أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - المشهد اكثر تعقيدا















المزيد.....

المشهد اكثر تعقيدا


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 03:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المؤسف حقاً, أنه بينما يتصرف الإسرائيليون قبل مؤتمر أنا بوليس وبعده على أنهم يخوضون معركة فاصلة, فإننا فلسطينياً ما زلنا نغرق في اللعبة القديمة, ونهرب إلى محطات السجال والخلاف والانقسام الداخلي, وبالتالي نحكم على أنفسنا مسبقاً بالهزيمة في هذه المعركة الفاصلة.
والمعركة تدور حول إمكانية ميلاد دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل, وبرغم أن هناك لغطاً واسعاً حول حدود هذه الدولة, وإمكانياتها وتواصلها الجغرافي, إلا أنها تبقي أبرز واهم وأقدس نقطة على جدول الأعمال الفلسطيني,لأن دولة مستقلة للفلسطينيين ستكون هي البداية الحقيقية للسير على طريق حقوقهم الكاملة كما نصت عليها كل قرارات الشرعية الدولية.
وصحيح ما يقال:
أن درجة كبرى من الغموض تلف الأطروحات الرئيسية حول توليد هذه الدولة, سواء ما يتعلق برؤية الرئيس بوش أو خارطة الطريق أو حتى الآفاق التى تتحدث عنها كونداليزا رايس, ولكن الصحيح أيضاً أن مؤتمر أنا بوليس- الذي هو تعبير عن حجم النفوذ الأمريكي- قد حشد إرادة إقليمية ودولية كبيرة حول قضية توليد الدولة الفلسطينية, وأنه حدد على نحو ما سقفاً زمنياً واقعياً وليس خيالياً لإقامة هذه الدولة عبر توقيع معاهدة نهائية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل قبل نهاية هذا العام 2008, أي خلال ما تبقي من ولاية الرئيس جورج دبليو بوش , وأن مؤتمر أنا بوليس أطلق المفاوضات التي كانت قد ماتت نهائياً بالسبع سنوات الأخيرة, وخلق فعاليات هامة مثل مؤتمر باريس للمانحين, وهناك في الأفق القريب عدة فعاليات أخرى مثل مؤتمر موسكو وغيره.
يضاف إلى ذلك أن القيادة الفلسطينية تتحرك على عدة اتجاهات دفعة واحدة, من بينها إعادة إحياء وتفعيل منظمة التحرير بصفتها المرجعية الأم, وذلك عبر اجتماعات المجلس المركزي والإعداد لانعقاد دورة جديدة للمجلس الوطني, ومحاولة إدماج القوى الفلسطينية كلها في المنظمة, بالإضافة إلى الاستمرار في تنفيذ الخطة الأمنية الفلسطينية التي على أساس نجاحها يمكن أن تنسحب إسرائيل من الضفة الغربية.
ولكن في مواجهة كل ذلك:
جاءت المشكلة الداخلية الفلسطينية التي وصلت إلى حد الانقسام والانفصال وتغذية تداعيات هذا الانقسام والانفصال, ومعروف أن المشكلة الداخلية الفلسطينية أكبر بكثير مما يقال عنها, وأخطر كثيراً مما يعترف صانعوها, ويجب الاعتراف أن إسرائيل لم تكن بعيدة عما حدث, بل على العكس هي مهدت له بإجراءات الحصار التعسفية, وسمحت له أن يحدث دون تدخل منها, وهي الآن تستغله أبشع استغلال.
ولكن إسرائيل لا تكتفي بما يفعله الفلسطينيين بأنفسهم, بل هي تصنع بانوراما واسعة تعتمد فيها على عناصر متعددة للإفلات من الضغط الأمريكي المحتمل, والضغط هنا يتعلق بتمايز الاستراتيجيات, فهذه المنطقة هامة جداً لمشروع الإمبراطورية الأمريكية, وحسم قدرة أمريكا على السيطرة, والانطلاق من هذه المنطقة البالغة الأهمية استراتيجياً في التحاور مع القوي الكبرى الأخرى مهما كان نوع هذا الحوار هادئاً او عنيفاً , لأنه يدور في كل الأحوال على حجم المصالح وليس على سقف الشعارات.
إسرائيل تدرك بكافة مستوياتها الحزبية, وعلي مستوى كل حكوماتها, أن التمايز بينها وبين أمريكا لا يجب أن يصل إلى حد التعارض الحاد, ناهيكم عن القطيعة , وأثر المشاكل التي يخلقها التمايز.
تحاول إسرائيل أن تحلها بالاستيعاب وإعادة تظهير المواقف بطريقة أو أخري مثلما يجري على صعيد الملف النووي الإيراني, حيث إسرائيل صدمها الموقف الذي أعلنته وكالة المخابرات المركزية الأمريكيةc,I,a , ولكنها تحاول الخروج من تأثير الصدمة عبر إعادة طرح رؤيتها ومعلوماتها بطريقة جديدة.
ونفس الشيء يحدث مع موضوع الدولة الفلسطينية المقترحة, حيث إسرائيل لها تصور عن هذه الدولة يختلف ربما عن كافة التصورات الأمريكية و الأوروبية ناهيكم عن التصورات العربية او الفلسطينية نفسها.
وهكذا تستغل إسرائيل الانقسام الفلسطيني منذ الصيف الماضي أبشع استغلال, وتحت سقف هذا الانقسام, فان إسرائيل تتحرك على عدة محاور دفعة واحدة, من أبرزها إساءة سمعة قطاع غزة وإظهاره كما لو انه مزبلة أمنية, وحظيرة للإرهاب الدولي, وذلك من خلال تضخيم الإعلانات التى تصدر عن وجود للقاعدة, او فتح الإسلام, او جيش الأمة, وما يشابه ذلك من أسماء ومسميات, وكذلك التضخيم المبالغ فيه في صورة الصواريخ الفلسطينية كما لو أنها أسلحة دمار شامل, وانه لمن المثير أن تقوم إسرائيل بالإعلان عن تجربة إطلاق صواريخ بالستية من قاعدة إطلاق قيل أنها جنوب تل أبيب, لماذا هذا التوقيت؟ وهل له علاقة بتطورات الأوضاع المتعلقة بإيران وسوريا وتكرار الرئيس الإيراني احمد نجاد القول بأن إسرائيل لا تستطيع أن تهاجم إيران أم أن الأمر موجه إلى قطاع غزة بعد تصعيد ما يسمي بخطر الصواريخ الفلسطينية, ويحتاج الأمر إلى وقفة فلسطينية جادة, حتى لا نجد أنفسنا أمام صورايخ إسرائيلية, تواجه ما يقال عنه صواريخ فلسطينية.
والخلاصة التى أريد أن أصل إليها:
أن الوقت الفلسطيني الراهن هو وقت حاسم , ودقيق, ولا يحتمل حالة الهروب القائمة حالياً والمزيد من الإغراق في السجال والانقسام الداخلي , وان إسرائيل بكل قوتها وإمكانياتها تلعب اللعبة على أصولها, وتتحرك على خطوط عسكرية ودبلوماسية, بل إنها تدخل لعبتها الداخلية- إمكانية فرط الائتلاف – في هذه المعركة, فماذا نفعل نحن فلسطينياً؟ وخاصة أن استمرار السجال الداخلي الذي فقد أية مبررات أو مصوغات منطقية أو أخلاقية, يجعل حتى الأشقاء العرب عاجزين عن مساعدتنا, وقادرين على التبرؤ من المسئولية بسهولة , وهكذا, فانه يتعين كسر هذه الحالة القائمة, وإعادة صياغة الأمور داخلياً بما يمكننا من نقاش جدي لما يحيط بنا, ونقاش جدي لوسائلنا ونقاش جدي للمخارج التي يمكن أن نصل إليها , أما بقاءنا هكذا , غارقين في بركة الوحل , منتجين لمقولات الانقسام والانفصال, فهذا يعني أنه ليس مشروعنا الوطني وحده في خطر , بل حياة أجيالنا في خطر محدق أيضاً.
هذا الخلاف الفلسطيني من أساسه مفتعل, وهو قائم منذ البدايات على هياكل كلامية ليس أكثر, وعلى أوهام ورهانات هي أقرب إلى الخيال المريض, وهذه المصطلحات التي نتسلي بها مثل قوى الاعتدال وقوي الممانعة, هي أضغاث أوهام, ذلك أن الولايات المتحدة تقايض العالم كله على وجودها في هذه المنطقة, ومن الصعب بل من المأساة أن يترك الفلسطينيين أنفسهم رهينة لما سوف تؤول إليه المعادلات الدولية في المنطقة التي كنا نريد لها أن تخلو من الوجود العسكري الأمريكي وها نحن نفاجأ بالوجود العسكري الفرنسي, يجب أن نستفيق فلسطينياً من لعبة الوهم وان نرى الحقائق , وأن نتمسك إلى أقصي مدى بالفرصة المتاحة أمامنا أما الأحلام فتبقي جميلة ما دمنا على قيد الحياة.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟
- الموت موجود والدواء مفقود
- الثلث الضامن والأرتباط المعطل !
- التعليم وقاعدة الانطلاق الرئيسية
- رسائل دموية
- اللواء صائب نصار وزمن الثورة
- اوقفوا هذا الانتهاك
- تعالوا نضئ شمعة
- من منكم يملك وساما مثل وسامي ؟
- صرخة من الأعماق
- هل نحن مهيئون للحوار ؟
- الحصار والأسعار والتجار
- يهودية الدولة ....لماذا ,
- قراءة متأنية لمشهد معقد
- الوفاء للرجل الوفاء للهدف
- المفتاح بيد من ؟
- ياسر عرفات اتساع المدى وإيقاع التفاصيل


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - المشهد اكثر تعقيدا