أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الممكن والمستحيل في إعلان الاستقلال














المزيد.....

الممكن والمستحيل في إعلان الاستقلال


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


تصريحات الأخ ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية , حول إمكانية إعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد , على غرار ما حدث في إقليم كوسوفو , إذا فشلت عملية الاستمرار في مفاوضات حقيقية وجادة , هذا التصريح وفي ظل المأزق الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بدا كمن يلقي حجرا كبيرة في بحيرة ساكنة , ولفت الانتباه بقوة إلى عمق المأزق الذي تمر به عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية , ولكنه إلى جانب ذلك , سلط الضوء على عمق وخطورة التداعيات المحتملة , فيما لو ظلت الأطراف الدولية والإقليمية راضخة ومستسلمة أو صامته عن حالة الفشل والعجز القائمة في تحريك عملية السلام , أو التأثير الايجابي ومن ثم الوصول بها إلى أهدافها المنشودة .
ودعوني وإياكم : نرصد ردود الأفعال الدولية حول تصريحات الأخ ياسر عبد ربه , ففي الجانب الفلسطيني , عبرت هذه التصريحات عن مشاعر ورغبات وأفكار الطبقة السياسية التي تدير العمل السياسي , كما عبرت عن القطاعات الواسعة للرأي العام الفلسطيني , حيث العنصر المشترك بين السياسية الفلسطينية وملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الذي يصل عددهم بما قدمه إحصاء السكان الأخير قرابة الأربعة ملايين , العنصر المشترك هو فقدان الأمل ,بسبب السياسات الإسرائيلية المليئة بوقائع قاسية يوميا على ارض الواقع , مثل استمرار الاستيطان واختلاق الأسباب لإيجاد بؤر استيطانية جديدة والتي أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية وصف السرقة المكشوفة للأرض الفلسطينية , ويرافق الاستيطان الحصار وهو اقل ما يطلق علية انه حصار خانق وغير أخلاقي ولا إنساني وغير مبرر , وجعل حياة الناس أكثر صعوبة عبر الحواجز ونقاط التفتيش , ثم إعلان عمليات الاستباحة و القتل اليومي في أبشع صورة عبر عربدة القوة .
ومقابل هذه السياسات الإسرائيلية , هناك مواقف غير عادلة , وغير عملية من قبل المجتمع الدولي , وهناك قصور شديد في الدور الأمريكي على وجه الخصوص , الذي لا يقول كلمة واحدة عما يجري , والذي يمنع الآخرين من فعل أي شي على اعتبار أن أمريكا هي الراعي الوحيد , وهي المحكمة والحكم , وهي أيضا صاحبة الرؤية الرئيسية بإقامة الدولة الفلسطينية , ولكنها لا تفعل شيئا حقيقيا لتحقيق ذلك , لا شيء سوى كلمات تطمينيى كلما تفاقم الوضع وتعقد المشهد , والذي سرعان ما تستوعبه السياسة الإسرائيلية تدريجيا , ثم تحولها إلى وقائع سلبية وقاسية على الأرض .
وفي الرد الأمريكي على تصريحات الأخ ياسر عبد ربه , والقول بأنه لا تشابه بين الحالة الفلسطينية وحالة كوسوفو , هناك أيضا خلو من الإنصاف والعدالة في هذا الرد الأمريكي .
والسؤال هنا: إذا كان هناك عدم تشابه, فلماذا تطالب السلطة الوطنية بكل الالتزامات التي لا يقوم بها سوى الدول ؟
ولماذا وقفت الإدارة الأمريكية على الدوام في وجه المحاولات الرامية إلى وجود قوات دولية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية لمساعدة السلطة الوطنية في الوفاء بالتزاماتها من جهة , وحمايتها من الأشكال المتعددة والمتنوعة للعدوان الإسرائيلي ؟
ولكن تصريحات الأخ عبد ربه أتت متعدية لمثل هذا الجدل , واتت لتكشف أن استمرار الوضع على ما هو علية من حاله فقدان الأمل , واحتراق الوقت بلا سقف زمني , سوف يؤدي إلى تداعيات خطيرة , وما جرى على الحدود الفلسطينية المصرية قبل أسابيع تعدى وتجاوز كثيرا توقعات اللاعبين , فقد ثبت بان فقدان الأمل قد يدفع مجموعات هائلة من الفلسطينيين إلى الضغط على الجدران حولهم , ليس فقط على الجدار المصري , أو الجدار الأردني , بل الجدار الإسرائيلي نفسه , وحين اذ فان اللعبة قد تخرج عن إطار السيطرة تماما , وقاعدة ذلك واضحة تماما , وهي أن أي قوة مهما كانت لا تستطيع إخافة شعبا كاملا , بالموت أو التهديد بالموت إذا كان هذا الشعب كاملا يشعر بفقدان الأمل بشكل كلي , وانع يتعرض عبر الإجراءات والسياسات الإسرائيلية إلى الموت الفعلي على مدار اليوم والساعة , ولكن بشكل بطيء , مرة عبر الجوع والقهر , وأخرى عبر الاجتياح والاغتيالات , ومرة عبر سرقة أرضه وتدمير مستقبله .
وان إطلالة إستراتيجيون مؤتمرات هرتز ليا , على الخطر عبر أبراج عاجية , فأنهم يعتقدون أن المشكلة المتفاقمة التي تشبه البركان , يمكن حلها بعمليات قريبة من عمليات السمسرة , عبر تبادل الأراضي هنا وهناك , وخلق مستوعبات وجيوب صغيرة للفلسطينيين سواء داخل أرضهم في الضفة الغربية أو على حدود صحراء سيناء الشمالية , اعتقد أن هذا التفكير على جدته يبقى تفكيرا محدودا وضيق الأفق , فالشعب الفلسطيني ليس شعبا زائدا عن الحاجة , وهو طرف عضوي بهذه المنطقة , وصاحب حق وقضية عادلة , وتداعيات حراكه لا يمكن حصرها بإشكال مرسومة ومحدودة في هذه المنطقة التي هي بالأساس منطقة زلازل سياسية .
لذلك فانا أدعو إلى التعامل مع تصريحات الأخ ياسر عبد ربه بما هو أكثر من ردود الأفعال السريعة , فهو باقتراحه هذا اخبر الجميع كم أن المشكلة كبيرة جدا , وخطيرة جدا , وان الشعب الفلسطيني لا يستطيع الاستمرار بلا أمل , ولا أن يبقى رهينة لألعاب السياسة الداخلية الإسرائيلية , ولا رهينة لعدم قدرة وعجز المجتمع الدولي من القيام بمسئولياته الأساسية .
الشعب الفلسطيني هدفه دولة فلسطينية مستقلة يبني من خلالها حياته ومستقبله, وإذا لم يتحقق ذلك من خلال القنوات المشروعة مثل المفاوضات الجادة ذات السقف الزمني المحدد, فان الثمن قد يكون باهظا واكبر من كل التوقعات.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة اول الدولة ام نهاية الدولة
- انتحار الورد ؟
- الوضع الفلسطيني أين العقدة
- لبنان الاخضر لبنان المحترق
- ماوراء الحدث
- المشهد اكثر تعقيدا
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟
- الموت موجود والدواء مفقود
- الثلث الضامن والأرتباط المعطل !
- التعليم وقاعدة الانطلاق الرئيسية
- رسائل دموية
- اللواء صائب نصار وزمن الثورة
- اوقفوا هذا الانتهاك
- تعالوا نضئ شمعة
- من منكم يملك وساما مثل وسامي ؟
- صرخة من الأعماق
- هل نحن مهيئون للحوار ؟


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الممكن والمستحيل في إعلان الاستقلال