أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - حوار أم انتحار














المزيد.....

حوار أم انتحار


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2234 - 2008 / 3 / 28 - 10:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل أن ينتهي التصفيق للأخوين عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق اللذين وقعا إعلان صنعاء , وقبل أن يجف الحبر , وقبل أن يتمكن الشعب الفلسطيني من تنفس الصعداء , وخاصة في قطاع غزة الذي يعاني إلى حد فقدان الأمل, والى حد اختناق تفاصيل الحياة اليومية ,عاد السجال الفلسطيني إلى وتيرته السابقة , وعادت التفسيرات تتباعد عن بعضها بشكل بائس , مع أن ما تم التوقيع عليه وهو إعلان صنعاء ليس سوى كلمات محددة في سطور قليلة , والمبادرة اليمنية أصلا , صيغت بشكل جيد ودقيق وواضح , واحتوت على سبع نقاط , وهذه النقاط السبع محكمة الصياغة , وليست غامضة المفردات الذي تعبر عنه التفسيرات المتقاطعة , والمتضاربة التي نسمعها حاليا .
ماذا بعد ذلك ؟
ولماذا الصورة الواضحة بل المفضوحة التي تصور حالة العجز الفلسطيني عن الاتفاق وعلى ردم الهوة التي حدثت بفعل هذا الانقسام , مع العلم أننا جميعا نعلم أن إسرائيل ما فتئت تستغل هذا الانقسام وهي التي تسعى لان يستمر , وكذلك القوى الإقليمية المتجاذبة تريد استمرار هذا الانقسام لكي تستغل من خلاله الواقع الفلسطيني حتى لو كان هذا مغموس بالدم الفلسطيني , وان الواقع اليومي للانقسام يعزز العديد من الآثار والتداعيات والنتائج التي تؤذي الشعب الفلسطيني غاية الأذى , وتشوه صورته , وتدمر بنيته السياسية , وتجعله حائرا لا يعرف أين ستدفعه الرياح بكل الأحوال :
الذين يشعلون نار الانقسام الفلسطيني متعددون , والمحرضون على أن يبقى الانقسام ليتم استغلاله كثيرون , ولا نريد هنا أن نلقي اللوم كله على كاهل الاسرائيلين الذين خططوا لهذا الواقع الشاذ منذ انسحابهم أحادي الجانب من قطاع غزة , وكانوا يدفعون بالأمور تدريجيا لكي تخرج عن السيطرة , ثم يتحول قطاع غزة بعد الانسحاب إلى ساحة مفتوحة تتقاطع فيها الرؤى المتناقضة , وتتقاتل فيها القوى الإقليمية اللهم بسلاح يقال عنه فلسطيني , وبأيدي يقال أنها فلسطينية .
إسرائيل إذا ورغم دورها المركزي في التخطيط للوصول بالأمور إلى هذا الواقع الشاذ ليست المسئولة الوحيدة , فهناك أصحاب المشاريع الإقليمية الذين يريدون إشعال الحرائق في هذه الساحة أو تلك حتى تكون ساحة المواجهة بعيدة عنهم , ومن ثم الخسائر ليستن من قوتهم وشعبهم , وكم لنا نبكي على لبنان , وعلى العراق , وها نحن نبكي على فلسطين .
وهناك العديد ممن يعتبرون أنفسهم منظرين, يبحثون عن نموذج يقدمونه لأوهامهم, وما دام الثمن يدفعه
الفلسطينيون , فلا مانع أن يكون الفلسطينيون أنفسهم حقل تجارب لتلك التنظيرات وتلك الأوهام , والغريب أن كثيرا من هؤلاء المنظرين فاشلون في بلادهم , ولا ينظر إليهم بجدية , وهناك لا يساوون شيئا , وعندما يكون الأمر يخص ووصل إلى هذا الشعب المكافح اقصد الشعب الفلسطيني , فيسارعون لشرع أحلامهم كالخناجر المسمومة لكي يحرضوا الفلسطينيين على أنفسهم , ولكي يشعروا بالرضي عن أنفسهم بان لهم قيمة , وأنهم يشعلون حتى تتأجج فتمزق الشعب والوطن الذي ما زال حلما أوشك أن يتحقق , وما همهم , وهم يعتاشون ويكسبون من وراء هذه المهنة البائسة , ولا أريد هنا أن اذكر الأسماء على وجه التحديد , فالرأي العام يعرف هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم ألقاب كبرى لاينتمون إليها إلا زيفا , مثل لقب المفكر القومي أو المفكر الإسلامي , أو منظري الممانعة , أنهم هم أنفسهم الذين يلعبون دور الشياطين المكلفين بإشعال النار التي تستهدف التهام وإحراق هذه الأمة .
ولكن المسئولية أولا وأخيرا : تقع على عاتق القيادات الفلسطينية , الوطنية والإسلامية , وكل البنى والهياكل الفلسطينية , فهي أولا صاحبة المصلحة في الخلاص من المأزق , وهي الموجودة وتعيش في الميدان , وهي من ثم التي ستدفع الثمن , وهي التي يسجل باسمها النجاح أو الفشل ,صحيح أننا لا نعيش في جزيرة معزولة , وان الرياح التي تهب على المنطقة تهب علينا أيضا , وان سخونة الملفات تلفحنا بنارها , وان صراع الأحلاف يؤثر فينا , غير أن المهمة الرئيسية لنا هي إذا لم نكن قادرين على التقدم إلى الأمام أن نقلل الخسائر وهو اضعف الإيمان .
لماذا نفقد القدرة على استثمار أية فرصة للحوار وسرعان ما نحولها إلى حافز جديد للاقتتال والتجاذب والشجار.إلا أن هذا الشجار, أو الانتحار لا يكون بالكلمات وحدها, وإنما بالدم, وبتدمير الحياة, وبالمشروع الوطني والحلم الوطني الذي يقف في منتصف الطريق ويكاد الحلم يموت أمام عيوننا.
ما هذا الادعاء بالتفوق , وادعاء الصواب المطلق , والاستقواء على بعضنا , مع أن كل هذه الادعاءات لا تورثنا وتورث أجيالنا سوى الضعف والمهانة , وبؤس الحياة , والاهم من هذا كله استهانة عدونا بنا إلى حد الكارثة .
هل نستفيق لنرى المبادرة اليمنية تتحول إلى إجراءات عملية على الأرض , وأقول المبادرة اليمنية لأنها فرصة قد لا تأتي مرة ثانية , أم نستفيق لنرى أننا أوقعنا أنفسنا في متاهة جديدة من متاهات الخلاف والدمار والكارثة ؟
يا له من زمن صعب زمن تموت فيه أحلامنا العادلة والقاتل نحن



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية بين التغريب والتغييب
- المأزق الفلسطيني انقاذ ممكن أم الذهاب الى الابعد
- إرهاب الدولة أم دولة الإرهاب
- العنف ضد المرأة بين التشخيص والمواجهه
- امريكا وفلسطين والنفط
- زارعة الأمل حاضنة الأجيال
- حديث بين الدموع
- المبادرة اليمنية والارادة الفلسطينية
- الممكن والمستحيل في إعلان الاستقلال
- غزة اول الدولة ام نهاية الدولة
- انتحار الورد ؟
- الوضع الفلسطيني أين العقدة
- لبنان الاخضر لبنان المحترق
- ماوراء الحدث
- المشهد اكثر تعقيدا
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟
- الموت موجود والدواء مفقود


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - حوار أم انتحار