أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - انتحار الورد ؟














المزيد.....

انتحار الورد ؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 10:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس هذا عنوانا لديوان من الشعر , ولا عنوانا لرواية مليئة بالفانتازيا الأدبية , بل هو عنوان أخر الأخبار القادمة من غزة ,
واليكم التفاصيل :
ما زال الحصار الظالم والخانق المفروض على قطاع غزة يواصل تداعياته المأساوية , ذلك أن الناس في قطاع غزة البالغ مساحته 360 كيلوا مترا مربعا والمحشو بداخله قرابة المليون ونصف المليون من البشر , كما أفاد التعداد الأخير للسكان الذي أجرته السلطة الوطنية الفلسطينية , وتم الإعلام عن نتائجه قبل أيام قليلة , الناس هنا في قطاع غزة اكتشفوا أن المشهد الذي جرى على الحدود الفلسطينية المصرية , واستمر حوالي أسبوعين , كان مشهدا مثيرا بالفعل , لدرجة انه سمح لدموع وقهقهات الفرح لدرجة الجنون , غير انه لم يغير من الوقائع الأساسية , برغم اختفاء الجدار لبعض الوقت حيث أن الحصار لم ينتهي عند ذلك بل استمر طوال الوقت , والحصار الذي بقي وما يزال والذي سيستمر , لو تداعيات , وله نتائج وأثار , وكلها سلبيه , وليس هناك شكل من أشكال الحياة في قطاع غزة إلا وتضرر ضررا بالغا من تداعيات ونتائج وأثار هذا الحصار , وخاصة القطاع الزراعي الذي يعمل فيه قرابة مئة وخمسون ألف عامل , يعملون في مزارع القطاع وحقوله وبساتينه ودفيئا ته الزراعية , التي تنتج كميات من كبيرة من الإنتاج الزراعي الذي يشبع حاجة السوق المحلية , ويشكل مصدرا رئيسيا من مصادر الدخل لأهالي قطاع غزة , واهم هذه المنتجات هي الكميات الكبيرة من الخضروات وخاصة الخيار والبندورة التي كان يطلق عليها تفاح الهنود عندما تم اكتشافها أول مرة في أمريكا وكذلك البطاطا بأنواعها المتعددة , أما الفاكهة بكل أنواعها من البرتقال والليمون والجوافة واللوز وفي مقدمتها الفراولة ( التوت الأرضي ) التي تحتل دائما المركز الأول بالأسواق العالمية .
ولكن القطاع الزراعي الغزاوي استطاع في السنوات الأخيرة أن يسجل نجاحا وحضورا مدهشا في أسواق الورد العالمية , أي والله :
الورد بكل أنواعه وألوانه , وخاصة القرنفل الأحمر , رسول العشاق والحب , فهذا الورد الغزاوي وجد له مكانا مرموقا في بورصة الورد بهولندا , ليكون حديث الناس ومثار إعجابهم , وليكون سفيرا للغزيين في كل مكان , ومصدرا كبيرا للدخل يساعدهم على صعوبات الحياة .
ثم فجأة:
جاء الحصار بلا مقدمات أغلق كل منافذ الحياة , الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي البشع على غزة , حصار خانق وشامل حيث أن الصادرات لم تعد قادرة على المرور للتصدير , فكسدت الصادرات الزراعية بكل أنواعها , وصار بعضها لا يجد السعر الذي يفي بجزء من تكاليف زراعته , وعلى سبيل المثال فان صندوق والبندورة الذي يزن حوالي 20 كيلوا غراما أصبح يعرض بالأسواق المحلية بمبلغ ثمانية شواقل ومتوقع له المزيد من الهبوط إذا ما استمرت الأوضاع على حالها ,
أما الورد فشكلته اكبر:
الورد هذه الزراعة المتميزة الجميلة , التي تحتاج إلى رعاية من نوع خاص , لا يمكن استيعابه إلا بشكل ضئيل جدا في السوق المحلية المحدودة بدون وجود هذه الحالة من الإحباط العام , والذي لا يمكن الاحتفاظ به لفترات طويلة لأنه يذبل بسرعة , انه الورد رمز الجمال والرقة والمحبة في كل مكان وزمان , لايقبل أن يهان وبهذا الشكل , ولا يقبل أن يلقى به طعاما للماشية بعد أن كان كاتم أسرار المحبين وهم يبوحون له بحكاياتهم الجميلة ,
لا ...........الورد لا يقبل أن يهان هكذا , وخاصة اليوم في عيد الحب , حيث اختار مزارعي الورد أن ينثروا باقات الورد الملون بكميات كبيره أمام كميرات المصورين احتجاجا على استمرار الحصار ,
هاهو الورد ينتحر جماعيا , لعل دمه النازف , واوراقة المنثورة , وسيقانه العارية , وخدوده الذابلة تحرك الضمير الإنساني , وتفتح الأبواب المغلقة .
الحصار ما أقسى الحصار وما أسوأ الحصار , فها هي الفصول تتوالى وهو ما زال جاثما على الصدور , ويأتي صيف وشتاء وخريف وربيع وهو متجهم عابس يرفض الابتسام , وتسافر الريح وتعبر المسافات والحصار لا يغادر غزة , يا الله ما أقسى الحصار , وكم هي ظالمة أيامه , وقاحلة ,ومطفئة شموعه وفارغة خزائنه , رددوا معي الحصار لعنة , فلعن الله الذين يفرضون الحصار , ولعن الله الذين يعلمون به ولا يفعلون لشعبنا شيئا , انه الحصار , يشبه ذالك الوحش الذي لا يرحم , جوع الاطفال , ويسخر من دموع عيونهم , ويسرق منهم القدرة على الحياة



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الفلسطيني أين العقدة
- لبنان الاخضر لبنان المحترق
- ماوراء الحدث
- المشهد اكثر تعقيدا
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟
- الموت موجود والدواء مفقود
- الثلث الضامن والأرتباط المعطل !
- التعليم وقاعدة الانطلاق الرئيسية
- رسائل دموية
- اللواء صائب نصار وزمن الثورة
- اوقفوا هذا الانتهاك
- تعالوا نضئ شمعة
- من منكم يملك وساما مثل وسامي ؟
- صرخة من الأعماق
- هل نحن مهيئون للحوار ؟
- الحصار والأسعار والتجار
- يهودية الدولة ....لماذا ,


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - انتحار الورد ؟