته تعصف بنا حتى اللحظة الراهنة , وهؤلاء المطبلين والمزمرين بطيبة الرجل , وصدقه , وحرصه على السلام , هم أنفسهم الذين سيروا ضده المظاهرات الصاخبة , واخترعوا في مواجهته مصطلح لغوي كبير وطنان اسمه الصمود والتصدي , بل شكلوا ضد النجاح الذي حققه جبهة الرفض العربية , وها هو اليوم يستقبل بكل الأمل , وينظر إليه بصفته المسيح المخلص .
وهذا نفسه لا جديد فيه , لأنه هكذا دائما كان يتصرف الضعفاء أمام أكاذيب الأقوياء .
الإدارة الأمريكية :
تقول في كذبتها الجديدة التي لا جديد فيها ضمن مبدأ الأقوياء دائما يكذبون , أنها لم تشارك إسرائيل في استهداف ما يسمى بالمفاعل النووي السوري المزعوم ,
شكرا لكم , هذا فضل لن ننساه أبدا !
وهل كانت إسرائيل بحاجة إلى المساعدة ؟
وهل الطائرات التي قطعت المسافة من إسرائيل إلى ابعد نقطة في زاوية الحدود الشمالية الشرقية هي من صنع إسرائيلي ؟ وهل القذائف الذكية التي دمرت الهدف المزعوم هي من صنع إسرائيلي ؟
وهل ضمان التفوق الإسرائيلي في المنطقة هو قرار إسرائيلي أحادي الجانب ؟
الأقوياء دائما يكذبون :
يعترفون , ويعتذرون , ويكذبون ثانية , في متوالية مستمرة لا تنقطع أبدا , وليس كثيرا أن نكتشف بنوع من الدهشة البلهاء أنهم يكذبون , وعلينا أن نعرف أن هناك كذبة أخرى تترتب لمصلحة أخرى , وهكذا دواليك .
الشيء الوحيد المفيد لنا تحت الحصار , أو تحت الضغط , أو تحت أي شكل من الاستعمار , أو الفقر والجوع , أو الخلاف والانقسام , المفيد الوحيد لنا , هو أن نخرج من ضعفنا , وان نصبح أقوياء, ولا باس ا نكذب ونتهم بالكذب , لا باس مطلقا , المهم أن لا نظل هكذا ضحية لأكاذيب الآخرين الأقوياء , وضحية لصدق الأقوياء , وضحية لحزنهم أو فرحهم , غضبهم أو رضاهم , ما رأيكم نحاول أن نكون أقوياء حتى لو ابتلينا بصفة الكذب .
رحم الله جدي فقد كان دائما يعبر عن سخطه لما تؤول إليه الأحوال بمقوله يبدأها ب " لا حول ولا قوة إلا بالله ياعمي القوي ........................" .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن حين يتحول الى سجال
- سأغادر مدينتك
- هذه انا
- اشواك في العلاقات العربية
- إلى متى هذا الغياب؟
- هل ما زال هناك وقت
- الى متى هذا الغياب ؟
- اخر الحصون ام القرى فلسطين
- القمة العربية والبحث عن بداية جديدة
- حوار أم انتحار
- المرأة العربية بين التغريب والتغييب
- المأزق الفلسطيني انقاذ ممكن أم الذهاب الى الابعد
- إرهاب الدولة أم دولة الإرهاب
- العنف ضد المرأة بين التشخيص والمواجهه
- امريكا وفلسطين والنفط
- زارعة الأمل حاضنة الأجيال
- حديث بين الدموع
- المبادرة اليمنية والارادة الفلسطينية
- الممكن والمستحيل في إعلان الاستقلال
- غزة اول الدولة ام نهاية الدولة


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاطمه قاسم - الاقوياء دائما يكذبون