أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - حوار مع مشروع بول بريمر الجديد















المزيد.....

حوار مع مشروع بول بريمر الجديد


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من خلال التجربة التي عاشها الشعب العراقي مع الحاكم العام على العراق بعد سقوط النظام في 9/4/2003 بموجب القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي (1483) والذي اعتبر العراق دولة محتلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية (بول بريمر). يبدو ان هذا الشخص هو المهندس المنفذ للإستراتيجية الأمريكية في العراق ( الفوضى والبناء ) . بعد او تكاد تنتهي الفوضى عمت العراق من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه أطلّ علينا هذا(المهندس) بمشروع جديد يبشر الشعب العراقي المستباح والممزق الأشلاء الى كتل وطوائف يخفي عورته ومصائبه وآلامه ومآسيه تحت خيمة اسمها (العراق)
( بمستقبل اقتصادي أفضل ومن اجل ان يترد هر العراق ) يقتر (بريمر) ويشترط على العراق (ان يغير اقتصاده) ثم يستدرك هذا الرجل (الديمقراطي) الذي يعمل لوجه الله ومن اجل سعادة الشعب العراقي فيقول (يعود الى العراقيين تحديد الوجهة النهائية لمستقبل العراق الاقتصادي) ثم يبدأ رويداً رويداً بكشف ما يخفيه مشروعه الجهنمي مع التمنيات الطيبة (سيعتمد النمو الاقتصادي على ولادة قطاع خاص نابض بالنشاط ) ثم يندفع بجرأة وصراحة ناصحاً ومحذراً بأن ازدهار العراق الذي يستوجب ولادة قطاع خاص نابض بالنشاط يستوجب ما يلي :( الى إعادة توزيع إجمالية للموارد والأشخاص بأبعادهم عن سيطرة الدولة الى المؤسسات الخاصة ) هذا يعني إيقاف دعم الدولة للسلع والحاجيات التي يحتاجها الشعب وخصخصة المؤسسات الخدمية وغيرها .
2ـ (تعزيز التجارة الخارجية) هذا يعني فتح حدود وأسواق العراق للسلع والبضائع الأجنبية
3ـ (حشد رأس المال المحلي والأجنبي ) وهذا يعني خلق بورجوازية طفيلية كوكلاء ما يدخل العراق من سلع وحاجيات أجنبية والإشراف على توزيعها على السوق العراقية وتصريفها .
ثم يبدأ هذا الرجل بكشف ما يجمعه (يواجه العاق مشكلات فريدة) ومن اجل تجاوز هذه المشكلات يجب عليه ان يتحمل بعض الآثار المؤلمة مثل المريض عليه ان يتحمل وخز حقن الإبر وآلام ارتفع حرارة الجسم وآلام الرأس (إن تتناول أي خط اقتصادية للعراق الآثار التي سيخلفها الصراع الهادف الى تحرير الاقتصاد) ومن اجل ان تسير هذه الخطة حسب البرنامج والطريق المرسوم لها حتى لا يعرقل الفوضويون من الجياع والمضطهدين والمحرومين والغوغائيين الخطط والبرامج يجب (ترسيخ القانون والنظام) ويعني ذلك استعمال العنف وسلطة القانون ضد أولئك والفائضين نتيجة ما تتركه هذه الخطة من أثار الحرمان والجوع والتشريد . ومن اجل تنفيذ هذه الخطة الاقتصادية يجب تجنيد عناصر كفوءة ومؤمنة بهذه الخطة وقادرة على أدارتها وتنفيذها ومن اجل ذلك يشترط المشروع ان يتم (تشكيل نظام سياسي بعكس أهداف وأراء كل العراقيين) وهنا يجب ملاحظة كلمة (كل العراقيين) حشرت رياءً وكذباً وخداع لأن الأهداف لا تحترم مصالح كل العراقيين ولا تعبر عن أرائهم وأفكارهم وإنما هي تعبر وتترجم أهداف وأفكار شريحة قليلة من العراقيين ( البورجوازية الطفيلية ) وتخدم مصالحهم وليس كل الشعب ويعتبر بريمر مشروعه عبارة عن (العمل مع العراقيين لوضع بلدهم على المسار الاقتصادي الصحيح) فهو لا يعتبر مشروعه (مجرد أعادة بناء الأبنية الحكومية أو إصلاح الأنابيب المتضررة)
وإنما يتطلب تغيير جذري وتحويل نمطه ومسيرته لأن الاقتصاد العراقي اقتصاد متدهور ويتطلب (تحولاً عن سوء إدارته وإهمال بنية صناعية دامت ثلاثة عقود ) وكان يقصد بذلك نظام صدام حسين البائد الذي حول الاقتصاد العراقي الى اقتصاد حرب وبناء ترسانة حربية وأعتمد على العشيرة والمحسوبية فخلق منهم فئة طفيلية بيروقراطية ترتبط بعلاقات مشبوهة مع الشخصيات السياسية المؤثرة والتي لها ثقلها ووزنها وتأثيرها في ميزان السياسة الدولية عن طريق كوبونات النفط العراقي ثم يندفع بإنسانيته لأجل مصلحة العراق واقتصاده المنهار فيقدم حزمة من المقترحات لتنمية وتطوير الاقتصاد العراقي فيشير الى (ضرورة تشجيع القطاع الخاص على إعادة توزيع الموارد لاستخدامها على الوجه الأكثر إنتاجية ) والى (تحفيز نمو المؤسسات الخاصة الصغيرة والمتوسطة القادرة بصورة أفضل من غيرها على الخلق السريع لفرص العمل )
كما يدعو الى (تقليص الدعم من قبل الدولة الى كافة المؤسسات الخدمية )وهذا يعني سيادة النظام الليبرالي الذي يشمل خصخصة المؤسسات (تتفاعل استجابة لقوى السوق ) وتتفق رحمة لبول بريمر وإنسانيته حول أولئك الذين سيحرمون من دعم الدولة للسلع والحاجيات الضرورية وحول أولئك العمال والفنين الذين سيطردون من الشركات والمؤسسات حينما تؤول ملكيتها نمن الدولة الى القطاع الخاص فيدعو الى (إنشاء شبكة من الرعاية الاجتماعية لمساعدة أولئك العمال وتلك العوائل المتعففة ) ثم تنفتح قريحته فينطلق عقله الخلاق فتسيل منه وابل من النصائح والمقترحات الإنسانية من اجل تطوير العاق وتقدم اقتصاده لكي يستطيع ان يكون مؤهلاً لمسايرة الدول المتقدمة والمؤسسات المالية والنقدية الدولية التي تجعل من العراق دولة مفتوحة الأبواب على مصراعيها لاستقبال العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة فيدعو الى ( تبني قانون اقتصادي واضح وشقاق )و( وانفتاح العراق علي العالم) لأن هذا الانفتاح سيجلب الى العراق ( ويحقق فوائد جمة ) لأن هذا الانفتاح سيجلب الى العراق رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية إضافة الى التكنولوجيا المتقدمة الحديثة والتقنيات والمعرفة وكل ما توصل اليه العلم الحديث مما يؤدي الى تدخل وانصهار ودمج التقدم العالمي مع الواقع الاقتصادي العراقي مما يربط ويوثق (الإصلاح المحلي مع الإصلاح العالمي ويستوجب ذلك من العراق (تشجيع المستثمرين المحليين بالوصول الى جميع الموارد والسلع والبضائع عن طريق منحهم الحرية الكاملة في جلب مختلف الحاجيات من الأسواق العالمية وفتح أبواب العراق المستثمرين الأجانب ذوي الخبرات في مجالات محددة) وهذا يتطلب (إتباع مقاربة مضبطة ومرتكزة على السوق ) (اتخاذ قرارات صعبة وتحمل تضحيات على المدى القريب ) (ولابد من نجاح هذا البرنامج يجب ان يجد المساندة والدعم من الشعب العراقي ) . ان المشروع الذي طرحه بريمر لا يعتبر فقط ينطلق من رؤيا واجتهاد إنسان شأ وترعرع في أحضان الامبريالية الأمريكية ونهل من فلسفتها الليبرالية الجديدة وهو يعكس بامتياز ويترجم الإستراتيجية الأمريكية الغاية والهدف من تحرك البوارج الحربية العملاقة من حاملات الطائرات والصواريخ والجنود واحتلال العراق وتحريره من سلطة صدام حسين الدكتاتورية والتي تعتبر الحرب الثانية التي انكت الخزينة الأمريكية وكلفتها(ثلاثة ألاف مليون دولار) والإلف من القتلى والجرحى والمعوقين وبالرغم من كل ذلك هنالك موضوعين وردت في المشروع يجب الخوض بها ومناقشتهما
1ـ إن التحولات السياسية (الحرية السياسية ) التي جب إن تسود الساحة السياسية العراقية والت تؤول وتفضي الى نظام ديمقراطي تعددي فدرالي في عراق موحد وإقامة حكومة عراقية وطنية يجب إن تؤجل الى ما بعد بناء وقيام قضاء عراقي وفق مبادئ واليات فلسفة ليبرالية وسوق حر . وهذا الموضوع يستحق المحاورة والغرابة بالرغم من إن هذا الطرح الحجج بحق الشعب العراقي اشد مرارة وأكثر قسوة ويمثل استمرارية المعاناة والآلام والحرمان للسنين الطويلة ولكن في الوقت نفسه يحفز وبنيه ويحذر كل القوى التقدمية والوطنية المناضلة التي يجب علها استعراض ماضيها النضالي وشهدائها والسجون والمعتقلات والتعذيب والتشريد وتبحث عن ذاتها وموقفها ومسؤولياتها إمام شعبها والتأريخ .
إن هذه الفقرة والفقرات الأخرى التي وردت في مشروع بريمر السيئ الصيت والذي يجعل من الإنسان العراقي وكأنه سلعة تعرض في السوق حسب المفهوم الليبرالي ويخضع لقانون العرض والطلب ويبدو من هذا العرض الرخيص ان بريمر لم يقرأ التاريخ للحضارات القديمة في وادي الرافدين كي يعرف ويعلم ان الإنسان العراقي هو أول من وضع الأساس وبنا قاعدة الحضارة في العالم وهو انسان كأي انسان في العالم له إحساس وشعور ورؤيا واجتهاد وهو الذي يحمل العقل المفكر والخلاق والمدير المدير الذي استطاع ان يخلق جميع وسائل ومكونات الحياة المادية والمعنوية ويطورها وينميها ويصل بها الى ما عليها الان من تقدم وثورة في التقنية والتكنولوجيا واستطاع ان يخلق السعادة والرفاه للإنسانية جمعاء وبذلك استحق ان يكون هذا الإنسان (أثمن رأسمال في الوجود) لقد جاء بول بريمر محلقاً بجناح الحب والإنسانية والإخلاص الى الشعب العراقي حاملاً مشروعه الملغوم بالطلاسم والسحر مبشراً وواعداً الشعب العراقي (بمستقبل اقتصادي أفضل) وكأنه يقو لا تيأسوا حتى اذا فشلت جميع المحاولات التي نقوم بها فأننا لا نثر لحكم فعهدنا ثابت ووفائنا ثابت منذ ان قدمنا من خلف البحار والمحيطات البعيدة ببوارجها الحربية وحاملات طائراتنا ومئات الآلاف من جنود المارينز والأسلحة المتنوعة الخفيفة والثقيلة وإضافة الى كل ذلك ( لكننا نمتلك الخبرة من البلدان الاشتراكية السابقة وتحليلاً لنجاحات البلدان الرأسمالية لاغتناء منظورنا) . بالتأكيد لا يقصد بريمر بالخبرة التي يمتلكها البلدان الاشتراكية كيف تطورت وتقدمت شعوب بلدان المنظومة الاشتراكية من مجتمعات إقطاعية ووطنية ديمقراطية الى مجتمعات اشتراكية يرفلون بالسعادة والازدهار والرفاه والأمان والاستقرار النفسي لا جوع تنهش بطونهم ولا أمراض تنخر أجسامهم ولا بطالة ولا قل وهموم من الغد المجهول (من كل حسب طاقته ولكل حسب صاحبته ) والدول الاشتراكية مسئوولة عن الإنسان ( منذ ان يسقط من رحم أمه الى ان يغادر الدنيا بأخير رحلة له الى (القبر)ولكن بريمر يقصد الخطة الجهنمية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول القريبة بمساعدة (خائن وطنه ومبادئه غور باتشوف ) بتفكك وضياع ذلك الطود الشامخ نصير الفقراء والمعذبين والمحرومين (الاتحاد السوفيتي العظيم ) ويقصد بريمر بالتجربة الانتقال من الاشتراكية الى الرأسمالية ومن الضروري توضيح تلك التجربة المريرة الى القارئ الكريم والتي يتشبث بها بول بريمر ويعتبرها العصا السحرية التي تنقل الاقتصاد العراقي الى الاستقرار والازدهار وشعبه المظلوم الى السعاة والمستقبل الأفضل . هذه النبذة منقولة من كراس(ورقة عمل ـ خيارنا الاشتراكي ـ الدروس المستخلصة من تجارب البناء الاشتراكي للحزب الشيوعي العراقي ) (جاء سعي غوربا نشوف منذ توليه قيادة الحزب الشيوعي عام 1985 واطلاق البيرو ستيروكيا (اعادة البناء ) والفلاسنوست (العلانية) التي اقرها المؤتمر السابع والعشرون للحزب الشيوعي السوفيتي المنعقد في مطلع عام 1986 تواصلا مع المنهج الذي أبداه اندرويف وان اختلفت المداخل . ان برنامج البير يستروكيا الذي اقره المؤتمر المذكور انطوى على تشخيص نقدي صحيح إجمالا لمظاهر الخلل التي كانت تعترض نمو الاقتصاد وتطور المجتمع ولكن هذا التشخيص بدأ وحيد الجانب حيث أنصب الجهد على إبراز مظاهر الخلل من دون تحليل جذوره الاجتماعية وأسبابه الكامنة وتهيئة البدائل . ومن المفيد الإشارة الى ان الاجتماع الظاهري على البيرو يستروكيا في البداية كان يخفي في طياته صراعاً بين مصالح اجتماعية متنافرة ومن هنا نشأ الجدل المتناقض والمركب حولها . وطبيعي ان هذه العملية كانت تجري في سياق ظرف دولي بدأـ معالم الاحتلال فيه تميل لصالح القوى الامبريالية وكان هذا يفرض إعادة نظر جذرية في أولويات السياسة الخارجية . ولم يكن الصراع بين القوى الاجتماعية الداخلية بعيداً عن السياق الخارجي في ما يتعلق ببلورة السياسة الخارجية .
هكذا رافق ولادة البير سترويكا ظهور ما سمي في حينها ب( التفكير السياسي الجديد) الذي كان جرى تحويله في الواقع الى غلاف ايديو لوجي لخيار جديد قوامه التراجع على الصعيد الدولي .
لقد تم تدشين البير ستريكا تحت زعامة غور نشوف من خلال التصادم مع المؤسسات القائمة ( الحزب . الدولة. النظام الاجتماعي القائم ) وواجه نهج البر سترويكا عدم قبول من عدة اتجاهات في حين هللت القوى المسيطرة في الغرب الرأسمالي له خاصة بعد حالة الإرباك التي نجمت عنه لم يستطيع غور باتشوف من توفير وإيجاد بدائل معقولة وبناءة لعملية الهدم التي قام بها مما ادى واسفر ذلك التوجه القائم على تحريض المجتمع ضد الحزب الشيوعي وأجهزة السلطة والى خلق حالة من الفوضى كما أفضى ذلك الى الاستجداء من الغرب الرأسمالي لدمع ذلك النهج ( استجداء غوربانشوف من الأعداء الألداء للاتحاد السوفيتي لدعم نهجه وبرنامجه في تفكك وضياع الاتحاد السوفيتي .. الكاتب).
لم ينفض مشروع التجديد الذي تزعمه غوربا تشوف الى تدمير الحزب والسلطة والمجتمع والى تفكك الدولة واغراق البلاد في الصراعات القومية والطائفية وتمزق الشعب السوفيتي وهيمنة نزعات فوضوية بأسم التجديد وانهيار الاشتراكية وفقدان مكاسبها وانتهت البيرو سترويكا بيعتها الغور بانشوفية الى فشل ذريع على الصعيد الاقتصادي وجميع الأصعدة وكانت العامل المباشر لانهيار النظام السوفيتي الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي وقد اتضح فيما بعد من الاعترافات الشخصية لغوريا نشوف (بأنه كان فاقداً القناعة بالاشتراكية)
ويعكس الحزب الشيوعي العراقي تصوراته وتفاعلات الأحداث ونتائجها فيقول : لسنا هنا بصدد تعداد الانجازات التي تم تحقيقها في بلدان الاشتراكية الفعلية على أكثر من صعيد تلك الانجازات التي تبرز قيمتها في المراحل الداهنة ويعد غيابها في ظل أنظمة الحكم الرأسمالية المستندة الى الليبرالية واقتصاد السوق وتكفي المقارنة بين الوضع الراهن حيث تهيمن رأسمالية منفلتة وبين الأوضاع الاقتصادية التي كانت سائدة ( في الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي .. الكاتب ) قبل ذلك ليستنتج حتى الإنسان العادي الفروق الكبيرة . فقد ارتبطت عمليات التحول نحو الرأسمالية (في الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي .. الكاتب) بالتكاليف الاجتماعية الهائلة وما ارتبطت بذلك من نتائج سلبية وعلى سبيل المثال عند تطبيق سياسة العلاج بالصدمة في روسيا في أوائل التسعينات صرح أنا تولي نوشو بايس احد منظري الخصخصة في روسيا بأ، هدف عملية الخصخصة في (الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي.. الكاتب) هو من اجل خلق ملايين الملاكين غير إن الذي حدث في الواقع هو أن الإصلاحات المزعومة (التي قادها ونفذها أنا تولي نشو بايس ..الكاتب) أسفرت عن فوضى اقتصادية شاملة فبدلاً من ظهور ملايين المالكين (أفرزت العملية الجهنمية )وأدت الى ظهور عشرات الملايين من الجياع (في الاتحاد السوفيتي وحده .. الكاتب) وانخفض الناتج الوطني الإجمالي من عام 1991 الى سنة 1998 بنسبة 50% وبلغ الانخفاض في الصناعة 50% وفي الزراعة 60% كما أدت الخصخصة الى عملية ابتلاع هائلة للثروة الوطنية ولم تفض وتؤدي الى ولادة طبيعية لطبقة رأسمالية كما زعم وروج ويروجون أولئك المنظرون للمؤسسات المالية والنقدية الدولية بل أدى ذلك الى تعيين رأسماليين جدد أي نشوء طبقة رأسمالية طفيلية ونهابة في آن واحد كما أدى الى خلق شريحة ضئيلة من الأثرياء وشريحة واسعة من المدقعين والمحرومين والجياع الأمر الذي أدى في النهاية الى ازدياد التوترات الاجتماعية وارتاع إعداد الفئات الهامشية والرثة حتى شكلت نسبة الفئات التي تحيى دون حد الفقر الى أكثر من ثلث سكان الاتحاد السوفيتي ( ومن نتيجة ذلك موت وتشريد الآلاف من العجزة والأرامل والأيتام بعد غلق دورهم وكان يعثر عليهم أموات من شدة البرد الروسي القارص في محطات المترو تحت الأرض ..الكاتب) كما ادى تحرير حركة الرساميل وحرية تحويل الروبل الروسي الى عملات أجنبية رئيسية ومن أهمها الدولار ادى الى نزوح الرساميل الروسية والى تفاقم هذا النزوح وقد قدر حجم تل الرساميل الروسية النازحة مابين عام 1992 وعام 1994 فقط بحوالي مائة مليار دولار بينما بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في روسيا وحجم المساعدات الرسمية الغربية في الفترة ذاتها 19,4مليار دولار فقط ! وهناك تقديرات تشير الى تهريب 450 دولار بصورة غير شرعية خلال سنوات حكم يلتسبن وفي مقابل ذلك أزداد عبء الديون الخارجية التي تستهلك خدماتها فقط حالياً أكثر من 30% من ميزانية الدولة وكان من المتوقع ان ترتفع الى 70% في عام 2003 وكان للآثار الاجتماعية بريقها الواضح حيث تناما وتوطد العديد من إشكال الباتولوجيا الاجتماعية مثل نمو الجريمة المنظمة والدعارة والرشوة والمافيات المنظمة .. الخ
ولعبت المافيا دوراً مركزياً في الرأسمالية الروسية الجديدة وبحسب تقديرات الشرطة الروسية هناك حوالي (9000) عصابة منظمة للمافيا تشرف على نشاط (400000 مؤسسة ) من بينها (450 بنك) وهي تمثل الجزء الأكبر في هذا القطاع )
ان هذا الموضوع يعكس فقرات من مقال الحاكم المدني العام الأمريكي (بول بريمر) على العراق بعد احتلا العراق في 9/4/2003 والذي نشره في (وول ستريت جورنال) واقتبس فقرات مهمة منه الباحث والمفكر الاقتصادي الدكتور صالح ياسر ونشره في مجلة الثقافة الجديدة القراء بعنوان ( المشروع الاقتصادي لسلطة الاحتلال الجذور والمرجعيات والأهداف الفعلية ) في العدد 324/2008 ولأهميته أدعو الإخوة الأعزاء القراء الكرام بمطالعته . وموضوعي هذا قد اقتبست فقرات منه من الموضوع الذي نشرته مجلة الثقافة الجديدة القراء للكاتب المذكور.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير والتجديد في الفكر الماركسي الخلاق
- حديث الروح(30)
- حديث الروح(29)
- حديث الروح(28)
- حديث الروح(27)
- حديث الروح(26)
- لمن تنادي . . . و بمن تستغيث !! ؟
- ما هي الحقيقة (1-2)
- ما هي الحقيقة(2-2)
- العلاقة الجدلية بين المجتمع و الانسان
- ذكرى العيد الميمون الرابع و السبعين للحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع و حاجاته الضرورية
- حديث الروح(24)
- حديث الروح(25
- حديث الروح(23)
- حديث الروح(22)
- حديث الروح(21)
- حديث الروح(20)
- وحدة القوى الوطنية والمرحلة الراهنة
- حديث الروح(19)


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - حوار مع مشروع بول بريمر الجديد